إنه يطلب تلك الليلة الزاهية، تلك الليلة البهية، ليلة القدر، ليلة نزول القرآن، ليلة خير من ألف شهر.
نعم إنها ليلة القدر: التي من قامها إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه (كما في البخاري من حديث أبي هريرة).
إنها ليلة القدر التي إن وفقت لقيامها كتب لك كأنك عبدت الله أكثر من (83) عاما.
إنها ليلة القدر: ليلة عتق و مباهاة، وخدم و مناجاة، و قربة و مصافاة.
وآه لنا إن فاتتنا هذه الليلة.
وا حسرتاه إن فاتتنا ليلة القدر.
و كيف لا يتحسر من قد فاتته المغفرة،من فاته عبادة أكثر من ثلاث و ثمانين عاما، إن من تفوته فهو المحروم، وهو المطرود.
عند ابن ماجة (قال في صحيح الترغيب و الترهيب: حسن) (إن هذا الشهر قد حضركم فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم)
إنها ليلة القدر التي كان رسولنا يحث الصحابة على التماسها حثا شديدا.
أيه الأحبة:
إن إدراك ليلة القدر- و الله - لهو أمر سهل – على من سهل الله عليه – و ما ذاك ألا بأن نقوم العشر الأواخر كلها و بهذا نضمن إدراك ليلة القدر بإذن الله.
أيه الأحبة:
أن قيام الليل هو دأب الصالحين و شعار المتقين و تاج الزاهدين، كم وردت فيه من آيات و أحاديث، وكم ذكرت فيه من فضائل، فكيف إذا كان في رمضان، وفي العشر الأواخر منه حيث ليلة القدر.
ماذا فاته من فاته قيام الليل، أما لكم همة تنافسون الحسن و الفضيل و سفيان.
أما لكم همة كهمة التابعي أبي إدريس الخولاني حيث كان يقوم حتى تتورم قدماها و يقول: و الله لننافسن أصحاب محمد على محمد صلى الله عليه وسلم و حتى يعلموا أنهم خلفوا ورآهم رجالا.
يا أيها الراقد كم ترقد
قم يا حبيبا قد دنا الموعد
و خذ من الليل و ساعاته
حظا إذا هجع الرقد
من نام حتى ينقي ليله
لم يبلغ المنزل أو يجهد
قل لذوي الألباب أهل التقى
قنطرة العرض لكم موعد
آه يا مسكين لو رأيت أقواما تركوا لذيذ النوم ففازوا بليلة القدر فهم في قبورهم منعمين، وغدا بين الحور العين جذلين، وفي الجنان مخلدين.
آه لو رأيت من ترك قيام الليل، فهو في قبره ما بين حسرة و لوعة.
يا عبد الله اهجر فراشك، فإن الفرش غدا أمامك
اهجر فراشك جوف الليل و ارم به
ففي القبور إذا فوافيتها فرش
ما شئت إن شئتها فرشا مرقشة
أو رمضة فوقها السمومة الرقُشُ*
هذا ينام قرير العين نائما
و ذا عليه سخين العين ينتهش
شتان بينهما وبين حالهما
هل يستوي الري في الأحشاء و العطش
قاموا و نمنا و كل في تقلبه
لنفسه جاهدا يسعى و يجتوش
أولئك الناس إن عد الكرام فهم
و إن ترد دبشا فنحن ذا دبش
* (الأفاعي)
فيا عبد الله
إن أردت لحاق السادة، فاترك مخاللة الوسادة.
يا ثقيل النوم: أما تنبهت، الجنة فوقك تزخرف، و النار تحتك توقد، و القبر إلى جنبك يحفر، و لربما يكون الكفن قد جهز.
يا عبد الله:
أمامك الجواهر و الدرر، أمامك ليلة القدر، فعلاما تضيع الأعمار في الطين و المدر.
يا طويل النوم:
بادر قبل أن يفوتك {تتجافى جنوبهم} فتأتي يوم القيامة فلا تجد {فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين}.
فيا أخي: و الله أن العمر كله قصير، فكيف بعشر ليال.
آلا تستحق ليلة القدر أن نضحي من أجلها بعشر ليال فقط.
غدا يا عبد الله عندما يوفى الناس أعمالهم تحمد قيامك و صيامك.
غدا يا عبد الله تفرح بتهجدك و صلاتك، حين يتحسر أهل الغفلة.
اللهم إنا نسأل أن تجعلنا من من يوفق قيام لليلة القدر و أنت أكرم الأكرم.
و كتبه محمد الجابري منقول من موقع http://www.islamway.com
ـ[أبو تراب الهاشمي]ــــــــ[12 Sep 2009, 02:52 ص]ـ
الذكرى تنفع المؤمنين.
جزاك الله خيرا
ـ[الاترجة]ــــــــ[12 Sep 2009, 05:36 ص]ـ
جزاك الله خير على هذا النقل المبارك
ـ[عبد الرحمن الداخل]ــــــــ[12 Sep 2009, 10:18 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيراً
هذه مشاركتي الأولى وأسأل الله القبول