[أرجو التوضيح أثابكم الله]
ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 04:51 م]ـ
السلام عليكم:
قال ابن مالك في شرح التسهيل في باب التنازع: ونبهت بقولي: (غير سببي مرفوع) على أن نحو: زيد منطلق مسرع أخوه, لا يجوز فيه تنازع لأنك لو قصدت فيه التنازع أسندت العاملين إلى السببي وهو الأخ وأسندت الآخر إلى ضميره فيلزم عدم ارتباطه بالمبتدأ لأنه لم يرفع ضميره ولا ما التبس بضميره, وفي تقييد السببي بالمرفوع تنبيه على أن السببي المنصوب يجوز فيه التنازع, نحو زيد أكرم وأفضل أخاه, وقال الصبان: المنع لا يختص بالسببي المرفوع أو المنصوب, بل مدار المنع عدم وجود ضمير المبتدأ مع كل العاملين سواء كان السببي مرفوعاً أو منصوباً, نحو: زيد أكرمه وأحسن إليه أخوه ...
أرجو أن تشرحوا لي الكلام السابق بارك الله وفيكم وزادكم من فضله
ـ[علي المعشي]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 11:23 م]ـ
أهلا بك أخي محمدا
قال ابن مالك في شرح التسهيل في باب التنازع: ونبهت بقولي: (غير سببي مرفوع) على أن نحو: زيد منطلق مسرع أخوه, لا يجوز فيه تنازع لأنك لو قصدت فيه التنازع أسندت أحد العاملين إلى السببي وهو الأخ وأسندت الآخر إلى ضميره فيلزم عدم ارتباطه بالمبتدأ لأنه لم يرفع ضميره ولا ما التبس بضميره,
يرى ابن مالك ـ رحمه الله ـ امتناع التنازع في السببي المرفوع نحو (زيد منطلق مسرع أخوه) وسبب المنع أنك ـ مثلا ـ لو أعملت الثاني (مسرع) في (أخوه) وأعملت الأول (منطلق) في ضمير الأخ لأصبح الخبر الوصف (منطلق) غير متحمل لضمير المبتدأ وإنما هو متحمل لضمير الأخ، وعليه تنقطع العلاقة ـ كما يرى ابن مالك ـ بين المبتدأ والخبر، والأمر نفسه يحدث لو أعملت الأول في الأخ لأن الوصف الثاني سيكون خبرا ثانيا عن المبتدأ دون أن يتحمل ضميره، وعليه يخرّج ابن مالك ما جاء على مثال (زيد منطلق مسرع أخوه) على أن (أخوه) مبتدأ ثان مؤخر، و (منطلق) خبره مقدما، و (مسرع) خبر ثان، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره خبر عن المبتدأ الأول زيد.
وفي تقييد السببي بالمرفوع تنبيه على أن السببي المنصوب يجوز فيه التنازع, نحو زيد أكرم وأفضل أخاه
هنا يرى ابن مالك أنه لا يمتنع التنازع لأن علة المنع السابقة غير موجودة لأن في كل من (أكرم، أفضل) ضميرا مستترا يعود على المبتدأ زيد، ويُرجع ابن مالك جواز التنازع هنا إلى أن السببي منصوب غير مرفوع، وهذا ما يخالفه فيه الصبان كما سيأتي.
وقال الصبان: المنع لا يختص بالسببي المرفوع أو المنصوب, بل مدار المنع عدم وجود ضمير المبتدأ مع كل العاملين سواء كان السببي مرفوعاً أو منصوباً, نحو: زيد أكرمه وأحسن إليه أخوه ...
هنا يرى الصبان أن تقييد المنع بقيد خاص هو كون السببي مرفوعا لا داعي له، وإنما سبب المنع عند الصبان أعم وهو عدم تحمل أحد العاملين لضمير المبتدأ، فإذا وقع ذلك امتنع التنازع سواء كان السببي مرفوعا أو منصوبا، وينقض الصبان قيد ابن مالك بجواز التنازع في (زيد أكرمه وأحسن إليه أخوه) لما حضر ضمير المبتدأ في العاملين مع أن السببي مرفوع هو (أخوه)، فدلل على أن المانع الحقيقي هناك ليس السببي المرفوع وإنما هو غياب ضمير المبتدأ بدليل صحة التنازع لما حضر ضمير المبتدأ هنا مع أن السببي مرفوع.
ملحوظة:
يقتضي التعليل لامتناع التنازع بعدم تحقق الربط بين المبتدأ وخبره إذا لم يحضر ضمير المبتدأ مع كلا العاملين .. يقتضي ذلك امتناع التنازع في نحو (زيد صادق وكريم أخوه) لخلو أحد العاملين من ضمير المبتدأ، والحق أن الربط يتحقق بأدنى ملابسة، وأرى أنه أي الربط متحقق هنا لأن أحد العاملين المتعاطفين عامل في الأخ المضاف إلى ضمير المبتدأ، والآخر عامل في ضمير الأخ المضاف إلى ضمير المبتدأ، وهذا من أنواع الربط، وما هو بأبعد من الربط في نحو (الكريم يأكل الفقراء ويشربون في داره) فالخبر جملة (يأكل الفقراء) ولا ضمير فيها لزيد، وإنما الضمير في الجملة المعطوفة عليها (يشربون في داره) ومع ذلك صح الإخبار بالأولى.
تحياتي ومودتي.
ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 11:32 ص]ـ
بقي أمور في هذه المسألة لم تتضح بعد لي ولو تكرمت علي بالإجابة أكن لك من الشاكرين:
¥