تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[منابر تشتكي اليتم!]

ـ[أسماء الفهد]ــــــــ[15 Aug 2009, 09:10 م]ـ

منابرٌ تشتكي اليتم!

عادت بي الذكريات لأيام سابقات أذكر حينها كنَّا في شهر رمضان المبارك،دلفتُ إلى غرفةِ والدي وأخذتُ أشرطة قصص الأنبياء كان في قلبي شوق لسماعها منذ الطفوله! حَملتُ الأشرطة ووضعتها في المُسجل وأدرته وانطلقت الرحلة عبر أفاق شاسعة بين عالم الأنبياء! أستوقفني سؤال وأنا في بداية سماعي للأشرطة ولم أبحر كثيراً ولم أجتاز النصف لكن لعل هذا الإستعجال النفسي أحيا في قلبي وعقلي الكثير وأبحرتْ في رحلة التغير!

إجتاحني سؤال؟ وكان هو محور تغييري،ألا وهو منذ أن خلق الله آدم إلى أخر نبي الجميع كانوا يحيون ويموتون ويؤذون ويقتلون لأجل أمر واحد هو توحيد الله؟! رسالة حملها الأنبياء منذ بداية الخليقه إلى نبينا محمد هي توحيد الله والدعوه إليه! هل أمنا بهذه الرسالة وجاهدنا أن نوصلهاللجميع كما أوصلوها لنا؟!

كان هذا السؤال الذي استوقفني في أول يوم بدأت اسمع فيه الأشرطة ووصلت إلى ثالث شريط وغير مجرى حياتي! كم من إنسان في هذه الحياة ربما يحتاج إلى إقناع بسؤال ومنهم من تغيره المواعظ! لذلك يجب أن يراعوا دُعاتُنا ذلك!

كثيراً مايتحمس الإنسان في بداية طريقة وقد يكثر غلطه! وقد يجتمع بأناس تحتكم بعقله فلايرى إلا اقوالهم محرك له! ولايرى منهم إلا جانب واحد إما في إصدار الأحكام على التحريم أو تلك النظرية التي لاتعرف في الدين سوى جانب الموت المنتظر رغم أن في الدين جوانب جميلة متساويه من جد ومزح وغيره! وهنالك مسائل بين التحريم والخلاف والجواز! لماذا يلزمنا البعض بالتحريم منهم كرأي واحد والمسأله على أقوال!

ولاأعلم لماذا ننظر لأنفسنا أن ملائكة ومادوننا غير ذلك ونسينا أنه لولا فضل الله علينا لكن في غفلتنا نسبح فكماكنَّا هم يكونون!

بدأت أقرأ رغم إني كنت أقرأ! لكن هذه المره بعيداً عن التملك العقلي!

أبحرت في سيرة الحبيب محمد عليه أفضل الصلاه والسلام وبدأت تترأى لي الأمور وتتسع النظره!

أي حديثٍ أسوقه عن محمد! أي حبٍ أتكلم عنه أتمنى لو أني أدخل كل بيت مدرٍ ووبر وأقول هذا هو نبينا محمد! أتمنى لو أني اعلوا مرتقباً عالياً وأصرخ بأعلى الصوت هذا هو محمد! كنت أقرأ وأبحر في خيال بعيد يجعلني أعيش لحظه بلحظه وأتمنى لوكنت حقاً في ذلك العهد! أحداث كثيرة ومواقف شتى إستفدت منها وتسآءلت لماذا لم نسمعها! وإن سمعنا فجانب واحد!

إمامٌ عظيم تلمس أحاسيس كثيرة وأنت تقرأ له! كلما قرأت تلك الكلمات منه بكيت وبكيت حتى لوقرأتها مئة مره عندما خرج حبيبنا لزيارة شهداء أحد وهو عائدٌ بكى بأبي هو وأمي وقالوا الصحابه مايبكيك يارسول الله قال إشتقت لأخواني! قالوا الصحابه أولسنا أخوانك! قال بل أنتم أصحابي! أخواني قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني!

تخيلوا معي لو أن صديق أحدكم بعث لك برساله أشتقت لك! كيف أثرها في نفسك اليس تتأثر بها؟ سيكون الجواب بلاشك "بلى" كيف بك إذا كان يبكي ذلك الصديق شوقاً لك؟!

إذن كيف هو إحساسك والشوق أبكى رسول الأمه شوقاً إليك!

أين أبناء الأمه هل إشتاقت لحبيبها الذي إشتاق لهم وأبكاه الشوق بأبي هو وأمي!

كان بلال يعلوا المسجد يصدح بالأذان ليصل صداه أرجاء المكان، وكان الإمام الأول والمعلم يربي الناس ويعلمهم أمور دينهم ودنياهم، نظرت إلى مسجدنا وإذ هو قفرٌ لاصوتٌ فيه ولا أثر!

عادت بي الذكريات إلى سنوات ماضيات عندما كنت في التاسعة من عمري وتذكرت تلك السلال الخضراء والهدايه التي تملأهاا والتي أهدية لأخواني لأنهم حفظوا أجزاء من القرآن كل تلك الجهود كانت بجهود مؤذن مسجدنا الذي مازلت أذكر أسمه "تركي العقود" وأدعوا الله له من كل قلبي فقد علمني دروساً وأحيا بي من الهمم التي أخذتها من أفعاله!

كان لدينا إمام ولعله كان يحرص على المنصب كثيراً ولم نرى له أي أثر فقد ولى أحد الأئمة من إحدى الدول من الهند او باكستان وتولى الصلاه بالناس وكان ذلك الإمام لانراه إلا نادراً وكان يضيق كثيراً على المجتهدين ومنهم ذلك المؤذن الفاضل وبعدها ترك المسجد ومن يومها تيتم مسجدنا رغم أنه جامع ولم نرى فيه شيء يذكر وبعدها أعتق ذلك الإمام مسجدنا وحمدنا الله وتوسمنا خيراً فيمن سيأتي من بعده وأتى إمام ولكن بقى مسجدنا هو هو لم يتغير! وقبل ثلاث سنين تولى إمام جديد مسجدنا فلله دره منذ أن بدأ رمضان وحتى 29 رمضان وكل يوم محاضرة ولأول مره أظن منذ بني مسجدنا منذ 30 سنه لم يختم فيه القرآن إلا هذه المره فكان كل الأئمه يتلون من عدت أجزاء دون ختمه، وبعد هذه السنه التي غير فيها ذلك الإمام مسجدنا ذهب دون رجعه وتيتم مسجدنا من جديد ولم نرى حتى هذه لحظه أي أثر لإمامنا الذي تولاه! لافي رمضان ولافي غيره!

أين أثركم ياأئمة مساجدنا! أين الأمانه التي وليتم عليها!

كم من المنابر تشتكي اليتم!

كلما جبت أحياء الرياض أو سافرت لأنحاء المملكة ورأيت المساجد شامخة تسآءلت في نفسي هل أنت يتيمه؟! أم تكفل بك رجل علت همته ورتقت! كم من حافظٍ أخرجتِ؟! كم من ضال هديتي؟! كم من درس علمت الناس في رحاب ساحتكِ! كم من لقاءات بأفراد الحي حوتكِ؟! والكثير الذي نتسآءل عنه!

كم من منابر بيننا تشتكي اليتم!

أترك الجواب لكم

أختكم: أسماء الفهد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير