تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كان رحمه الله من مواليد 1918م (1336هـ) وتَلَقَّى التعليم الابتدائي والمتوسط بوطنه "مئوناث بهنجن" بمديرية "مئو" حاليًّا ومديرية "أعظم جراه" سابقًا تحت رعاية والده العظيم، ومُعْظَمَه في "جامعة مفتاح العلوم" الإسلاميّة؛ حيث كان يُدَرِّس والده. كما استفاد وتعلّم من الشيخ المحدث الكبير العالم الشهير حبيب الرحمن الأعظمي (1319هـ-1412هـ = 1901 - 1992م) والعالم القائد الجريء الشيخ عبد اللطيف النعمانيّ المئويّ (1320 - 1392هـ = 1902 - 1973م) وغيرهما من كبار علماء المدينة الحريص أهلُها على العلم والدين. ثم التحق بالجامعة الإسلاميّة الأمّ: دارالعلوم/ ديوبند بالهند؛ حيث تَلَقّى التعليمَ العالي الشرعيّ، وتخرّج منها عام 1359هـ (1940م) وكان من كبار أساتذتها فيها العالم العامل المجاهد الشيخ السيّد حسين أحمد المدني رحمه الله (1295 - 1377هـ = 1879 - 1957م) المعروف بالديار الهندية بـ"شيخ الإسلام" والشيخ محمد إعزاز علي الأمروهوي رحمه الله (1300 - 1372هـ = 1882 - 1952م) المعروف بـ"شيخ الأدب والفقه" والشيخ العلامة محمد إبراهيم البلياويّ رحمه الله (1304 - 1381هـ = 1886 - 1967م) وغيرهم.

وبعد تخرجه من الجامعة الإسلاميّة دارالعلوم/ ديوبند، أدّي امتحانات اللغة الإنجليزيّة والعلوم العصريّة بكلية ( D A V) بمدينة "مئو ناث بهنجن" في عام 1944م – كما أفادنا بذلك أخوه الأوسط الشيخ الدكتور سعيد الأعظمي / حفظه الله – كما اشتغل بها أستاذًا، ثم مارس التجارة مدة من الزمان على شاكلة أهل وطنه، وتركها إلى صيدليّة للأدويّة العصريّة أنشأها بالمدينة، وشفعها بالعيادة الطبيّة التي عيّن لها أطبّاءَ نطاسيّين، فاستفاد منها خلق لايُحْصَى3، ثم اتّصل بالشيخ الكبير المربي الجليل الشيخ وصيّ الله الفتح بوري الإله آبادي رحمه الله (1312 - 1387هـ = 1895 - 1967م) الذي كان من كبار المتخرجين في التزكية والإحسان على العالم الفريد العلاّمة الشيخ المربي الكبير الداعية العبقري أشرف علي التهانوي رحمه الله (1280 - 1362هـ = 1863 - 1943م) وانقطع إليه مدة من الزمان يتشبّع بروحه الدينية وينهل من منهله الروحاني؛ إذ نما إلى الشيخ – وصي الله رحمه الله – نبأُ إقامة الجامعة الإسلاميّة دارالعلوم/ ديوبند جامعةً طبيّةً تابعةً لها عام 1380هـ/1960م وبعد التأسيس بعامين نما إليه أنّ الجامعة تحتاج إلى أساتذة بارعين لتدريس مادة الطب في جامتها الطبيّة، فأشار عليه أن يُقَدِّم طلبه لتدريس مادّة الطبّ فيها، واعتذر إليه الشيخ عزيز الرحمن قائلاً: إنّه لم يتعلم الطبّ بانتظام، فكيف يتاح له أن يُدَرِّس كتب الطبّ، فقال له الشيخ: قَدِّمِ الطلب، وستكون أنت من الأساتذة البارعين لتدريس الطبّ، وربما تبذّهم إن شاء الله. وكان كما قال الشيخ وصيّ الله رحمه الله.

في يوم الثلاثاء: 18/محرم 1383هـ الموافق 30/ مايو 1963م أصدر رئيس الجامعة العالم الهندي الفريد والخطيب الديني المصقع الشيخ المقرئ محمد طيب رحمه الله (1315 - 1403هـ = 1897 - 1983م) أمرَه السامي بتعيين الشيخ عزيز الرحمن أستاذًا بكلية الطبّ المعروفة بـ"الجامعة الطبية" التابعة للجامعة، وظلّ يُدَرِّس فيها مواد الطب المختلفة ولاسيّما كتب الطب الصعبة باللغة الفارسيّة والعربيّة – التي كان يصعب تدريسُها على مُعْظَم الأساتذة – على مدى 23 عامًا؛ حيث أُلْغِيَتِ الجامعةُ الطبِّيَّةُ في 10/مارس 1986م (27/ جمادى الأخرى 1406هـ) للعوائق القانونيّة الحكوميّة التي منعتها من السير في طريقها؛ حيث فرضت على الجامعة استيفاءَ شروط لم يكن بوسعها أن تستوفيها كمؤُسَّسَة تعليميَّة إسلاميّة تخصّ المسلمين، وتتولّى مسؤوليةَ نشر علوم الكتاب والسنّة، وتقوم بدور قياديّ في الحفاظ على الكيان الإسلامي في الهند العلمانيّة والمرابطة على الثغر الإسلاميّ فيها.

وظلّ الشيخ عزيز الرحمن أستاذًا مُحَبَّبًا، كان يثني عليه جميعُ تلاميذه، ويذكرون في المجالس كفايَتَه التدريسيّة، وموهبتَه الإفاديّة، وتقديمَه للموادّ الدراسيّة إلى الطلاب سهلةً سائغةً، وكان يعينه على ذلك مزجُه مجلسَ درسه بالجدّ والمزاح الحلال، وخفّةُ روحه، وطيب نفسه، وذكاؤه الذي كان يُسَهِّل له كلَّ مُهِمَّة في الحياة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير