وجلست متكئاً.
2 ـ حال غير حقيقية " الحال السببية ": هي الحال التي تبين هيئة ما يحمل ضميرا يعود إلى صاحب الحال، نحو: مررت بالدار قائماً سكانها، وكلمت زينب واقفاً أخوها.
ثالثا ـ تنقسم الحال باعتبار زمانها إلى قسمين:
1 ـ حال مقارنة لزمان عاملها: هي الحال الموافقة لزمان وقوع الفعل، وهذا هو
الغالب، نحو: جاء الرجل راكباً، وجلس الضيف متكئاً. " فراكبا، و متكئا " كل
منها حال مقرونة بزمان عاملها، وليست مغايرة له.
2 ـ حال مقدَّرة لزمان عاملها، وتسمى أيضا الحال المستقلة: لأنها تبين وقوع زمن عاملها في المستقبل، نحو: مررت برجل معه صقر صائداً به غدا،
124 ـ ومنه قوله تعالى {ادخلوها بسلام آمنين} 1.
وقوله تعالى {لتدخُلُنَّ المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين} 2.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 46 الحجر. 2 ـ 27 الفتح.
نلاحظ من المثالين السابقين أن الحال " صائدا، وخالدين، وآمنين " كل منها جاءت لتبين وقوع زمن عاملها في الزمان المستقبل.
أنواع الحال:
تنقسم الحال إلى عدة أنواع هي:
1 ـ حال مفردة: وهي مالا تكون جملة أو شبه جملة،
نحو: زارني صديقي مسروراً، ونحو: كافأ المدير الطالبين متفوقين،
وحضر التلاميذ إلى المدرسة راكبين.
" فمسرورا، ومتفوقيَن، وراكبِين " كل منها جاءت حالا مفردة.
2 ـ حال جملة بنوعيها:
أ ـ حال جملة اسمية، نحو: وصل فريق المدرسة ووجوههم يعلوها البشر،
وخرجت من منزلي والسماء ممطرة.
فجملة " ووجوههم يعلوها البشر " وجملة " والسماء ممطرة " كل منهما وقع حالا.
ب ـ حال جملة فعلية، نحو: جلس الطالب يقرأ الدرس، ووقف التلاميذ يحيون
العلم. فجملة " يقرأ الدرس، ويحيون العلم " كل منهما وقع حالا.
3 ـ حال شبه جملة بنوعيها:
أ ـ الحال الظرف المكاني والزماني، نحو: تكلم الخطيب فوق المنبر، وشاهدت الهلال بين
السحاب. ونحو: سافرت إلى الرياض يوم الجمعة، وغادرت دمشق صباح الخميس.
ب ـ الحال الجار والمجرور، نحو: خرج الأمير في قومه، ووقف الطائر على الغصن.
شروط جملة الحال:
يشترط في الجملة الحالية: أن تكون جملة خبرية، وألا تكون مصدرة بحرف
استقبال كالسين وسوف، وأن تشتمل على رابط يربطها بصاحب الحال.
الرابط في جملة الحال:
* الأصل في رابط الجملة الحالية أن يكون " الضمير " سواء أكان معينا أم مقدرا.
مثال الضمير المعين: وقف الشاعر يلقى الشعر.
ومثال المقدر: اشتريت الزيت لتراً بدينار. والتقدير: لترا منه.
* أما إذا لم يتوفر الضمير تعين وجوب الواو كرابط، وتسمى واو الحال، وبعض
النحويين يسميها " واو الابتداء "، نحو: سافر أخي والجو صحو.
* وقد تأتى الواو والضمير معا كرابط، وذلك لتمكين الربط، نحو: استمعت إلى الشاعر وأنا
مندهش، ووصل الطالب وحقيبته في يده.
ويجب الربط بالواو في عدة مواضع:
1 ـ إذا كانت الجملة الحالية مبدوءة بفعل مضارع مثبت مقرون بقد،
نحو: لِمَ تقطعون الأمل وقد يعود الغائب؟
125 ـ ومنه قوله تعالى {وقد تعلمون أني رسول الله إليكم} 1.
2 ـ إذا كانت الجملة الحالية مبدوءة بضمير صاحبها، نحو: قصدتك وأنا واثق
بمروءتك، ورحلت وأنا غاضب منك.
3 ـ إذا كانت الجملة الحالية، جملة اسمية مجردة من ضمير يربطها بصاحبها،
نحو: فرَّ اللصوص والحراس نائمون، ومات المريض والطبيب غائب.
4 ـ إذا كانت جملة الحال، جملة ماضية، غير مشتملة على ضمير صاحبها، وسواء أكانت الجملة مثبتة، أم منفية.
ـــــــــــ
1 ـ 5 الصف.
مثال المثبتة: وصلت المدينة وقد طلع الفجر،
وانتهيت من عملي وقد غربت الشمس.
ومثال المنفية: انقضى العام الدراسي وما انتهينا من العمل.
امتناع مجيء الواو كرابط، وتعيين الضمير بدلا منها في عدة مواضع:
1 ـ إذا كانت جملة الحال مؤكدة لمضمون الجملة قبلها، نحو: الحق لا شك فيه، 126 ـ ومنه قوله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه} 1.
2 ـ أن تقع الجملة الحالية بعد عطف،
127 ـ كقوله تعالى {فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون} 2.
3 ـ إذا كانت الجملة الحالية دالة على الزمن الماضي، وواقعة بعد إلاّ،
¥