[النهضة العلمية الشرعية والنصر .. قرينان لا يفترقان!]
ـ[الحاتمي]ــــــــ[20 Jul 2009, 09:53 م]ـ
فقه النهضة ...
[النهضة العلمية الشرعية والنصر .. قرينان لا يفترقان!]
20 - 7 - 2009
بقلم: منيب القرشي
" ... وإنما آل أمرنا إلى هذا لأسباب كثيرة ,من أهمها خفوت وهج العلم الشرعي الصحيح المبني على عقيدة السلف التي تمثل الصحيفة الصادقة والنسخة الحقيقية الوحيدة للإسلام كما أنزلها الله تبارك وتعالى ... "
تعيش الأمة المسلمة حالة أسيفة من التخلف العلمي ,لا أقول في الجانب "التقني" والصناعي فهذا أمر معروف قديم ولم يبلغ يوما أن يكون سببا وحده في هزيمة المسلمين لأنه وإن كان من القوة المأمور بإعدادها إلا أنه ليس هو كل القوة فقد كان لدى الفرس-مثلا- طرائق حربية لا يعرفها المسلمون ولم يؤثر هذا على نتائج المعارك العظيمة في الفتوحات الخالدة و التي كان النصر حليف المؤمنين فيها أبدا لا أقول هذا على معنى أنهم أهملوا شيئا من الأسباب –حاشاهم- بل قد أعملوا قول الله تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل"غاية الإعمال وتأمل رحمة الله بالأمة حيث قيد الأمر بالاستطاعة لا بالتكافؤ في ميزان القوى ثم وعد بالنصر , وهنا تظهر كرامة الإيمان لأهله وينماز الفارق بين تقدير المخلوق وتقدير الخالق بما يثبت حقيقة الإسلام كدين الحق الوحيد الذي لا يقبل الله غيره ولكني أتكلم اليوم عن الشق الذي سماه الله علماً فلا يَشركه إذا أطلق غيره وهو العلم الشرعي واعتبر في ذلك قوله تعالى "أكثرهم لا يعلمون: ثم تعقيبه بقوله"يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون" فنفى عنهم حقيقة العلم الموصل إلى المعرفة به سبحانه ثم أثبت لهم علماً دنيويا وفيه إيماء إلى أن العلم إذا أطلق في كلام الله ورسوله هو العلم بالله ودينه وما يحتفّ به ويدلي إليه فهذا العلم إذا انتشر في الأمة عَرفه حتى تعود ريح الجهل القهقرى .. فانتظر النصر غيرَ مرتاب!
وإليك نتفاً من البينات حتى تسكن نفسك إلى ما قررت:
- "وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء " هنا كما ترى حديث عن الحجة والرفعة, والحجة قرينة العلم ولازمته والرفعة قرينة النصر وأخته إذ لا يتصور أن يكون ثم مرفوع وهو مهزوم ولهذا يدخل نائل الشهادة في معنى النصر بل إن الله تعالى يسميه فوزا لأنه ارتفع على شهواته وباع نفسه لله ذلك هو الفوز الكبير ويعود الله تعالى فيرسخ ما أسس فيقول "يرفع الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات" قال ابن عباس: أي يرفع الذين أوتوا العلم من الذين آمنوا على الذين آمنوا ولم يؤتوا العلم - ثم يربط الله بين النكوص عن اتباع العلم وتخلية العبد عن النصير فيقول سبحانه: "ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من وليٍ ولا نصير"
- وكذلك يقرن الله تعالى بين الحُكم والعلم فيقول"ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما" والحكم إنما يظفر به صاحب الغلبة المنتصر ..
- ويقرن بين العلم والاستغفار "فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك" والاستغفار من مواطنه الخليقة بالذكر حلول النصر حيث قال الله تبارك وتعالى "إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا"
- ثم إنه سبحانه استعمل لفظ النفير في قصد العلم"فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين" والنفير كلمة مشتقة من قاموس الجهاد والجهاد مقدمة النصر
- وقارن العلم النصر أيضا في مواطن أخرى كما في بيان الله سنتَه في انتقامه من المجرمين الذين يأتيهم العلم فيُعرضون "ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين"
- كما بيّن سبحانه أن من خصال أهل التمكين والنصرة أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر "ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز *الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور" وهذه الشعيرة الجليلة لابد فيها من العلم لأنها دعوة والدعوة إنما تكون على بصيرة وحكمة وموعظة حسنة وجدال بالتي هي أحسن وكل ذلك موقوف على العلم معقودٌ به
¥