تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المقصود أن يتدربَ الطالبُ على ملكة التلخيص، فيسمع ثم يلخص، يُلاحظُ في أول الأمر أن الشيخَ يسرعُ ولم يستطع الطالبُ أن يكتبَ. وفي المرة الثانية يستطيع الطالبُ أن يكتبَ، ولكن فاتَتْهُ أشياءُ، وهكذا يأتيه وقتٌ يكتبُ باستيعابٍ ويستطيعُ الاختصارَ على أروع مثالٍ. لأن الملكةَ ترتبت عنده. وهذا ما يكون إلا بِدُرْبَةٍ.

وكيف تكون الدُّرْبةُ؟

تكون الدُّربةُ بالإضافة إلى ما ذُكِرَ بأنْ لا يعتمدَ على التسجيل.

? ? ? ? ?

النصيحة السادسة:

الرحمةُ بين الطلاب

قد يكون في هذه الدوراتِ العلميةِ طبقاتٌ مختلفةٌ من الحاضرين:

(1) فمنهم من يَحْضُرُ للعلم.

(2) ومنهم من يَحْضُرُ مبتدئًا.

(3) ومنهم من يَحْضُرُ لمجلس الذكر ويستمع (وبخاصة إن كان بعد الفجر أو في أوقات الإجابة).

(4) ومنهم من يَحْضُرُ لفائدةٍ ما، ويكتفي بأيِّ شيءٍ يُحَصِّلُهُ.

والذي ينبغي في الحقيقة أن يتعاهدَ طلابُ العلم بعضَهم بعضًا، فيعلِّمَ الطالبُ أخاه المبتدئَ الطريقةَ، ويُسْدي إليه النصيحةَ.

ولهذا ينبغي أن يرحمَ بعضُنا بعضًا في الدروس العلمية، وفي العلم جميعًا.

وربما ابتدأ العلماء متونَهم بالوصية لطالب العلم بالرحمة.

ولهذا تجد في إجازات الحديث أولَ ما ينقلون حديثَ: " الراحمونَ يرحمُهم الرحمنُ ارحموا من في الارض يَرْحَمْكُمْ مَنْ في السماء " ().

هذا الحديث هو المعروف عند العلماء بالمسلسل بالأوَّلِيَّةِ؛ لأن كلَّ شيخٍ يقول عن شيخه: حدثنا شيخُنا فلانٌ، وهو أولُ حديث سمعته منه.

قال: حدثني شيخي فلانٌ، وهو أولُ حديثٍ سمعته منه.

إلى أن يصل إلى طبقة أتباعِ التابعين كلها أول.

سؤال: لماذا يتعلمون حديث " الراحمون يرحمهم الرحمن … "؟.

الجواب: اعلم - رحمك الله – أن من خصال طالب العلم التي يبارك اللهُ - عز وجل - بها ويرحمُهُ اللهُ - جلَّ وعلا - أن يكون رحيمًا بمَنْ حولَه يرشدهم، ويعلمهم، ويعينهم .. الخ.

فإذا كنت في طلبك للعلم رحيمًا بالخَلْقِ وبزملائك وبأصدقائك وبالحضور في التعاون والخير فأبشرْ برحمةِ اللهِ - جلَّ وعلا - لك بوعده الصادق بقولِ نبيه - عليه الصلاة والسلام – "الراحمونَ يرحمهم الرحمنُ .. ".

? ? ? ? ?

الخاتمة

وأسالُ اللهَ - جلَّ وعلا - أن يجعلكم مباركين وأن ينفع بكم.

ومعنى أن يجعلَ اللهُ فلانًا مباركًا، كما في قول اللهِ - تعالى – في سورة مريم () حكايةً عن قول عيسى - عليه السلام -: ? وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً? هو بأن تكون معلِّمًا للعلم.

قال العلماءُ في تفسيرها: المباركُ من عبادِ الله هو الذي يعلِّمُ الناسَ الخيرَ ().

فأسالُ اللهَ أن يجعلكم مباركين، وأن ينفع بكم، وأن تكونَ هذه الدروسُ العلميةُ مفيدةً لملقيها، ومفيدةً للمتلقي، وأن يباركَ في الجميع، وأن يلهمكم الرشدَ والسدادَ، وأن يمنحنا وإياكم الفِقْهَ في الدين، والتزامَ السنة، وأن لا يكلنا لأنفسنا طرفةَ عينٍ.

إنه سبحانه جواد كريم. اللهم اغفر لنا جميعًا.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

? ? ? ? ?

ملحق

الأسئلة والإجابات

(1)

سألَ سائلٌ فقال:

نحن في مكانٍ بعيد عن هذه الدورة، ولا يوجدُ طلابُ علمٍ، ولكن نستطيعُ الحصولَ على أشرطة الدورة. فإلى أيِّ مدًى نستطيع الاستفادةَ منها؟.

كأنه يعني: هل يحضِّر منها ويدرِّس هناك.

فكانَ الجوابُ:

لا بأس أن تُعَلِّم، وليس من شرط التعليم أن تكون عالمًا متمكنًا، أو مدرِّسًا في جامعة، أو متخصصًا في فنِّ.

ولكن عليك بتقوى الله - جلَّ وعلا - فيما تقول، واعلمْ أنك ستحاسبُ على ما تقول.

لا تَنْسِبْ لعالمٍ قولاً لم يقلْه (تخلصًا من موقفٍ)

لا تقلْ على الله ما لا تعلمْ. قل ما تتيقنُه بدليله الواضحِ مما تَعَلَّمْتَهُ من الأشرطة أو من غيرها دونَ زيادةٍ.

وليس مهمًا أن تكون كلمتُك لمدةِ نصفِ ساعةٍ، بل يكفي عشرُ دقائقَ، والمهمُّ أن تُجْزَى عليه من الله – جلَّ وعلا - الجزاءَ الأوفى - إن شاء الله تعالى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير