[عضلات اللسان]
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[31 Oct 2009, 07:29 م]ـ
لاحظت خلال متابعتي القصيرة لبعض الملتقيات أن بعض الكتاب في بعض تلك الملتقيات يتقنون فن التنقيص من الآخرين والسب والشتم، وغالبا لا شيء غير ذلك ..
ونصيحتي لهؤلاء:
1 - أن يلتزموا الأدب في الحوار، ويتعلموا أن الاختلاف في المسائل العلمية لا يعالجه الكلام الساقط البذيء؛ وإن سكت عنهم كثير من الناس ليس لأنهم اقتنعوا بما يقولون، ولكن بسبب أنهم تيقنوا أنه لا فائدة من النقاش مع هؤلاء فيتركوا جوابهم دون عجز أو فقدان حجة ولكن لما ذكرت ..
2 - يجب أن يكون المحاورون في هذه الملتقيات العلمية قد تجاوزوا مرحلة المبتدئين في التحصيل العلمي؛ فأحيانا تحاور شخصا ما وتظن أنه في مستوى علمي يسمح له بفهم كلامك ونقلك عن أهل العلم؛ فإذا به يجادلك بكلام القصاص، وما يقال في نشرات الأخبار الفضائية، ويردد بعض الأفكار التي صارت رمما لم ينج منها حتى عجب الذنب.
3 - بعضهم يظن أنه إن سكت عن الجواب لقوة أدلة الخصم أن ذلك هزيمة شنعاء؛ فيبحث عن أي جواب حتى وإن كان السكوت أفضل منه؛ المهم أن يقنع نفسه أنه أجاب وأنه لم ينهزم.
4 - جماعة آخرون يركزون على المحاور بدلا من الحوار والأفكار الواردة فيه فيبحثون عن بعض السقطات التي حصلت سهوا أو بسبب خطأ مطبعي؛ فيهولونها، ويسلطوا عليها العدسات حتى تصير كالجبال.
ورأيي في الحوار العلمي في مثل هذه الملتقيات ألخصه في النقاط التالية:
1 - يجب أن تحدد نقطة الخلاف.
2 - تسرد أدلة كل فريق.
3 - كلام أهل العلم على تلك الأدلة مع العلم أن هناك ملاحظات يجب على طالب العلم أن يتنبه لها عند نقله لكلام العلماء، ومنها:
أ - أن كل عالم يؤخذ من قوله ويرد.
ب - أن بعض أهل العلم تميز في جانب معين من العلوم الشرعية، وهو متوسط أو ضعيف في الجوانب الأخرى، وهذا بشهادة من يطوله قامة في العلم.
ج - نحفظ لأهل العلم حقهم في الاحترام والتوقير دون أن يعمينا ذلك عن أخطائهم الواضحة بالأدلة الشرعية، ودون أن تعمينا تلك الأخطاء عن محاسنهم الكثيرة.
4 - قد يتضح لطالب علم ترجيحا في مسألة ما بأدلة معتبرة شرعا، وربما خالف ذلك الترجيح قول كثير من أهل العلم؛ فلا ننظر إلى من رجح، ولكن ننظر إلى وسائل الترجيح ومسوغاته ..
والله تعالى أعلم
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[05 Nov 2009, 07:57 ص]ـ
وآخرون يمتهنون أسلوب "المشيخة" وإضفاء القدسية على بعض العلماء، في حين ينقلون عن السلف - دون شعور منهم - ما يفند قدسيتهم تلك، وكأنهم بذلك يجمعون الكلى والعجى في شدق.
فلا هم سلكوا نهج السلف في الاعتدال والتوسط في احترام أهل العلم وتوقيرهم، مع عدم ادعاء العصمة لهم.
ولا هم سلكوا نهج أهل البدع والأهواء بشكل واضح صريح فادعوا لهم العصمة بل وأزيد من ذلك.
وإن بينت لهم خطأ عالم ما من معبوديهم انبروا لك بالكلام المستهجن: أنت تنقص من فلان فاعرف قدرك والزم حدك ...
سبحان الله! متى كان بيان خطأ بالأدلة الشرعية تنقيصا، ومتى الدفاع عن دين الله تعالى مسا من أهل العلم.
إن الغيرة لدين الله تعالى أولى من الغيرة للعلماء، وإن الغضب لله تعالى أولى من الغضب لغيره ..
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.