ي-قال: وسمعته يقول: الحكمة في اختصاص المرأة بالحيض: أنها تحمل الولد، والولد مفتقر إلى الغذاء، فلو شاركها في غذائها، لضعفت قواها، ولكن جعلت له فضلة من فضلاتها، إن حملت فهي قوته، وإن لم تحمل اندفعت، فإذا ولدت توفرت تلك الفضلة على اللبن.
ك-قال: وسمعته يقول لبعض من يأمر بالمعروف: اجتهد أن تستر العصاة فإن ظهور معاصيهم عيب في أهل الإسلام، وأولى الأمور ستر العيوب.
ل-وسمعته يقول: نظر العامل إلى عمله بعين الثقة به في باب النجاة، أضر على العصاة من تفريطهم، وقال: لولا الظلم الجائر ما حصلت الشهادة للشهيد، ولولا أهل المعاصي، ما بانت بلوى الصابر في الأمر بالمعروف، ولو كان المجرمون ضعفاء لقهروا، فلم يحصل ذلك المعنى.
م-وكان يقول في قوله تعالى: "وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها" الأنعام: 123، إنه على التقديم والتأخير، أي: جعلنا مجرميها أكابر. وقال: البحر محيط بالأرض، وخلجانه تتخلل الأرض. والريح تهب على الماء، وتمر على الأرض، فيعتدل النسيم بالرطوبة. ولو كان ماء البحر عذبًا لأنتن لكونه واقفًا، فكانت الريح إذا هبت عليه أوقعت الوباء في الخلق، ولكنه جعل مالحًا، ليحصل منه نفع الرطوبة، ولا يقم به الفساد.
ن-قال: وسمعته يقول: احذروا مصارع العقول، عند التهاب الشهوات.
قلت-طلال-: ومن أعظم الشهوات الخفية: الشهرة، فكم صرعت من ذكي حاذق!
وقال: الحبس غير مشروع إلا في مواضع.
أحدها: إذا سرق فقطعت يمينه، ثم سرق فقطعت رجله، ثم سرق: حبس ولم يقطع، في إحدى الروايتين.
الثاني: أمسك رجل رجلاً لآخر فقتله: حبس الممسك حتى يموت، في إحدى الروايتين أيضاً.
الثالث: ما يراه الإمام كفًا لفساد مسد لقوله تعالى: "وآخرين مقرنين في الأصفاد" 38: 38، وما يراه أبو حنيفة في قطّاع الطريق، فإنه يحبسهم حتى يتوبوا.
فأما الحبس على الدين فمن الأمور المحدثة، وأول من حبس فيه شريح القاضي وقضت السنة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان: أنه لا يحبس على الدين، ولكن يتلازم الخصمان.
فأما الحبس الذي هو الآن فإني لا أعرف أنه يجوز عند أحد من المسلمين. وذلك أنه يجمع الجمع الكثير في موضع يضيق عنهم، غير متمكنين من الوضوء والصلاة، ويتأذون بذلك بحره وبرده. فهذا كله محدث. ولقد حرصت مرارًا على فكه، فحال دونه ما قد اعتاده الناس منه، وأنا في إزالته حريص واللّه الموفق.
ومن جميل شعره:
قال: وأنشدنا لنفسه:
يلذ بهذا العيش من ليس يعقل - - ويزهد فيه الألمعي المحصل
وما عجب نفس أن ترى الرأي إنما - - العجيبة نفس مقتضى الرأي تفعل
إلى الله أشكو همة دنيوية - - ترى النص إلا أنها تتأول
ينهنها موت النبيه فترعوي - - ويخدعها روح الحياة فتغفل
وفي كل جزء ينقضي من زمانها - - من الجسم جزءمثله يتحلل
فنفس الفتى في سهوها وهي تنقضي - - وجسم الفتى في شغلة وهو يعمل
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[15 - 03 - 06, 06:07 م]ـ
18 - أبو المرهف النميري الحنبلي:
ومن شعره، وقد سئل عن مذهبه واعتقاده فأنشد:
أحب علياً والبتول وولدها - - ولا أجحد الشيخين حق التقدم
وأبرأ ممن نال عثمان بالأذى - - كما أبرأ من ولاء ابن ملجم
ويعجبني أهل الحديث لصدقهم - - فلست إلى قوم سواهم بمنتمي
19 - ابن الجوزي:
ومن أحسن تصانيفه: ما يجمعه من أخبار الأولين، مثل "المناقب" التي صنفها، فإنه ثقة، كثير الاطلاع على مصنفات الناس، حسن الترتيب والتبويب قادر على الجمع والكتابة. وكان من أحسن المصنفين في هذه الأبواب تمييزًا فإن كثيرًا من المصنفين فيه لا يميز الصدق فيه من الكذب.
وكان الشيخ أبو الفرج فيه من التمييز ما ليس في غيره. وأبو نعيم له تمييز وخبرة، لكن يذكر في الحلية أحاديث كثيرة موضوعة. فهذه المجموعات التي يجمعها الناس في أخبار المتقدمين من أخبار الزهاد ومناقبهم، وأيام السلف وأحالهم، مصنفات أبي الفرج أسلم فيها من مصنفات هؤلاء، ومصنفات أبي بكر البيهقي أكثر تحريرًا لحق ذلك من باطله من مصنفات أبي الفرج فإن هذين كان لهما معرفة بالفقه الحديث، والبيهقي أعلم بالحديث، وأبو الفرج أكثر علومًا وفنونًا.
20 - عبد الغني الجماعيلي الحافظ:
استغلال الوقت:
¥