تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الخطأ الكبير في بيان ضرر أنفلونزا الخنازير]

ـ[مشبب آل ناصر]ــــــــ[12 Oct 2009, 05:25 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,

أخوتي وأحبتي الكرام , أسعد الله أوقاتكم بكل خير , بدايةً أسأل الله تعالى أن يستخدمني وإياكم في طاعته ,,,

شُغل العالم اليوم الشاغل هو هذا الوباء , الذي يصور ويضخم على أنه المرض القادم للقضاء على البشرية.

أصبح أكثر الناس اليوم في قلق من هذه النازلة التي حلت بالعالم , ولا سيما وأن المتحدثون فيها يلمحون إلى انها قد وقعت في فترة ماضية وكان عدد الضحايا بالملايين , بل بمئات الملايين كما حدث في أوربا قبل ما يقارب من واحد وتسعون عاماً ....

والذي يهمنا الآن , إن كان هذا الوباء فعلاً منتشراً وأنه خطر على الناس , ويجب أخذ الحيطة والحذر , فكيف كانت معالجتنا له , وكيف كانت الإرشادات من قِبل المؤثرين في أجهزة التوعية متمثلة في وزارة التربية والتعليم , ووزارة الصحة , ووزارة الثقافة والإعلام.

الذي لا شك في أنهم يبذلون جهوداً جبارةً في هذا المجال , ولكن ....

ولكن أرى أنهم أغفلوا جانباً عظيماً وقفزوا قفزةً لا تغني عنهم من الوباء شيئاً!!!!

رددوا بل أسف أن الاحتياطات تكمن في: الابتعاد عن الاختلاط بالمصاب بهذا الوباء , أن يلزم المصاب بيته وينعزل , استخدام المطهرات , واستخدام الكمامات , ووووو إلى آخر ما يذكورنه من هذه الاحتياطات ...

ما سبق مهم , نعم مهم , لكي لا يأتي أحد ويقول العمل بالأسباب واجب , ونحن نعلم ذلك ..

ولكنهم أغفلوا الأهم!!!

الوقاية والأخذ بأسبابها الحسية مهمة , ولكن الأهم منها ان تتعلق قلوبنا بالله تعالى

وأنا هنا , أتسآئل بكل شفافية:

من الذي يدبر الأمر؟ , ويقول للشيء كن فيكون؟

إنه الله تعالى.

من الذي إذا مرضت فهو يشفين؟

إنه الله تعالى.

من الذي يبتلى من عباده من يشاء سواء بانفلونزا الخنازير أو غيرها؟

إنه الله تعالى.

من الذي يقي من البلايا والرزايا؟

إنه الله جل جلاله ..

أن تعليق الناس بمدبر الأمور ومسيرها هو آمن وأضمن لهم في الارتياح النفسي من تلك الأسباب التي توردها الوزارات المعنية بالأمر. .

لماذا لا يقال في النشرات التي يتم توزيعها بشكل عبثي أن " من تعلق بالله كفاه الشرور ووفقه للحصة والعافية"؟

لماذا لا يتم تذكير الناس بأن هذا المرض وباءً وبلاءً وأن الوباء والبلاء لا يرفع إلاّ بتوبة صادقةٍ وعدةً إلى الله صحيحة.؟

لماذا لا يقال للناس أن هذا الوباء قد يكون خيراً لك ولمن أصيب به فالرسول الأكرم - صلى اله عليه وسلم - يقول (من يرد الله به خيراً يُصب منه)

لماذا لا يتم حث الناس على أن يكونوا في ذمة الله كل يوم تشرق فيه الشمس , والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول (من صلى الفجر في جماعة كان في ذمة الله ... الحديث)

هذا هو الجانب الأهم في التوعية ... ثم يأتي الجانب المهم ففرقف بين الأهم والمهم .....

نعم كما سبق ذُكره لا ينبغي أن نغفل الأسباب المعينة الأخرى مما تذكره لجان التوعية , ولكن نعلم ويعلم الكثير من الناس أن التوكل على الله والتعلق به من أعظم أسباب النجاة من كل بلية ورزية ...

إذا كان المشركون , وهم مشركون يكونون في البحر ويكونون في حال من الهلع والجزع من الغرق , فيدعون الله ويتعلقون به , فيكون أرحم الرحمين قريب وينجيهم إلى البر فيعودون لشركهم , فما بالك بالموحين يدعونه سبحانه بصدق وهم في هم وكرب وغم وبلاء ....

إن التعليق بالله هو والله من أعظم أسباب النجاة في الدنيا والآخرة ....

هذا ما أحببت أنشارككم به هنا في مقالي الأول ...

أسأل الله تعالى أن يقني وإياكم وجميع المسلمين شر هذه الأوبئة , وأن يرزقنا عودةً صادقةً إليه ,,,

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .........

كتبه

مشبب بن سعد آل ناصر

الرياض

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير