تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[قريع دهره]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 05:52 ص]ـ

الله يجزاك خير أخي الكريم باوزير

وبصراحة موضوعك جدا رائع

ولي اضافة وأحاول أن أجاريك

ولكن غدا مسافر

وإذا كتب لي ربي سلامة من السفر ورجعه

أبشر باللي يرضيك

دمت بكل ارتقاء

ـ[باوزير]ــــــــ[24 - 06 - 2005, 01:45 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي (قريع دهره).

وتروح وترجع بالسلامة.

ونحن في الانتظار.

(فمن قال هو جسم لا كالأجسام كان مشبهاً، بخلاف من قال: حي لا كالأحياء)

(وأما الشرع: فمعلوم أنه لم ينقل عن أحد من الأنبياء ولا الصحابة ولا التابعين ولا سلف الأمة أن الله جسم، أو أن الله ليس بجسم، بل النفي والإثبات بدعة في الشرع)

هذه مقالة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى (661 - 728هـ) وتنفي عنه تهمة (التجسيم) و (التشبيه) التي ما زال إلى اليوم أناس يتهمونه بها ويكفرونه وهو منها بريء براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.

شيخ الإسلام ابن تيمية من أكبر المنافحين عن عقيدة الصحابة والسلف وإنما منشأ الخطأ ومنشأ هذه التهمة أنهم أخذوا من كلام شيخ الإسلام الذي يرد فيه على أهل البدع ويقررهم بأقوالهم فأخذوا ما ليس من كلامه وإنما ورد في معرض رده عليهم ونسبوه له واتهموه بهذه التهمة الشنيعة. بل إن من التهم ما هي محض افتراء على الرجل كما سيأتي بيان ذلك.

ومطلقها أحد رجلين: إما جاهل مغرر به لم يطلع على كتب شيخ الإسلام ويتأكد من صحة هذه التهمة.

وإما حاقد حاسد أغاظه انتشار مذهب السلف في الأرجاء.

والقارئ لكلامه الذي يبين فيه عقيدته ـ وليس كلامه الذي يسوقه على لسان المردود عليهم ـ يرى بجلاء براءة هذا الإمام الفذ من هذه التهم، ومن هذه الأقوال ما يلي:

(وأما الشرع فالرسل وأتباعهم الذين من أمة موسى وعيسى ومحمد صلّى الله عليه وسلّم لم يقولوا: إن الله جسم، ولا إنه ليس بجسم، ولا إنه جوهر ولا إنه ليس بجوهر، لكن النزاع اللغوي والعقلي والشرعي في هذه الأسماء هو بما أحدث في الملل الثلاث بعد انقراض الصدر الأول من هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء) (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (4/ 432))

(وأما الشرع: فمعلوم أنه لم ينقل عن أحد من الأنبياء ولا الصحابة ولا التابعين ولا سلف الأمة أن الله جسم، أو أن الله ليس بجسم، بل النفي والإثبات بدعة في الشرع) (شرح حديث النزول ص258))

3 ـ (وأما من لا يطلق على الله اسم الجسم كأئمة الحديث، والتفسير، والتصوف، والفقه، مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم، وشيوخ المسلمين المشهورين في الأمة، ومن قبلهم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان فهؤلاء ليس فيهم من يقول: إن الله جسم، وإن كان أيضاً: ليس من السلف والأئمة من قال: إن الله ليس بجسم) (منهاج السنة النبوية 2/ 105، وانظر: ص135، بيان تلبيس الجهمية 1/ 9، 47.))

4 ـ قال شيخ الإسلام حين قال له أحد كبار مخالفيه بجواز أن يقال: هو جسم لا كالأجسام: (إنما قيل: إنه يوصف الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله صلّى الله عليه وسلّم، وليس في الكتاب والسنة أن الله جسم حتى يلزم هذا السؤال) (ضمن مجموع فتاوى ابن تيمية 3/ 168، وانظر: ص196)

من ذلك يظهر جليا براء الشيخ تقي الدين ابن تيمية من هذه التهمة الشنيعة وأنه من كبار المنافحين عن مذهب السلف في العقيدة.

ـ[باوزير]ــــــــ[25 - 06 - 2005, 11:31 ص]ـ

(ما كتبت على الحفظة أني سبب معاوية)

(يلومونني على الأجر وفي بيتي ثلاثة عشر وما في بيتي رغيف)

القائل هو أبو نعيم الفضل بن دكين رحمه الله تعالى (130 ـ 218 هـ) من كبار شيوخ البخاري المتقدمين الذين حدث عنهم وهو من جلة الرواة وأثبتهم وأحفظهم.

قال عثمان بن أبي شيبة: حدثنا الأسد. فقلنا من هو؟ فقال الفضل بن دكين.

وقال الآجري: قلت لأبي داود: كان أبو نعيم حافظاً؟ قال: جداً.

وقال العجلي: أبو نعيم كوفي ثقة ثبت في الحديث.

وقال يعقوب بن سفيان: أجمع أصحابنا على أن أبا نعيم كان غاية في الإتقان.

وكان أبو نعيم ممن ثبت في فتنة ومحنة خلق القرآن وتروى في ذلك قصة مؤثرة تقول:

لما أدخل أبو نعيم على الوالي ليمتحنه وثَم ابن أبي حنيفة وأحمد بن يونس وأبو غسان وعددا، فأول من امتحن ابن أبي حنيفة فأجاب، ثم عطف على أبي نعيم فقالوا له قد أجاب هذا ـ يعني ابن أبي حنيفة ـ.

فقال: ما يقول؟ والله ما زلت أتهم جده بالزندقة ... أدركت الكوفة وبها أكثر من سبعمائة شيخ الأعمش فمن دونه يقولون القرآن كلام الله، وعنقي أهون عندي من زري هذا ـ ونزع زره بيده ـ. فقام إليه أحمد بن يونس فقبل رأسه وكان بينهما شحناء وقال: جزاك الله من شيخ خيراً.

وإنما أُخِذ عليه أخذه اليسير من الأجر على التحديث، وكان ذلك من أسباب الطعن في الرواة ولكنه بيّن سبب ذلك رحمه الله في قوله السابق: قال علي بن خشرم سمعت أبا نعيم يقول: يلومونني على الأجر وفي بيتي ثلاثة عشر وما في بيتي رغيف.

ومن التهم الموجهة إليه التشيع، ولكنه بريء من تلك اللوثة والعقيدة الفاسدة: قال يوسف بن حسان قال أبو نعيم: ما كتبت على الحفظة أني سبب معاوية. قال: قلت: أحكي هذا عنك؟ قال.: نعم احكه عني.

وقال حفيده أحمد بن ميثم بن أبي نعيم: قدم جدي أبو نعيم الفضل بن دكين بغداد ونحن معه فنزل الرملية ونصب له كرسي عظيم فجلس عليه ليحدث فقام إليه رجل ظننته من أهل خراسان فقال: يا أبا نعيم أتتشيع؟

فكره الشيخ مقالته وصرف وجهه وتمثل بقول مطيع بن إياس:

وما زال بي حبيك حتى كأنني = برجع جواب السائلي عنك أعجم

لأسلم من قول الوشاة وتسلمي = سلمت وهل حي على الناس يسلم؟

فلم يفقه الرجل مراده فعاد سائلاً فقال: يا أبا نعيم أتتشيع؟

فقال الشيخ: يا هذا كيف بليت بك وأي ريح هبت إلي بك.

وبهذا يثبت أن هذا الإمام الكبير الفذ بريء من هذه التهمة وأنه على سواء السبيل الذي كان عليه الأولون قبله رحمه الله رحمة واسعة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير