تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومحمد جاهلاً كأحمد عالماً، والثعلب ساعياً كالأسد نائماً.

أنواع الحال

تأتى الحال على ثلاثة أنواع وهى كالتالي:

1 ـ حال مشتقة: وهو الأصل فيها، نحو: جاء الرجل راكباً، وصافحت الضيف مسروراً، " فراكبا، و مسرورا " كل منها جاءت حالا مشتقة، لأن الأولى اسم فاعل، والثانية اسم مفعول.

2 ـ حال جامدة مؤولة بالمشتق، وذلك فى عدة مواضع:

أ ـ إذا دلت على تشبيه، نحو: هجم المجاهد على العدو أسداً.

وجاءت زينب بدراً.

وقفز اللاعب قرداً. فكل من الأحوال الواردة في الأمثلة السابقة وهى " أسدا، وبدرا، وقردا " جاءت جامدة، ولكنها مؤولة بالمشتق، والتقدير: شجاعا كالأسد، وجميلة كالبدر. وعاليا أو كثيرا كالقرد.

ب ـ إذا دلت على مفاعلة، نحو: قابلته وجهاً لوجه، وصافحته يداً بيد، وحدثته فاهُ إلى فيَّ، والتقدير: التقينا متقابلين، وتصافحنا متقابضين، وتحدثنا متشافهين.

ج ـ إذا دلت على تفصيل أو ترتيب، نحو: قرأت القصة فصلاً فصلاً،

ومزقت الثوب جزءاً جزءاً، ودخل الطلاب الفصل طالباً طالباً.

ففي المثال الأول والثاني دلت الحال على التفصيل والتوضيح، وفى الثالث كان التقدير: مرتبين.

د ـ إذا دلت على تسعير، نحو: اشتريت الحرير متراً بعشرين ريالا، وبعت الزيت لتراً بدينار. التقدير مسعرا بكذا.

3 ـ تأتى الحال جامدة وقد أغنى عن تأويلها بالمشتق الآتي:

أ ـ أن تكون الحال موصوفة بمشتق، نحو: إليك حديثي جواباً صريحاً،

118 ـ ومنه قوله تعالى: {إنَّا أنزلناه قرآنا عربياً}

وعاد الجيش منتصراً، وحضر المدير مبكراً.

2 ـ حال مؤكدة: وهي التي يستفاد معناها بدونها، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:

أ ـ حال مؤكدة لعاملها معنى ولفظا.

نحو قوله تعالى {وأرسلناك للناس رسولا} 2.

أو مؤكدة له معنى دون اللفظ، نحو: فتبسم ضاحكاً.

وقوله تعالى {ثم وليتم مدبرين} 3.

ب ـ مؤكدة لصاحبها:

122 ـ نحو قوله تعالى {لآمن من في الأرض كلهم جميعاً} 4.

ج ـ مؤكدة لمضمون الجملة، وشروطها:

أن يكون عامل الحال واجب الإضمار، والحال واجبة التأخير، والجملة مكونة من اسمين معرفتين جامدين، نحو: محمد أبوك عطوفاً،

77 ـ ومنه قول الشاعر:

أنا ابن دارة معروفاً بها نسبي وهل بدارة يا للناس من عار

والتقدير: أخُصُه عطوفا، وأحقٌ معروفا.

ــــــــــــــــــ

1 ـ 2 يوسف. 2 ـ 79 النساء.

3 ـ 25 التوبة. 4 ـ 99 يونس.

ثانيا ـ تنقسم الحال باعتبار صاحبها إلى قسمين:

1 ـ حال منتقلة: وهى الحال المشتقة من المصدر غير ملازمة لصاحبها.

نحو: حضر الطالب ماشيا.

2 ـ حال غير منتقلة " ملازمة ": هي الحال الملازمة لصاحبها، كما في الحال

المؤكدة، نحو: دعوت الله سميعا.

123 ـ ومنه قوله تعالى {ويوم أبعث حياً} 1.

وقوله تعالى {خلق الإنسان ضعيفاً} 2.

وقوله تعالى {فتمثل لها بشراً سوياً} 3.

ويسمى هذا النوع من الحال حالا موطئة، لأنها تمهد لما بعدها.

ب ـ أن تكون الحال دالة على العدد، نحو: أمضيت في المنفى خمس سنين،

وقضيت مدة العمل في التعليم ثلاثين سنة،

119 ـ ومنه قوله تعالى {فتم ميقات ربه أربعين ليلة} 4.

ج ـ أن تكون الحال دالة على تفضيل بين شيئين، نحو: محمد شاعراً أفضل منه كاتباً، وإبراهيم شيخاً أقوى منه شاباً، والتمر طرياً أفضل منه جافاً.

د ـ أن تكون الحال نوعا لصاحبها، نحو: لبس خاتمه ذهباً.

هـ ـ أن تكون الحال فرعا لصاحبها، نحو: هذا قميصك قطناً،

120 ـ ومنه قوله تعالى {وكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً} 5.

و ـ أن تكون الحال أصلا لصاحبها، نحو: هذا خاتمك فضة، وهذا قرطك ذهبا،

121 ـ ومنه قوله تعالى {أأسجد لمن خلقت طيناً} 6.

ـــــــــــــــــــ

1 ـ 33 مريم. 2 ـ 28 النساء.

3 ـ 17 مريم. 4 ـ 142الأعراف.

5 ـ 82 الحجر. 6ـ 61 الإسراء.

أقسام الحال:

تنقسم الحال عدة أقسام كالتالي:

أولا ـ تنقسم باعتبار فائدتها إلى قسمين:

1 ـ حال مبينة أو مؤسسة.

وهى الحال التي لا يستفاد معناها إلا بوجودها، نحو: وصل الطلاب راكبين،

ثانيا ـ تنقسم الحال باعتبار صاحبها إلى قسمين:

1 ـ حال حقيقية: هي الحال التي تبين هيئة صاحبها، نحو: حضرت راكباً،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير