تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حلق اللحية حرام شرعا فقد أجمع الأئمة الأربعة على حرمة حلق اللحية ونقل إجماعهم الحافظ ابن حجر في فتح الباري وأيضا نقل إجماعهم الشيخ علي محفوظ من علماء الأزهر وغيرهما فكيف يكون إماما وهو حالق للحية ولا يخفى أن حلق اللحية صفة من صفات المخنثين، وهو تشبه بالكفار،وهذا الأمر دخل علينا مع دخول الاستعمار وإلا فالعرب لم تكن تحلق لحاها

قال الشيخ أبو بكر الجزائري في كتابه " التدخين مادة وحكما " لما ذكر مخلفات الاستعمار قال:" ومن تلك المخلفات الفاسدة: تربية الكلاب في الدور، وسفور المرأة المسلمة وحلق لحى الرجال، ولبس البنطلون الضيق ليس فوقه شيء، وحسر الرأس، ومجاملة أهل الفسق و النفاق، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بدعوى حرية الرأي والسّلوك الشخصي".

ثم على فرض عدم حرمة حلق اللحية فهل نحن نحب النبي صلى الله عليه وسلم؟ الجواب نعم.

وهل كان النبي صلى الله عليه وسلم حليق اللحية؟ الجواب لا؛ بل كان لحيته صلى الله عليه وسلم تملأ صدره.

إذا كان كذلك أفلا نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم ونطلق اللحية لأنه كما هو معروف {أن المحب لمن يحب مطيع}

وإذا سألنا أي طفل صغير كيف شكل إمام المسجد فسيقول على البديهة رجل له لحية وثوب وكذا وكذا.

أما اللباس فحدث ولا حرج من لباس بعض الأئمة فتجده يلبس بنطالا حازقا يصف حجم العورة ويشكلها حتى إنك لا تميزه هل هو مسلم أو غير مسلم فإذا جمع لهذا اللباس حلق اللحية وقصة الشعر على النظام الغربي والدخان والوقوف في الشوارع جزمت – أو كدت تجزم – بأنه ليس شيخا وليس إماما وليس حافظا لكتاب الله بل قد يتطرق الاحتمال أن ليس بمسلم أصلا – ونعوذ بالله من فتنة الغلو في التكفير -.

أحبتي – رفع الله قدركم – في هذه الأزمان وردت أسئلة كثيرة إلى المجامع الفقهية والهيئات العلمية ومراكز الإفتاء في كثير من دول العالم عن الصلاة في البنطال وهل هي صحيحة أم باطلة وهل يجوز لمن يلبس البنطال أن يؤم الناس وغير ذلك من العبارات التي وردت على الهيئات المذكورة.

اعلموا – حفظكم الله – " لبس الثياب الحازقة الضّاغطة مكروه شرعاً وطبّاً لضررها بالبدن حتى إن بعضها يتعذّر السجود على لابسه فإذا أدّى لبسها إلى ترك الصّلاة حرم قطعاً ولو لبعض الصّلوات وقد ثبت بالتجارب أن أكثر مَنْ يلبسونها لا يصلّون أو إلا قليلاً كالمنافقين وكثير من المصلّين هذه الأيام، يصلّون بثيابٍ تصف السّوأَتيْن إحداهما أو كلتيهما"

وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء في بلاد الحرمين الشريفين عن الصلاة في البنطال فأجابت:" عورة الرجل في الصلاة ما بين السرة والركبة، فمن صلى وهو كاشف شيئًا منها أعاد الصلاة، وهكذا الحكم فيمن لبس لباسا خفيفًا تُرى البشرة مِن خَلفه وصلى، وَجَب عليه إعادة الصلاة.

وأيضا: يُشترط لصحة الصلاة ستر العورة، ولا يشترط لبس السروال، وحَدُّها للرجل مِن السُّرَّة إلى الركبة، فإذا صلى الرجل وهو كاشف شيئًا من العورة لم تصح صلاته، ولا صلاة مَن خَلْفه إذا عَلِموا بذلك قبل السلام.

وأيضا: الواجب على الرجل أن يستر ما بين السرة والركبة بلباس ساتر لا يَصِف البشرة ولا يُحَدِّد العورة، فإذا كان من صلى قد ستر مَحَل الفَرْض بما لا يَصِف البشرة من السراويل وغيرها فصلاته صحيحة

ذكر الحافظ ابن حجر في شرحه على صحيح البخاري:" وعن أشهب فيمن اقتصر على الصلاة في السراويل (البنطال) مع القدرة يعيد في الوقت "

وقال أحد العلماء: "والبنطلون فيه مصيبتان المصيبة الأولى هي أن لابسه يتشبّه بالكفّار، والمسلمون كانوا يلبسون السراويل الواسعة الفضفاضة التي ما زال البعض يلبسها في سوريا ولبنان فما عرف المسلمون البنطلون إلا حينما استعمروا ثم لما انسحب المستعمرون تركوا آثارهم السيئة وتبنّاها المسلمون بغباوتهم وجهالتهم.

المصيبة الثّانية هي أن البنطلون يحجّم العورة وعورة الرجل من الرّكبة إلى السرّة والمصلي يفترض عليه أن يكون أبعد ما يكون عن أن يعصي الله وهو له ساجد فترى إِِليتيه مجسمتين بل وترى ما بينهما مجسماً فكيف يصلي هذا الإنسان ويقف بين يدي ربّ العالمين؟

ومن العجب أن كثيراً من الشباب المسلم ينكر على النساء لباسهن الضيّق لأنه يصف جسدهن وهذا الشباب ينسى نفسه فإنه وقع فيما ينكر ولا فرق بين المرأة التي تلبس اللباس الضيّق الذي يصف جسمها وبين الشباب الذي يلبس البنطلون وهو أيضاً يصف إِليتيه فإلية الرجل وإلية المرأة من حيث إنهما عورة كلاهما سواء فيجب على الشباب أن ينتبهوا لهذه المصيبة التي عمّتهم إلا مَنْ شاء الله وقليل ما هم".

وبعد هذا: فيا أيها الإمام كن إماما بحق كن قدوة صالحة واعلم أن كل من يقتدي بك في الخير فلك أجره وأجر من اقتدي به والعكس بالعكس والعياذ به وإني يا أخي أربأ بك أن تكون أداة لهدم الإسلام من حيث لا تشعر فعليك أخي الحبيب أن تحمل صفات المصطفى صلى الله عليه وسلم الخلقية كما تحمل صفاته الخلقية وأن تكون دالا على كل خير دلنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأن تكون محذرا عن كل ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم واعلم أن أهل حيك في عنقك يوم القيامة وأنك ستسأل عما وليت لذا يا أخي ابحث عن الآخرة ولا تركن إلى الدنيا فيمسك العذاب والعياذ بالله.

وأخيرا فهذا - أحبتي في الله - شيء جال في صدري فحولته إلى كلمات على أوراق لتعم الفائدة ويتنبه الغافل ويصحو النائم ولعل فيها تذكرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه

*وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين*.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير