تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[(ومضات رمضانية .. نفسية واقتصادية .. ) الومضة الثانية]

ـ[سليل الاسلام]ــــــــ[17 Aug 2009, 06:57 ص]ـ

مما يجب أن يعلمه كل متطلع لاستغلال شهر رمضان أن عليه تهيئة نفسه لتستقبل "شهر القرآن" بأريحية نفسية وسرور واستعداد كبيرين دون الاكتراث لما سيواجهها من متاعب، ولا يكون ذلك إلا من خلال (تغيير القناعات، والعلم بمحفزات العمل، وعدم الغفلة عن عواقب ترك العمل أو التقصير فيه) وهذه عدة أمور تساعد على التهيئة النفسية والاقتصادية لذلك:-

* أن نعلم بأننا في عصر مليء بالفتن والمغريات والملهيات، ونحتاج إلى تقوية للأنفس حتى تقدر على مواجهة هذه الفتن بقوة وحزم، ولا يكون ذلك إلا من خلال معرفة الحلال والحرام (دون ريبة وتردد) وفعل الأعمال الصالحة ليزيد بها الايمان وأخصها الفرائض ثم النوافل .. والله أعلم

قال تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاة .. ) الآية

وروي في الحديث الشريف (بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل .. ) الحديث

وروي في الحديث القدسي ( .. وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به - وبصره الذي يبصر به - ويده التي يبطش بها .. ) الحديث

* أن نعلم بأن الايمان يلزمه العمل وأن الله رقيب على أعمالنا .. وإلا كان ما نحمله هو قشور الاسلام ومسماه فإذا ما فتشنا عن اللب وجدناه متعفنا وليس للعفن سوى الرمي والابعاد .. والله يعفو عمن يشاء ويعذب من يشاء!

قال تعالى: (إلا الذين آمنوا وعلموا الصالحات .. ) الآية

وقال تعالى: (فنعم أجر العاملين) الآية

وقال تعالى: (وقل اعملوا - فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون -) الآية ويكفي هنا أن الله عز وجل يخاطب المؤمنين

* أن نعلم بأن الله تعالى لا يقبل إلا ما كان خالصاً لوجهه وصواباً موافقاً للكتاب والسنة، وأن أبسط ما يؤكد الاخلاص في النفس ويزيل العجب أو الرياء عنها شيئين: معرفة الأجور المترتبة على الأعمال واحتسابها، ومعرفة العقاب اللازم عند تركها أو التقصير فيها .. !

قال تعالى: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون) الجاثية 21

* أن نعلم بأن التحجج بوسوسة الشيطان ينتهي في شهر رمضان حيث تصفد الشياطين .. وتبقى أدوار الشيطان منوطة بأصحاب النفوس الخبيثة، ولذلك فهذا الشهر الكريم فرصة عظيمة لتدريب النفس على الانقياد والتسليم لأوامر الشريعة وحبها وبذل الجهد لنيل حلاوتها .. !

قال تعالى: (إنا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا) الانسان 3

* عندما نهيء أنفسنا لما سننفقه في رمضان فيجب أن نعلم بأن علينا تحقيق التوازن في مصروفاتنا .. فلا ينبغي الاسراف حتى يضيع ما نملكه وما نحتاج إليه ولو كان ذلك في الصدقات ولا ينبغي التقشف على الأهل والأقارب فيما ينفعهم ويلم شملهم فإن فضل شيء فابحث عن مستحقيه .. وأن لا نتجاوز الحد في الانفاق على المظاهر العامة والمناسبات سواء أكان ذلك في رمضان أو في غيره لأن هذا ما يسمى "التبذير" وهو صفة شيطانية وكفر للنعمة .. والله أعلم

قال تعالى: (إن المبذرين كانوا اخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا) الآية

وقال تعالى: (ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) الآية

* أن نعلم بأن الله عز وجل خصص مواسم الرحمة لدعم الفقراء كما نشاهد ذلك جلياً في الفديات التي تتم في الصيام والحج والكفارات الخاصة ببعض أركان الاسلام .. وموسم مثل رمضان إذا دعم فيه الفقراء حبب لهم هذا الشهر .. ولذلك فأي فدية في الصيام يفضل التعجيل بها وأدائها في نفس الشهر حتى تكون أكثر فائدة للفقراء في نفس الشهر وبالتالي تكون في موضعها دون تأجيل، وتكون لدعم الصائم فتكون أعظم أجراً بإذن الله تعالى .. والله أعلم

قال تعالى: (ولا تقل لشيء إني فاعل ذلك غدا * إلا أن يشاء الله .. ) الآية

وقال تعالى: (وعلى الذين يطيقونه - فدية - طعام مسكين)

* عندما يعلم من يقوم بتفطير الصائمين بأن دعوة الصائم لا ترد، لن تذهب نفسه حسرات على ما ينفق لتفطير الصائمين، فدعوات الصائمين المفطرين من طعامه ستركز على أن يخلفه الله خيراً مما أنفق ويرزقه الله تعالى .. والرزق المدخر عند الله تعالى خير وأبقى .. !

قال ابن عمر: «كان يقال إن لكل مؤمن دعوة مستجابة عند إفطاره، إما أن يعجل له في دنياه، أو يدخر له في آخرته». فكان ابن عمر يقول عند إفطاره: «يا واسع المغفرة اغفر لي»

أخوكم/ جعبة الأسهم

منقوووووووووووووووول

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير