تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في شروط الشريف حمود، وواصلوا أولاد الشيخ محمد بن عبدالوهاب وهو حسين بن محمد وعبدالله بن محمد وعلي بن محمد وأبلغوا مكاتيب من الشريف تتضمن كل لفظ لطيف ووصلهم الشريف بشيءٍ من الصلات فاستتب الأمر على مايريده الأشراف وأسعفهم سعود إلى مطالبهم أعم الإسعاف ... ).

وكان هؤلاء الثلاثة النفر الذين نفذوا هم كفاة الدولة ودعاة الصولة في مملكة الشريف، واستعجب أهل نجد من فصاحة الشريف منصور وسرعة خطابه وكثرة صوابه، ورأوه فوق ما هو فيه من الممالك، ولما هو عليه من الكمال الذي هو لكل فضيلة مالك واشتغلت خواطر الأعيان منهم بما سمعوه من العلامة الحسن بن خالد في حفظه العلوم وذلاقة اللسان عند النطق بالمعلوم، وعرضوا ما عندهم من الكتب العلمية فأخبرني أنه مما عرض عليه كتاب بن فهيد في الرجال في مجلدات، وهو الذي اختصره (المزي) وسماه تهذيب الكمال، ومما عرضوه عليه المحلى وشرح المحلى لأبي محمد بن حزم الظاهري، وكتاب (التمهيد) لابن عبدالبر غير كامل، والتفسير الكبير للإمام محمد بن جرير وغيرها من الكتب التي يمكن وجودها عند غيرهم، ومما أخبرني عنهم: أنهم على مذهب الإمام أحمد بن حنبل إلا أنهم يقدمون العمل بالنص على العمل بقوله).

ومن تمام الفائدة يستحسن أن نذكر سيرة العلامة الشريف الحسن بن خالد لكونه شيخ الشيخ سليمان، ونورد ترجمته من كتاب (نيل الوطر من تراجم رجال اليمن في القرن الثالث عشر) (1/ 462 - 466) للعلامة محمد بن محمد زبارة الصنعاني، وهو أوسع من ترجم له، قال رحمه الله:

(هو الشريف العلامة الحسن بن خالد بن عزالدين بن محسن بن عز الدين، الكبير بن محمد بن موسى بن مقدام بن جواس بن مقدام بن علي بن الهمام بن محمد بن الحسن بن حازم بن علي بن عيسى بن حازم بن أحمد بن محمد بن علي ابن أحمد بن القاسم بن داود بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن عبدالله بن الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب، الحازمي، التهامي.

مولده في هجرة "ضمد" في سنة 1188هـ، وأخذ العلم عن القاضي أحمد بن عبدالله بن عبدالعزيز الضمدي، وتخرج به، وأخذ العلم يسيرا عن غيره، ونال في المدة اليسيرة حظاً وافراً من العلم.

قال القاضي حسن عاكش في " عقود الدرر"، و" الديباج": إن صاحب الترجمة أربى في تحقيقه على الأقران، وسارت بذكره الركبان، وبرع في علمي التفسير والحديث، وغليه الغاية في معرفة الفقه والعلوم الآلية، وآخر أمره جعل همه الاشتغال بعلمي الكتاب والسنة والعمل بما قاد إليه الدليل، والميل عما أختاره العلماء الأقاويل، وجزم بتحريم التقليد، وألف في ذلك رسالة قرر فيها أنه يسع الناس في هذه الأزمنة ما وسع الصحابة من أخذ الحكم من دليله للمتأهل، وأن العامي وظيفته السؤال كما كان في عصر خير القرون، ولما اشتهر عن المترجم القيام التام في ذات الله تعالى في الإقدام والإحجام أختصه الشريف حمود بن محمد لمؤازرته، فكان لا يصدر ولا يورد في أغلب الأمور إلا برأيه، وجعل نفسه متقيداً بما يقوله صاحب الترجمة في المسائل الشرعية، لمحله من العلم فطار بذلك صيته في جميع الأقطار، وقصده الناس، ولم يزل يتجهز للغزو وسد الثغور بنفسه عن أمر الشريف حمود.

وآخر الأمر أختار صاحب الترجمة لنفسه اختيارات في المسائل الفرعيات منها: عدم الجهر بالبسلمة في الصلاة الجهرية، وله في ذلك رسالة وألزم الناس العمل بما أختاره من الإسرار بالبسملة، فأنكر عليه علماء وقته، وجرت بينه و بين بعضهم مراجعة في ذلك الإلزام، وأنه لا يحسن إلزام أحد بما يختاره العالم إلا أن يلتزم المقلد لذلك القول.

وفي أيام صاحب الترجمة عمرت بالعلوم المدارس، وانتعش من المعارف كل دارس، وأسدى إلى العلماء من أهل وقته أنواعاً من الإنعامات، وكفاهم مهمة دنياهم، وأمرهم بنشر العلم في كل الأوقات، فصارت جهاته منهل الوارد، وبغية القاصد وله رسالة سماها:"قوت القلوب، بمنفعة توحيد علام الغيوب"، وهي متضمنة لبيان أدلة التوحيد العملي، وإنكار ما عليه غالب الناس من الاعتقادات المنافية لتوحيد العبادة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير