تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الثالث: الرواة الذين تكلم فيهم البخاري، يذكر غالباً من تابعهم، إما أن يكون في نفس الصحيح كما ذكرنا المثال في: محمد بن الفضل السدوسي، قد تابعه علي بن المديني عن سفيان بن عيينه، فعلي بن المديني تابع محمد بن الفضل السدوسي، وسفيان تابع ماد بن زيد. أو قد تكون المتابعة خارج الصحيح، يعرفها البخاري، ومن تتبع طرق هذا الحديث، وجد هذه المتابعات لهذا الحديث.

الرابع: أن البخاري ينتقي ما استقام من حديث هؤلاء الذين قد تُكُلّم فيهم، مثل (إسماعيل بن أبي أويس)، من شيوخ البخاري، وقد تكلم فيه، وحديثه لا نعلم أنه مستقيم فقال له البخاري: أخرج لي كتابك، فأخرج له كتابه، فانتقى ما استقام من حديثه، فقال له إسماعيل، هذا من تثبت أيضاً إسماعيل. قال له: عَلِّم لي على هذه الأحاديث، فأخذ لا يُحدث إلا بهذه الأحاديث.

* مرّ علينا في درس سابق (إبراهيم بن مسلم العبدي الحجري) عندما جاء له سفيان بن عيينه أخرج له كتابه، فنظر سفيان في كتابه، فميّز بين حديثه، جعل ما كان من حديث الرسول عليه الصلاة والسلام بيّنه، وما كان عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بيّنه له، و ما كان عن عمر رضي الله عنه بيّنه له، فالبخاري ينتقي من حديث هؤلاء الذين قد تكلم في روايتهم.

الخامس: وهذا شيء مهم، أن الذين قد تكلم فيهم هم ليسوا على درجة واحدة،

وهذه قاعدة مهمة من قواعد علم الحرج والتعديل وهو:

التفصيل في حال الراوي، يعني كما تقدم لنا:

أولا ً/ أن الراوي قد يكون فيه ضعف في شيوخ دون شيوخ، روى عن خمسة عشر، عشرين، ثلاثين، تكلم في روايته عن بعض من روى عنهم من شيوخه فلان و فلان و فلان و فلان، يعني:

(حماد بن سلمه – رحمه الله) شيوخه على ثلاثة أقسام:

- قسم مُقّدّم فيهم و بالذات (ثابت البناني) و (حميد الطويل)

- قسم بعكس هذا الكلام مُتكلّم في رواية حماد عنهم مثل: (قيس بن سعد)

- قسم بين ذلك. يعني الإمام مسلم في الغالب أكثر من رواية (حماد بن سلمه) عن (ثابت البناني)، فانتقى من حديثه ما استقام منه، يعني: بالذات في شيوخه الذين هو متمكن من حديثهم أو ضابط لحديثهم.

أيضاً، في الرواية عن الشيخ هناك فلان أثبت في الرواية عن الشيخ من غيره، بل هناك أحياناً ما يكون حديث الشيخ ضعيف إلا في رواية فلان. كما تقدم حديث (إبراهيم الحجري) برواية سفيان بن عيينه. إبراهيم تُكلّم في إكثاره في روايته عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود، هذا مما استنكر عليه، فالبخاري و مسلم وأمثالهم من الحفّاظ، هؤلاء الرواة إنما يروون عنهم ما استقام من حديثهم لشيوخهم الذين هم قد ضبطوا حديثهم أو تلاميذهم الذين ضبطوا حديث شيوخهم أو في نفس أهل البلد. يعني: مثلا ً (عبد الله بن عمر) رواية أهل الكوفة عنه فيها بعض الشيء،

ومثل (معمر بن راشد) رواية أهل اليمن عنه مُقدّمة في حديثه بخلاف رواية أهل البصرة و غيرهم. فينظرون إلى من هو أثبت الناس فيه أو في شيوخه الذين هو ضابط لحديثهم، فهذا من طريقة البخاري. فالبخاري في الحقيقة يتفنن كثيرا ً في الصناعة الحديثية، ومن أراد أن يفهم الصناعة الحديثية فعليه بصحيح البخاري و مسلم. والكلام في هذا يطول أما الكلام في حجية السنة، فنرجئه للدرس القادم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

تم الفراغ من تفريغه بحمد الله بعد صلاة عصر الخميس الثالث من ربيع الثاني لعـ1431ـام

ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[30 - 03 - 10, 12:51 ص]ـ

فوائد جمة.

جزاك َ الله خيرا ً.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير