تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد]

ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[23 Sep 2009, 05:08 م]ـ

استمعت إلى شريط رسلان عن سيد قطب فوجدته رجلا حانقا فحسب!

وما ذكر من كلام سيد قطب لا يفيد التكفير كما يزعم رسلان وهو كلام عام في توصيف المجتمع يقوله كل منصف يشخص الواقع الذي يعيش فيه ولا يعني بذلك التكفير ...

بل إن رسلان نفسه يقول ببعضه وأشد منه كما في شريط الحاكمية عند سبق قطب حين قال إن الكثير من الناس يجهلون التوحيد وهم له أعداء ويحاربونه .... فتجده جهل االكثير من الناس وسلبهم التوحيد وجعلهم له أعداء ومع ذلك فهو لا يقصد بهذا الكلام تكفيرهم!

- وما ذكره سيد قطب رحمه الله فيما نقله رسلان مجرد توصيف عام لا يفيد التكفير بالعموم ولا بأي نوع من أنواع التكفير أصلا ولكن الحنق الذي يحمله رسلان والذي يظهر من كلماته لا يعطيه فرصة لحمل الكلام على محمله أو فهم أسلوب كاتبه.

- ولقد تكلم الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله وغيره بمثل ما تكلم به سيد قطب أو قريب منه في توصيف الواقع الذي يعيش فيه حين ذكروا أن جاهلية اليوم هي أعظم من جاهلية ما قبل الرسالة، والمقصود من ذلك ليس تكفير الناس كما زعم أعداء الشيخ في وقته وإنما المقصود هو تنبيه الناس لعظم الخطر الذي يحدق بهم وسوء الحال الذي وصلوا إليه وهذا في سياق دعوتهم لا في سياق تكفيرهم والقضاء عليهم ..

- أما الحاكمية فرسلان رجل متناقض لا يدري ما يخرج من رأسه!!!

فأنت يا رسلان أقررت بأن الطاعة في التشريع من معنى لا إله إلا الله،وأقررت بان تحليل الحرام وتحريم الحلال وتشريع الأحكام شرك أكبر مخالف للتوحيد، وأقررت أن ربوبية الأحبار والرهبان كانت لتشريعهم الأحكام من دون الله،وأن عبودية من أطاعهم كانت في طاعتهم وقبولهم هذه الأحكام من دون الله، وكل ذلك جعلته من الشركيات التي تنافي التوحيد كما في شريطك الذي سميته بهذا الاسم ....

فما تنقم من رجل قام ودعا إلى هذا الجانب من التوحيد الذي تقر بأنه ركن في التوحيد ومن معنى لا إله إلا الله في واقع غلب عليه خفاء هذا المعنى بل ضاع بالكلية؟!

يا رسلان إن دعوة النبي لهرقل عظيم الروم وقوله له (أسلم تسلم) كلمة تضمن كل معاني التوحيد بما فيها توحيد الطاعة وحاكمية الله سبحانه وتعالى ولا تضمن فقط ما تفهمه بفهمك المنكوس صرف المناسك والشعائر إلى الله وحده!.

ومع ذلك فقد كتب في نفس الرسالة قوله تعالى: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئًا ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) فأنت من حنقك تحتج بما هو حجة عليك وإن شئت قلت تكذب على من حولك وتدلس عليهم! فها هو النبي عليه الصلاة والسلام قد دعا هرقل إلى توحيد الحاكمية فرحم الله سيد كم كان أفقه منك.

والكلمة السواء هي لا إله إلاالله وقد جاء في الاية تفسيرها، والعرب وغير العرب كانوا أكثر فهما منك ومن أمثالك من أهل التجهم والإرجاء لهذه الكلمة وما تضمنه من معان التوحيد،ومواقفهم من هذه الدعوة تدل على فهمهم لها،ولذا فقد واجهوا دعوة النبي عليه الصلاة والسلام بحسب ما فهموه من ترك آلهتهم وزوال رئاساتهم وملكهم ومساواتهم بعبيدهم فقال بعضهم " أجعل الآلهة إلها واحدا " معترضين على توحيد المعبود سبحانه وقال آخرون " أنؤمن لك واتبعك الارذلون " معترضين على التسوية بين الناس في ولاءهم رغم اختلاف منازلهم إلى غير ذلك ...

وأنت إذا أقررت أن الطاعة في قبول الأحكام من معاني لا إله إلا الله فدعوة النبي إلى لا إله إلا اله تضمن ذلك ضرورة والعرب كانوا يفهمون ما تضمنه هذه الكلمة، لذا لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بحاجة إلى بيان ما تتضمنه هذه الكلمة من معاني التوحيد في الأسماء والصفات أو الربوبية أو الإلوهية لان هذه التقسيمات إنما احتيج إليها لتقريب هذه المعاني بعد غيابها عند الناس ودخول البدع على معتقداتهم بحيث قصروا التوحيد على بعض معان الربوبية، فعلام تنكر على رجل يدعوا إلى توحيد الله سبحانه وتعالى في هذا الجانب وقد قصد في بعض عباراته التركيز عليه وإبرازه في أسلوب أدبي يسره الله له ومكنه منه، وهل كانت كل معاني الربوبية متمثلة في تشريع الأحكام حتى يقول الله جل وعلا (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله .. )؟

أما صياح رسلان بأنه يكفر من كفره الله ورسوله فلا أراه إلا كذبا وادعاءا كما يدعي دائما أهل الارجاء، وإلا فليذكر لنا رسلان رجلا واحدا يكفره في عالم يعج بالأرباب المشرعيبن على حد وصفه والطواغيت المجرمين والعلمانيين المنافقين والزنادقة المرتدين؟! نريد واحدا فقط يارسلان!

فرسلان يتناقض ولا يدري ما يخرج من رأسه وكما يقال كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد.

-ولقد صدق والله الشيخ بكر رحمه الله في رده على الشيخ ربيع حين قال:

(لقد طغى أسلوب التهيج والفزع على المنهج العلمي النقدي…. ولهذا افتقد الرد أدب الحوار)

وقال:

(في الكتاب من أوله إلى آخره تهجم وضيق عطن وتشنج في العبارات …)

ثم قال:

(فوجدت في كتبه خيرًا كثيرًا وإيمانًا مشرفًا وحقًا أبلج، وتشريحًا فاضحًا لمخططات العداء للإسلام، على عثرات في سياقاته واسترسال بعبرات ليته لم يفه بها، وكثير منها ينقضها قوله الحق في مكان أخر والكمال عزيز، والرجل كان أديبًا نقادة، ثم اتجه إلى خدمة الإسلام من خلال القرآن العظيم والسنة المشرفة، والسيرة النبوية العطرة، فكان ما كان من مواقف في قضايا عصره، وأصر على موقفه في سبيل الله تعالى، وكشف عن سالفته، وطلب منه أن يسطر بقلمه كلمات اعتذار وقال كلمته الإيمانية المشهورة، إن أصبعًا أرفعه للشهادة لن أكتب به كلمة تضارها ... أو كلمة نحو ذلك، فالواجب على الجميع … الدعاء له بالمغفرة … والاستفادة من علمه، وبيان ما تحققنا خطأه فيه،

وأن خطأه لا يوجب حرماننا من علمه ولا هجر كتبه .. )

والله المستعان

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير