وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه صلاه التراويح ليلتين أو ثلاثة , ثم امتنع من الخروج , فلما سئل عن ذلك اعني امتناعه عن الخروج قال: " فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا إني خشيت أن تفرض عليكم ".
ففي البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ذات ليله في المسجد فصلى بصلاته الناس ثم صلى من القابلة فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليله الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح قال: " قد رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم "
فهذا الحديث لم يرد فيه شيء من هذه الأذكار التي ذكرت أنفا , وكان ألصحابه احرص الناس على فعل الخيرات , فلو كان في قول هذه الأذكار خير لسبقونا إليه ولدلونا عليه , وعلى ذلك فمن يقولها فقد أوقع نفسه تحت طائلة حديث:} " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" {رواه البخاري ومسلم , وفي رواية لمسلم:} من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد { ..
قال أبو شامه في كتابه " الباعث على إنكار البدع والحوادث": وينبغي للمسلم أن يتجنب ما احدث من الذكر بعد كل تسليمتين من صلاه التراويح , ومن رفع أصواتهم بذلك , والمشي على صوت واحد فان ذلك كله من البدع".
قال ابن الحاج في" المدخل": " وينبغي أن يتجنب ما أحدثوه من الذكر بعد كل تسلميتين من صلاه التراويح , ومن رفع أصواتهن بذلك والمشي على صوت واحد , فان ذلك كله من البدع , وكذلك ينهى عن قول المؤذن بعد ذكرهم بعد التسليمتين من صلاه التراويح " الصلاة يرحمكم" فانه محدث والحدث في الدين ممنوع وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم , ثم الخلفاء بعده , ثم ألصحابه رضوان الله عليهم ولم يذكر عن السلف فعل ذلك , فيسعنا ما وسعهم".
قال صاحب " السنن والمبتدعات": " (وقولهم) عند صلاه التراويح: صلوا يا حضار على النبي المختار الخ هذيان بين الترويحات كله بدعه شنيعة (وكذا قولهم) صلاه القيام أثابكم الله , والتهليل بين كل ترويحتين , وأداره التبليغ بينهم والجهر بكل ذلك تشويش في بيوت الله , وبدع ضلالات منكرات العاملون بها في عظيم الغفلات وشنيع السيئات
فأما أهل البدع نقول فيهم:} " اللهم أهدهم أو اقصم ظهورهم إن بقوا على بدعهم" {
*اللهم آمنا في الأوطان والدور وأصلح الأئمة وولاة الأمور، ياعزيز يا غفور، سبحان ربك رب العزة عما يصفون. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.*