ومنها: أن الوقف لا يجوز بيعه، وإن خرِب وتعطل نفعه. وله في ذلك كلام في جزء مفرد.
ومنها: أن الأب ليس له أن يتملك من مال ولده ما شاء، مع عدم حاجته ذكره في الفصول في كتاب النكاح.
ومنها: أن المشروع في عطية الأولاد: التسوية بين الذكور والإناث. ذكره في الفنون.
ومنها: أنه يجوز استئجار الشجر المثمر تبعًا للأرض لمشقة التفريق بينهما. حكاه عنه الشيخ تقي الدين بن تيمية.
ومنها: أنه لا يجوز أن يؤخذ العشر من تجار أهل الحرب ولا أهل الذمة، إذا اتجروا في بلاد الإسلام، إلا بشرطٍ أو تراضٍ. ذكره في فنونه.
ومن المسائل الغريبة التي ذكرها ابن عقيل:
مسألة في الحامل والمرضع إذا أفطرتا خوفًا على ولديهما: فهل تكون الكفارة على الأم من مالها، أو بينها وبين من تلزمه نفقته. ذكر في الفنون: فيها احتمال.
قال: والأشبه أنه على الأم لأنها هي المرتفقة بالإفطار لاستضرارها، وتغير لبنها، والولد تبع لها.
قال: ولأنه لو كان الطفل معتبرًا في إيجاب التكفير لكان على كل واحدٍ منهما كفارة تامة، كالجماع في رمضان، وكالمشتركين في قتل الصيد، على أصح الروايتين.
قلتُ: وهذا ضعيف فإن المشتركين في الجماع كل منهما أفسد صومه والمشتركين في القتل كل منهما جنى على إجرامه، فهما متساويان في الجناية، بخلاف الطفل والأم ههنا.
ومن كلامه الحسن: أنهُ وَعظ يومًا فقال: يا من يجد في قلبه قسوة، احذر أن تكون نقضت عهداً فإن اللّه تعالى يقول: "فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُم لَعَنَاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَة" 5: 15.
ومن كلامه في صفة الأرض أيام الربيع: إن الأرض أهدتْ إلى السماء غبرتها بترقية الغيوم، فكستها السماء زهرتها من الكواكب والنجوم.
وقال: كأنَ الأرض أيام زهرتها مرآة السماء في انطباع صورتها.
من شعر عقيل ولد الامام ابن عقيل:
ومن شعر عقيل هذا:
شاقَهُ والشوقُ من غيرِهْ - - طللٌ عافٍ سوى أثرِهْ
مقفرٌ إلا مَعالمُهُ - - واكف بالودق من مطرِهْ
فانثنى والدمعُ منهملٌ - - كانسلال السِلك عن دررِهْ
طاوياً كشحاً على نُوَبٍ - - سبحات لَسْنَ من وَطَرِهْ
رحلة الأحباب عن وطنٍ - - وحُلولُ الشيب في شعرِهْ
شِيَمٌ للدهر سالفة - - مستبيناتٌ لمختبرِهْ
وقبول الدر مبسمها - - أبلج يفترّ عن خَضِرِهْ
هزَّ عطفيها الشبابُ كما - - ماس غصنُ البان في شجرِهْ
ذاتُ فرع فوق ملتمع - - كدجى أبدي سنا قمرِهْ
وبنان زانه ترفٌ - - ذاده التسليم عن خَفَرِهْ
(تحريره:)) يشكو (تم تحريره من طلال كلام خطير يُراجع الأصل) - - كاشتكاء الصبُّ من سهرِهْ
نَصبت قلبي لها غرضاً - - فهو مصميّ بمعتورِهْ
وزهتْ تيهاً كأن لها - - منبتاً تزهى بمفتخرهْ
وأناختْ في فنا ملك - - دَنتِ الأخطارُ عن خَطَرِهْ
11 - علي بن المبارك بن علي بن الفاعُوس، البغدادي، الأسكاف، المقرىء، الزاهِد أبو الحسن:
وقال: كان أبو القاسم بن السمرقندي يقول: إن أبا بكر بن الخاضبة كان يسمى ابن الفاعوس الحجري لأنه كان يقول: الحجر الأسود يمين اللّه حقيقة.
قلتُ: إنْ صحَّ عن ابن الفاعوس أنه كان يقول: الحجر الأسود يمين الله حقيقة فأصل ذلك: أن طائفة من أصحابنا وغيرهم نَفَوْا وُقوع المجاز في القرآن، ولكن لا يعلم منهم من نفى المجاز في اللغة، كقول أبي إسحاق الإسفرايني. ولكن قد يسمع بعض صالحيهم إنكار المجاز في القران، فيعتقدُ إنكارهُ مطلقًا.
ويؤيد ذلك: أن المتبادر إلى فهم كثر الناس من لفظ الحقيقة والمجاز: المعاني والحقائق دون الألفاظ.
فإذا قيل: إنَّ هذا مجاز فهموا أنه ليس تحته معنى، ولا له حقيقة، فينكرون ذلك، وينفرون منه. ومن أنكر المجاز من العلماء فقد ينكر إطلاق اسم المجازة لئلا يوهم هذا المعنى الفاسد، ويصير ذريعة لمن يريد جحد حقائق الكتاب والسنة ومدلولاتهما.
¥