تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أسئلة مجالس سماع صحيح الإمام البخاري على فضيلة الشيخ المحدث عبد الله بن عبد الرحمن السعد حفظه الله

المجلس الأول

من أول الصحيح: كتاب بدء الوحي – إلى: نهاية كتاب الإيمان

السؤال:

ما هو منهج الإمام البخاري – رحمه الله – في التخريج للرواة المُتكلّم فيهم. وما حكم من طعن في حجية السنة؟

الجواب:

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام أما بعد:

بالنسبة لرواة البخاري، فهم ينقسمون إلى قسمين:

القسم الأول / هم الذين اتفق أهل العلم على ثقتهم وعلى إتقانهم، يعني: هم الثقات باتفاق. وذهب أهل العلم إلى توثيقهم وهذا هو الغالب على رواة البخاري، وهم الذين يكثر ذكرهم في الأسانيد، تلاحظون أنه مرَّ علينا من جملة الأسانيد:

(أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة) هذا من أصح الأسانيد، وأيضاً مرَّ علينا في الحديث الأول: (يحيى بن سعيد الأنصاري عن ممد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص الليثي عن عمر بن الخطاب) وهذا من أصح الأسانيد، أو من الأسانيد الصحيحة المشهورة. نعم، و مرَّ علينا كذلك: (شعبة عن قتادة عن أنس) , (حُمَيد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة) وغير ذلك، فهذه الأسانيد يُكثر البخاري من التخريج منها، وهذه سلاسل فيها عشرات الأحاديث، كما في بعض هذه السلاسل. فلذا، ينبغي الانتباه لهذه السلاسل؛ لأن الأحاديث لها طرق مسلوكة مثل الطرق إلى الأماكن المعينة، فينبغي الانتباه إلى مثل هذه السلاسل المشهورة.

القسم الثاني / هم الرُّواةُ الذين تُكُلِّمَ فيهم. وهؤلاء الرواة طريقة البخاري معهم أنه:

أولا ً: لا يُكثر من التخريج لأحاديثهم، هؤلاء الرواة الذين قد تٌكلِّم، لايُكثر البخاري من التخريج لهؤلاء الرّواة، يعني مثل: (نعيم بن حماد): من رواة الصحيح و من شيوخ البخاري، و لكن لم يُخرّج له البخاري إلا شيئاً يسيراً.

وأيضاً مثل (أ ُسيد الجمَّال) أيضاً متكلم فيه، ما خرّج له البخاري إلا حديث واحد و قد تُوبِع عليه. فالرُّواة الذين تكلم فيهم لا يخرج لهم البخاري إلا أحاديث يسيرة وقد توبعوا عليها.

ثانياً: هؤلاء الرواة الذين تُكلّم فيهم, الغالب أنهم من شيوخ البخاري، والإنسان يكون أعلم بشيخه من شيخ شيخه أو من بعد ذلك. فالشخص يكون بشيخه أعلم من شيخ شيخه أو بعد ذلك. وهذا هو الأصل والقاعدة.

فبالتالي، عندما يُخرّج لمثل هؤلاء الذين قد تكلم فيهم، يكون هو عارف لهؤلاء الرواة و قد جالسهم و خالطهم، يعني: مثلا ً (محمد بن الفضل السدوسي) الملقب بـ[عارم] و العرومة بعيدة عنه، لكن هكذا لُقّب وهو من أهل الفضل. (محمد بن الفضل السدوسي) من الثقات الأجلاء، ولكنه اختلط، البخاري خرّج له عدّة أحاديث. قال بعض الجَهَلة عند حديث خرّجه البخاري عن محمد بن الفضل السدوسي عن حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس [إسناد خماسي] أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ((من بدّل دينه فاقتلوه))، جاء بعضُ الجَهَلة وطعن في هذا الحديث،

وقال: محمد بن الفضل السدوسي مختلط، من جهة الإسناد مختلط، قال: يُردُّ هذا الإسناد فيقال لهذا الجاهل وأمثاله: محمد بن الفضل السدوسي: هو شيخ البخاري، و تعرف أنه اختلط و البخاري لا يعرف أنه اختلط؟ جئت بعد (1400) سنة علمت أن محمد بن الفضل السدوسي اختلط، والبخاري ما يعرف أنه اختلط وهو شيخه، وهو إمام متصدي للرواية وتتبع الأسانيد والرّواة، وأنت تعرف ذلك وهو لا يعرفه؟ هذا شيء لا يُعقل أبداً. ثم إن ابن حجر الذي اعتمدت عليه، من أين أخذ الطلب؟ أخذه من البخاري أنه اختلط، فهل الإمام البخاري روى عنه بعد اختلاطه أم قبله؟ روى قبل أن يختلط. و لذا، نص على هذا ابن حجر نفسه في مقدمة الفتح في [هدي الساري] , قال: أخذ عنه البخاري قبل أن يختلط، ولا شك في هذا. فهذا كمثال، ثم يقال لهذا الشخص: البخاري قد خرّج هذا الحديث من طريق آخر أيضاً،

فقال: حدثنا علي بن المديني عن سفيان بن عيينه عن أيوب – فقد توبع أيضاً، وقد توبع أيضاً من طرق أخرى خارج صحيح البخاري.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير