ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[09 - 11 - 2009, 10:15 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ والدكتور الفاضل: حسانين أبو عمرو
جزاك الله خيرا .... فلقد كفيّت ووفيت بشرح هذا الموضوع من جميع النواحي ... جعله الله في موازين حسناتك ... اللهم آمين
ـ[الحامدي]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 12:15 ص]ـ
أختي الوائلية ..
معذرة عن التأخر، وقد أجاب الإخوة جوابا كافيا عن سؤالك -وبالأخص الدكتور حسانين-.
ولكن رأيت من الفائدة أن أنقل إليك كلام الشيخ عبد الغني الدقر عن "أي"، في كتابه النفيس "معجم القواعد العربية"، وقد نقلته من النسخة الألكترونية.
وإليك كلامه بالتفصيل، بعد أن صححت فيه بعض الهنات - وهي من الطباعة-، ثم نسقتُه:
يقول الشيخ عبد الغني الدقر مصنفًا "أي" إلى ستة أقسام:
((أَيّ الاستفْهَامِيَّة:
يُسْتَفْهَمُ بِهَا عَن العَاقِلِ وغَيْرِهِ وتَقَعُ عَلَى شَيْءٍ هِيَ بَعْضُه، لا تكونُ إلاَّ على ذلِكَ في الاستِفْهَام، نحو: "أيُّ إخْوَتِكَ زَيْدٌ" فزيدٌ أحدُهُم.
ويُطْلبُ بها تعيينُ الشَّيْءِ، وتُضَافُ إلى النكرة والمعرفة نحو: {أَيُّكُمْ يَأتيني بِعَرْشِهَا} (الآية "38" من سورة النمل "27") ولا بُدَّ في كلِّ ما وَقَعَتْ عليه "أيّ" الاستفهاميّة من أنْ يَكُونَ تَفْسِيرهُ بهمزةِ الاستفهام و"أمْ"؛ فتَفْسير "أيُّ أخَويْكَ زَيدٌ": أَهَذَا أمْ هَذا أمْ غَيرهُمَا؟. وقد تُقْطَعُ عن الإضافة مع نِيَّةٍ المُضَافِ إليه، وحِينَئِذٍ تنَّون نحو: "أَيًّا مِن النَّاسِ تُصَادِق؟ " و"أيّ" الاستفهاميَّة لا يعملُ فيها ما قبلها، وإنما يُمْكِن أن يَعْملَ فيها ما بَعدَها؛ قال الله عَزَّ وجَلَّ: {لِنَعْلَمَ أيُّ الحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا} (الآية "12" من سورة الكهف "18") فَـ"أَيُّ": رُفعَ بالابتداء، و"أَحْصَى" هي الخبر، وقال تعالى: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون} (الآية "227" من سورة الشعراء "26") فـ "أَيَّ" هنا مفعولٌ مُطلَق لـ "يَنقلِبون"، التَّقْدير: يَنْقَلِبُون انْقِلاَبًا أيَّ انْقِلابٍ، فعَمل فيها ما بعدها.
* أَيّ التَّعَجُّبِيَّة:
هي التي يُرادُ بها التَّعجُّبُ كقولك: "أَيُّ رَجلٍ خالدٌ" و"أَيُّ" (من غير تاء التأنيث، وفي اللسان: إذا أفردوا "أيًّا" - أي لم يضيفوها ثنوها وجمعوها وأنثوها، فقالوا: "أية" و"أيتان" و"أيّات"، وإذا أضافوها إلى ظاهر أفردوها وذكروها، فقالوا"أيُّ الرجلين" و "أيُّ المرأتين" و "أيُّ الرجال" و "أيُّ النساء" وإذا أضافوا إلى المكني - أي الضمير - المؤنث ذكروا وأنثوا، فقالوا: "أيهما –وأيتهما- زَيْنَبُ" ولا يُجازَى بـ "أَيّ" التَّعجُّبِيَّة.
* أَيّ الشَّرْطِيَّة:
اسمٌ مُبْهَمٌ فيه معنى المُجَازَاة ويَجزِمُ فِعْلَين، ويُضافُ إلى المَعْرفة والنَّكِرة نحو: {أَيَّما الأَجَلَيْنِ قَضَيتُ فَلاَ عُدْوَانَ عَلَيَّ} (الآية "28" من سورة القصص "28"). و"أيُّ إنسانٍ جَاءَكَ فاخْدُمْه".
وقد تُقْطَعُ عن الإضافَةِ لفظًا مع نيَّة المضافِ إلَيْه، وإذْ ذَاك تُنَوَّن نحو: {أَيًّا مَّا تَدْعُو فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى} (الآية "110" من سورة الإسراء "17").
ويجوزُ أن تَقْتَرِنَ بـ "مَا" كَما في الآية، وتعرَبُ بالحَرَكَاتِ الثَّلاثِ على حَسَب العَوامِلِ المؤثِّرَةِ فيها.
وَقَدْ يَدْخُل عليها حَرْفُ الجَرِّ فَلاَ يُغَيِّرها عَن المُجَازاة نحو: "عَلى أَيِّ دَابَّةٍ أُحْمَلْ أَرْكَبْ" وقد تكون "أَيّ" الشَّرْطِيَّة بمنزلة "الذي" إذا قصدت بها ذلك، فيُرفعُ مَا بَعْدَهَا، تقول: "أَيُّها تَشَاءُ أُعْطِيك".
* أَيّ الكَمَالِيَّة:
وهي الدَّالَةُ عَلَى مَعْنَى الكَمَال، فَتَقَعُ:
- صِفَةً للنَّكِرَة نحو: "عُمَرُ رَجُلٌ أيُّ رجُلٍ" أيْ كَامِلٌ في صِفَاتِ الرِّجال.
- وحَالًا للمعرفة، كـ "مَرَرْتُ بعبدِ اللَّهِ أَيَّ رَجُلٍ"
وَلاَ تُضَافُ إلاَّ إلى النَّكِرَةِ لُزومًا.
* أَيّ المَوْصُولَة:
تأتي بمعنى "الَّذِي" وهي و"الذي" عَامَّتَان تَقَعَان على كلِّ شَيْءٍ، ولا بُدَّ لَها كَغَيْرها مِن أَسماءِ المَوْصُول مِن صِلةٍ وَعَائِدٍ، وقدْ يُقدَّر العَائدُ. وهِيَ مُعْرَبَةٌ تَعْتَرِيها الحَرَكاتُ الثَّلاثُ، إلاَّ في صورةٍ واحدةٍ تكُونُ فيها مَبْنِيَّةً على الضمِّ (هذا قولُ سيبويه، وعليه أكْثر النحاة البصريين، وعند الخليل ويونس، والأخفش والزجَّاج والكُوفيين: أن "أيّ" الموصولة مُعرَبَةٌ مطلقًا أُضِيفَتْ أمْ لمْ تُضفْ، ذُكِرَ صدرُ صِلتِها أم حُذِفَ كالشَّرْطِية والاستِفْهَامِية) وذلِكَ –أي بناؤُها على الضم- إذا أُضِفَتْ وحُذِفَ صَدْرُ صِلَتِها نحو: {ثُم لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلى الرَّحْمَنِ عِتيًّا} (الآية "69" من سورة مريم "19") والتَّقْدِير: أَيُّهُمْ هُوَ أَشَدُّ.
ولا تُضَافُ المَوْصُولَةُ إلى مَعْرَفَةٍ، وقد تُقْطَعُ عَنِ الإِضافِة معَ نِيَّة المُضَاف إليه، وإذْ ذَاكَ تُنَوَّن نحو: "يعْجِبُني أيٌّ هو يُعَلِّمني". ولا تُسْتَعملُ الموصولة مُبْتَدَأً، ولا يَعْمَلُ فيها إلاَّ عَامِلٌ مُسْتَقبَلٌ مُتَقَدِّمٌ عَليَها، كَما فِي الآية.
* أَيُّ النِّدائِيَّة:
تكونُ "أيُّ" وَصْلَةً إلى نِدَاءِ مَا فِيه "ألْ"، يقالُ: "يَا أَيُّها الرَّجُلُ" و"يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا". ويجُوزُ أنْ تُؤَنَّثَ مع المؤنَّث فتقول: "أَيَّتُها المَرْأَة".
وإنَّما كَانَتْ "أيُّ" وَصْلَةً لأنَّه لا يُقَال: "يا الرجل"، أو"يا الذي"، أو"يا المَرْأة". و"أيُّ" هذه: اسْمٌ مَبْنيٌ على الضَّمِّ؛ لأنَّه مُنَادىً مُفْرد. و"ها": لازمةٌ لأيّ للتَّنْبِيه، وهِيَ عِوَضٌ مَنَ الإضَافَةِ في "أي". و"الرَّجُلُ": صِفةٌ لاَزَمةٌ لـ "أَيّ"، ولا بُدَّ مِنْ أَنْ تكونَ هذه الصِّفَةُ فيها "ألْ".
أتمنى أن يفيدَك هذا الجوابُ، والردودُ التي قبلَه.
¥