مرّ بي فوجدتني بعد سنين أكتشف أهم صفات الناس
الذين أثبتو ذواتهم، وأن هذه الصفات التي يمتلكها بعض
أساتذتي يمكن تعميمها، فقد وجدتني أتحدث عن نوع
من الأشخاص وليس عن ذوات غير قابلة للمقارنة.
وهي:
الإدراك الدقيق للواقع
القدرة على تقبُّل الذات والآخرين
الطبيعية
مقاومة المسايرة
ميل موجب نحو العزلة والخصوصية
التمركز حول المسألة أو الموضوع الخارجي (بدلا من
التمركز حول الذات)
التعاطف مع الآخرين ومشاركتهم وجدانيا
وقد كان الراحل مصطفى محمود يتصف بهذه الصفات
التي اتصف بها أساتذة ماسلو، ظل لفترة طويلة من حياته
مثيراً للاهتمام وناجحا بشكل واضح، ومتصفا بالحكمة وهذا
السبب الذي يجعل كلماته تدخل القلوب.
ففي قضية الميل الموجب نحو العزلة والخصوصية
نجد العظماء جميعا لديهم نوع من التأمل والنظر
في ملكوت الله قد يبدو لنا مبالغا فيه مثلما كان
النبي صلى الله عليه وسلم يفعل قبل النبوة حين
حبب إليه الخلاء فكان يذهب إلى غار حراء،
فيتحنث فيه -وهو التعبد-الليالي ذوات العدد، وهو
مما كانت قريش تفعل في الجاهلية! ونحن اليوم
نعيش في نظام حياتي نمطي لا يترك لنا وقتا للتأمل
ومن ثم نكاد نفقد شعلة النور بداخلنا، ونجعل
سلوكنا ردّ فعل على مؤثرات المجتمع والعمل.
وما أنشأ الدكتور مصطفى محمود مسجده بقرب
عيادته وسكنه إلا لتحقيق هذا الغرض.
ولو نظرنا إلى قضية (التمركز حول المسألة أو
الموضوع الخارجي بدلا من التمركز حول الذات)
لوجدنا لمصطفى محمود القدح المعلى في
الموضوعية ونكران الذات إزاء العلم وإزاء حقائق
الوجود. هذا الأمر يذكرنا بقول إبراهيم النظام
(وهو منسوب إلى أبي يوسف القاضي أيضا):
"إنّ العِلم لا يُعطيك بعضه حتى تعطيه كلك". لقد
كان في مصر في النصف الأول من القرن العشرين
كثيرون ممن لديهم هذه الصفة وبفقدانهم فقدت
مصر مستقبلها. فنظامها التعليمي وقد دُمر أصبح
لا يكاد يُنتج إلى متمركزين حول ذواتهم فاقدين
للموضوعية.
مصطفى محمود من الناس الذين لا يُملُّ حديثهم
ومن العقليات الفذة والشخصيات التي لا تتكرر كثيرا.
لم يكرمني الحظ برؤيته وإن كنت (تلميذه من بعيد).
ويعلم الله أني منذ أن تعرفت عليه عبر كتابه
(رحلتي من الشك إلى اليقين) ثم كتابه (55 مشكلة
حب) وأنا أحس بجاذبية نحو شخصه واسمه. وحين
جاء عصر الفضائيات ورأينا برامجه التي تدعونا
إلى التفكر في ملكوت الله تعالى أدركنا أنا لا نعرف
قيمته حتى نفقده. فسلام عليه في قبره وقد ذهب
إلى رب سعى أن يكتشفه بجهده وأن يخدمه بطريقته
وأن يدعو الناس إليه عبر ما يعرفه من قوانين
ملكوته.
تعازينا لأهله ولذويه ولشعبه وأمته، وحزننا عليه
موصول لا ينقطع، وثلمة فقده في جدار ثقافتنا
لا تُسدّ، وفي جسد وجودنا جرح غائرٌ لا يندمل.
من تلاميذه الصغار
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[31 Oct 2009, 10:58 م]ـ
القاهرة، مصر ( CNN)-- (http://arabic.cnn.com/2009/entertainment/10/31/mustafa.mahmoud/)
إلى مثواه الأخير،
مصطفى محمود ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%81%D9%89_%D9%85%D8%AD%D9%85% D9%88%D8%AF)
((((((( إلى مثواه الأخير))))))) المثوى الأخير في الجنة إن شاء الله تعالى
نسأل الله تعالى أن يرحمه رحمة واسعة
ـ[أبو المهند]ــــــــ[31 Oct 2009, 11:39 م]ـ
رحم الله الدكتور مصطفى محمود رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى في الجنة
وبارك الله تعالى في أرض " طنطا " التى أنجبته، وأسأل الله لذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
حياكم الله يا أستاذ عبد الرحمن وشكر لكم هذا الوفاء نحو علماء الأمة، لكنني لست معكم في قولكم
[د. عبدالرحمن الصالح; ..... وبفقدانهم فقدت مصر مستقبلها.
مصر لم تفقد مستقبلها ولن تفقد مستقبلها ـ إن شاء الله ـ ما دام أمثالكم ممن تعلموا على أيدي أفذاذها يخلصون لله ثم للعلم الموصل إلى الله، ورحم مصر ولاده تشيخ وتهرم وقد تمرض ولكنها لن تفقد مستقبلها ولن تموت أبدا إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما.
فنظامها التعليمي قد دُمر
أخانا التعليم بمصر بخيروقد استد ساعده واشتد عند كل مشمر عن ساعد الجد، والتعليم يتأثر بما تتأثر به الدنيا، وومن هنا فالعبارة تحتاج إلى مزيد تأمل ونظر.
وأصبح لا يكاد يُنتج إلا متمركزين حول ذواتهم فاقدين للموضوعية.
الدنيا بخير والأمل في ربك ثم فيمن أصر على إنجاح العملية التعليمية وهم من يحتسبون أنفسهم على ثغر من ثغور الإسلام فلا يؤتي الإسلام من
قبلهم وهم كثر ولن نغلب وفي قلوبنا مدد من الله وإخلاص لدينه.
ختما أقول عن صاحب المقام هنا:
بعد رحلة العمر استطاع مصطفى محمود تحديد هويته أخيرًا، إذ يقول:
” .. ولو سئلت بعد هذا المشوار الطويل من أكون؟!
هل أنا الأديب القصاص أو المسرحي أو الفنان أو الطبيب؟
لقلت: كل ما أريده أن أكون مجرد خادم لكلمة لا إله إلا الله، وأن أكون بحياتي وبعلمي دالا ًً على الخير“.
المراجع: - مصطفى محمود .. شاهد على عصره – دار المعارف – جلال العشري.- مجلة الشباب عدد352 بتاريخ 1/ 11 / 2006
قلت:" الأمور بخواتيمها.
والله الموفق والمستعان
¥