تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لطائف في معاني أيام التشريق للشيخ إبراهيم الدحيم رحمه الله]

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[24 Nov 2009, 03:08 م]ـ

الشيخ إبراهيم الدحيم رحمه الله .. أحد أصدقاء الصبا، وأحد الدعاة الصادقين ـ ولا نزكيه على الله ـ رحل في 15/ 9/1429هـ، وقد كتبتُ شيئاً من المشاعر التي خالجتني إبان مصابي بوفاته في هذا الموضوع: أبو حذيفة لم يمت!! كلمة وفاء في حق فارس من فرسان الدعوة ( http://almoslim.net/node/99442)

ووفاء بحقه .. فهذه كلمات نثرها في إحدى خطبه، لم تخل من لطائف تتعلق بالأضحى وأيام التشريق .. أضعها بين يدي الإخوة، خاصة وأن فيهم خطباء ..

اللهم اغفر لأبي حذيفة، وارفع درجته في المهديين ..

ــــــــــــــــــ

قال رحمه الله:

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا ً وقمرا منيرا وهو الذي جعل الليل والنهار خلقة لمن أراد أن يذكر أو أرآد شكورا أحمده وأشكره وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأستغفره وأشهد أن محمد عبده ورسوله وخيرته من خلقه -?-وآله وصحابته وسلم تسليماً كثيرا

أما بعد:

عباد الله اتقوا الله تعالى وراقبوه وأشكروا نعمه وأطيعوه "ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديد"

أخرج الإمام مسلم عن نبيشة الهذلي -?- قال: قال: رسول الله ?:" أيام التشريق أيآم أكل وشرب وذكر لله عز وجل"

وأيآم التشريق هي اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجه وسميت بذالك! لإن الناس يشرقون فيها لحوم الأضاحي والهدي أي: (يقدرونها وينشرونها للشمس)

" أيآم التشريق أيآم أكل وشرب وذكر لله عز وجل"

في الحديث سرٌ عجيب وملخص جميل وهو أن الإنسان مرتبط بعبوديته لربه في كل حال من أحواله وفي كل زمان من الأزمنه فليس هناك وقت ينفك فيه المسلم عن عبوديته لربه،فكما أن يتعبد لله تعالى في الإمتناع عن الأكل والشرب حال الصيام، فإنه في هذا الأيام يتعبد له تعالى في الأكل والشرب لإمر الشارع له بذالك، إذ لو صام هذه الأيآم لكان مأزورا غير مأجورا الا اللهم من كان متمتعاً ولم يجد الهدي ففي صيامه هذه الأيام خلاف مشهور بين أهل العلم ..

أيها المسلمون: وفي الحديث إشارة أخرى إلى أن الأكل والشرب في أيآم الأعياد ويستعان به على طاعة الله تعالى لا على معصيته، لأن المأكول والمشروب من نعم الله.

ونعم الله تحتاج إلى شكر المنعم وشكر الله يتنافى مع معصيته، بل يلزم في الشكر طاعة المنعم،قال إبن رجب-رحمه الله-:"وفي قول النبي-?-:"أنها أيام أكلٍ وشربٍ وذكرٍ لله عز وجل"إشارةٌ إلى أن الأكل في أيام الأعياد والشرب ,إنما يستعان به على الطاعات وقد أمر الله تعالى في كتابه بالأكل من الطيبات والشكر له, فمن إستعان بنعم الله على معاصيه فقد كفر نعمة الله, وبدلها كفراً وهو جدير أن يُسلبها, كما قيل:

إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم

وداوم عليها بشكر الإله فشكر الإله يزيل النقم "أهـ.

أيها المسلمون: إن هذه البهيمة التي يأكلها الإنسان قد سخرها الله له, وهي مطيعة لله تعالى لا تعصيه, وهي مسبحةٌ له قانتةٌ "وإن من شيء إلا يسبح بحمده "، وأنها أيضاً تسجد لله كما قال تعالى:"ألم تر أن الله يسجد له من في السموات والأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثيرٌ من الناس"بل ربما كانت البهيمة التي في يده أكثر منه ذكرا لله تعالى, وفي المسند عن الرسول-ص قال: رٌب بهيمةٌ خيرٌ من راكبها, وأكثر منه ذكراً".

إنه لمشهدٌ عظيم ,وشئ عجيب أن ترى الكون كله بسمواته وأراضينه وكواكبه ونجومه وجباله وأشجاره وحيواناته ونباته, أن تراه كله يسير في نسق واحد, وخطٍ مستقيم, وكلها تسبيحٌ لله وتحميدٌ وتمجيد وسجودٍ وتعظيم ,وإذا بالإنسان تجاه هذا الطريق على قسمين:قسم يسير على الفطره, يسير مع هذه الكواكب تسبيحاً وتمجيداً وتحميداً. وقسمٌ آخرمن الناس, إرتضى لنفسه العناء والعذاب ,فهو يسير في خطٍ معاكسٍ لجميع هذه المخلوقات ,فهو الشاذ النشّاز في هذا الكون, وغيره ممن أطاع الله هو الأصل."وكثيرٌ حق عليه العذاب"أي: ممن سار في الخط المعاكس ,وعصى الرب-جل وعلا- ولذالك حقت عليه الذلة والمهانه"ومن يُهن الله فما له من مكرم"إذاً لاكرامة إلا بإكرام الله ولا عزةَ إلا بعزة الله ,وقد ذل وهان من دان لغي الدّيان. قال الحسن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير