تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما ضَرَّهُ

ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[11 Oct 2009, 09:50 ص]ـ

مذ إعلان إعفاء فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري "عضو هيئة كبار العلماء" من مهامه في عضوية هيئة كبار العلماء , تسارعت أقلام العلمنة في حملة همجة مقيتة عليه في صحفهم الآسنة بأكثر من 30 مقال كاشفة عن ذلك الوجه البشع الذي يحارب الفضيلة ويتستر خلف دعوى التقدم والإصلاح وهم أبعد الناس عن ذلك.

وما حدث من مهاترات هؤلاء الصحفيين ـ وقد كثر عندهم الصحف والتحريف ـ لن تكون الحادثة الأولى ولا الأخيرة فكم من عالم قد تطاولوا عليه قديماً وحديثاً يحفزهم على ذلك روؤس الفساد وعدم الأخذ على يديهم (لتأخذن على يد السفيه و لتأطرنه على الحق أطرا أو ليخالفن الله بين قلوبكم ..... ).

ولست في هذا المقام في باب سرد تاريخهم المخزي في ذلك , إنما الذي دعاني للكتابة في هذا رغم أنه قد مضت أيام على هذا هو وقفة صادقة مع هذا الشيخ الفاضل الذي ما قال الذي قاله إلا عن علم راسخ وقلب صدق مع الله فهان عليه ما سيلقاه في سبيله.

وقد تواتر الأدلة على وجوب الصدح بالحق رغم أنف من عاداه , ومن ذلك ما جاء في الصحيحين عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصامت قَالَ بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِى الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ وَعَلَى أَثَرَةٍ عَلَيْنَا وَعَلَى أَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ وَعَلَى أَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا لاَ نَخَافُ فِى اللَّهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ.

ومما يؤثر عن السلف رحمهم الله تعالى حرصهم على إظهار الحق على من خالف كائناً من كان لا يصدهم عن ذلك حب ترأس أو مخافة ضياع منصب , ومن ذلك ما ذكره ابن أبي شيبة في مصنفه عن محمد بن بشر قال حدثنا إسماعيل عن عامر:قال أصحابنا عن أبي ذر قال: أوصاني خليلي بسبع: حب المساكين، وأن أدنوا منهم، وأن أنظر إلى من أسفل مني ولا أنظر إلى من فوق، وأن أصل رحمي وإن جفاني، وأن أكثر من (لا حول ولا قوة إلا بالله) وأن أتكلم بمر الحق لا تأخذني في الله لومة لائم، وأن لا أسأل الناس شيئاً.

وروى كذلك عن محمد بن مروان عن يونس قال: وكان الحسن ربما ذُكر عمر فقال: والله ما كان بأولهم إسلاماً ولا أفضلهم نفقةً في سبيل الله، ولكنه غلب الناس بالزهد في الدنيا والصرامة في أمر الله ولا يخاف في الله لومة لائم.

وفي كتاب الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية للحافظ البزار يقول رحمه الله عن الإمام ابن تيمية:"كان رضي الله عنه من أعظم أهل عصره قوة ومقاماً وثبوتاً على الحق وتقريراً لتحقيق توحيد الحق لا يصده عن ذلك لوم لائم ولا قول قائل ولا يرجع عنه لحجة محتج بل كان إذا وضح له الحق يعض عليه بالنواجذ ولا يلتفت إلى مباين معاند فاتفق غالب الناس على معاداته وجعل من عاداه قد تستروا باسم العلماء والزمرة الفاخرة وهم أبلغ الناس في الإقبال على الدنيا والإعراض عن الآخرة.

ولقد سجن أزماناً وأعصاراً وسنين وشهوراً ولم يولهم دبره فراراً , ولقد قصد أعداؤه الفتك به مراراً وأوسعوا حيلهم عليه إعلاناً وإسراراً فجعل الله حفظه منهم له شعاراً ودثاراً.

ولقد ظنوا أن في حبسه مشينة فجعله الله له فضيلة وزينة وظهر له يوم موته ما لو رآه واده أقر به عينيه فإن الله تعالى لعلمه بقرب أجله ألبسه الفراغ عن الخلق للقدوم على الحق أجمل حلله كونه حبس على غير جريرة ولا جريمة بل على قوة في الحق وعزيمة.

ومن أجمل ماقرأت من مقالات ردت على أهل الزيغ والفساد، مقال للعلامة / صالح بن فوزان الفوزان بعنوان "على رسلكم أيها الصحفيون "قال فيه:" طالعتنا الصحف المحلية في آخر الأسبوع الماضي بضجة عارمة استهدفت معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري – عضو هيئة كبار العلماء - .. بسبب إجابته في قناة المجد لما سئل عما يُشاع من أن جامعة الملك عبدالله التقنية سيكون في اختلاط بين الرجال والنساء؛ كما صرح به بعض منسوبيها، فكانت إجابته وفقه الله بأن هذا عمل لا يجوز ولا يقره ولاة أمور هذه البلاد وعلماؤها وفي مقدمتهم خادم الحرمين حفظه الله؛ لأن الاختلاط بين الرجال والنساء على وجه يثير الفتنة أمر محرم بالكتاب والسنة والإجماع .. فماذا على الشيخ سعد – حفظه الله – إذا أجاب بتحريم ذلك ووجوب منعه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير