[إشكال في الفرق بين الرسول والنبي .. وجوابه]
ـ[راوية]ــــــــ[17 Sep 2009, 06:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك ياشيخ قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الأصول الثلاثة ((نبئ بأقراء وأرسل بالمدثر)) هذا القول هل عليه دليل؟
وهل يفهم منه أن الفرق بين الرسول والنبي
اذا أعلن دعوته على قومه فهو رسول وإذا اسرها فهو نبي
فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحالتين (النبوة والرسالة) بعث برسالة جديدة الى مخالفين وأنزل عليه كتاب جديدونسخ شريعة من قبله
لكن في أول الدعوة كان نبي لما كانت سرا ثم صار رسولا لما جهر بها على قول المصنف
فهل قول المصنف صحيح وله مستند؟
ولو كان القول له مستندا يكون نصا في الفرق بين الرسول والنبي
وفقكم الله
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قول الشيخ – رحمه الله -: (نبئ بإقرأ وأرسل بالمدثر) مستنده الفهم لكتاب الله تعالى وكلام أهل العلم، إذ لا ريب أن بدء النبوة كان بنزول قول الله تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق)
وهذا لا نزاع فيه بين أهل العلم، وأما ما كان يأتيه قبل ذلك من الرؤى الصادقة فمن إرهاصات النبوة وليست هي النبوة.
واستدل رحمه الله بقوله تعالى: (يا أيها المدثر قم فأنذر) على أن بدء الرسالة كان بنزول هذه السورة بناء على ما عليه الجمهور من التفريق بين النبوة والرسالة
وقد سبقه إلى هذا الاستدلال ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية لما ذكر أن أول ما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم سورة اقرأ ثم سورة المدثر قال: (وبهذا حصل الإرسال إلى الناس وبالأول حصلت النبوة).
كما نبه إلى ذلك الشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد – رحمه الله - في رسالة له.
وقبلهما قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في منهاج السنة النبوية: (وأما خديجة وعلي وزيد فهؤلاء كانوا من عيال النبي صلى الله عليه وسلم وفي بيته وخديجة عرض عليها أمره لما فجأه الوحي وصدقته ابتداء قبل أن يؤمر بالتبليغ وذلك قبل أن يجب الإيمان به فإنه إنما يجب إذا بلغ الرسالة فأول من صدق به بعد وجوب الإيمان به أبو بكر من الرجال).
وقبلهم قال الحليمي شيخ البيهقي فيما نقله عنه في (شعب الإيمان): (وكانت للنبي صلى الله عليه وسلم قبل فرض الجهاد منازل مع المشركين فأول ذلك أنه كان يوحى إليه ولا يؤمر في غير نفسه بشيء ثم أمر بالتبليغ فقيل له: (قم فأنذر) .... ).
فعلم بذلك أن الشيخ له سلف في هذه العبارة ولم يبتدع معناها.
ومسألة الفرق بين النبي والرسول مما وقع فيه لبس وخلاف بين أهل العلم رحمهم الله تعالى
فذهب ذاهبون إلى أنه لا فرق بين النبي والرسول وهذا القول حكاه الماوردي في تفسيره ولم ينسبه لأحد، ونسبه الرازي للمعتزلة، وممن نصر هذا القول من المتأخرين الشيخ: عبد الله الحمود – رحمه الله – رئيس محاكم قطر سابقاً، وكتب فيه رسالة أسماها (إتحاف الأوفياء برسالة الأنبياء)، ورد عليه الألباني وحمود التويجري، وعبد العزيز الرشيد رحمهم الله.
والفرق بين النبي والرسول متحقق لدلالة قول الله تعالى: (وما أرسلنا قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ... ) الآية
وقوله تعالى: (الذين يتبعون الرسول النبي) وقوله: (فآمنوا بالله ورسوله النبي) وقوله تعالى عن بعض أنبيائه: (وكان رسولاً نبياً).
ولما في الصحيحين من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل اللهم إني أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذى أنزلت ونبيك الذى أرسلت.
فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلهن آخر ما تتكلم به).
قال البراء بن عازب: فرددتها على النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغت اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت: ورسولك، قال: (لا، ونبيك الذي أرسلت).
ولدلالة حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين في حديث الشفاعة الطويل وفيه أن الناس يأتون نوحاً فيقولون له: أنت نوح أول الرسل إلى أهل الأرض). وقد علم بنص الحديث أن آدم عليه السلام نبي مكلم.
ولدلالة حديث أبي ذر في بيان عدة الأنبياء والمرسلين، وفي ثبوته نزاع بين أهل العلم
¥