تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أنا ألاحظُ بعضَ الذين كانتْ لديهم رغبةٌ في تعليم الناس في المساجد أنهم لم يستمروا؛ لأنهم أَتوا من جهة أنهم أَتوا بأشياء غير يقينية لم يعلموها من العلم حقًا بسبب الإطالة. أُحرجوا في الكلام أو استطردوا ودخلوا في أشياءَ واجتهاداتٍ عقليةٍ خاصَّةٍ به، والعلمُ خلافُ ما قال، وكلامُه غَلَطٌ.

وربَّما نَسَبَ إلى أهل العلم ما لم يقولوه، فيقول: أنا سمعتُ هذا من الشيخ فلان. والشيخُ بريءٌ مما قال.

والنتيجةُ أن يتفرّق الناسُ من حوله.

فإذاً التعليم الصحيح ممن تعلَّم مشافهةً، وحَضَرَ هذه الدوراتِ، وارتحل إلى بلده وعَلَّمَ. فجزاه الله - جلَّ وعلا - خيرًا. وأن يكتبَ اللهُ خطواتِه، وأن يجعلَه من طلبةِ العلم، و أن يَقِرَّ العلمُ في صدره، وأن ينفعَ به من شاء اللهُ من عباده.

والخلاصة: لا بأس أن يسمعَ من الأشرطة، وينقل ما فهمه بيقينٍ باختصارٍ من دون إطالة، وأن لا يكذبَ على الله وعلى رسوله ? وعلى العلماء.

وانْقُلْ ما تعلمتَه وسمعتَه من المشايخ أو قرأته بيقينٍ وفهمتَه دون لَبْسٍ أو غُمُوضٍ، ولا تقلْ شيئًا تستنتجه استنتاجًا. فإنه يباركُ اللهُ - جلَّ وعلا - فيه.

فقد تسمع في القرى من بعض المشايخ متنًا ويشرحُه بكلماتٍ قليلةٍ ولكنها صحيحةٌ، فيكون فيها بركة؛ لأنها ليست غَلَطًا في نفسِها.

انقُلِ العلمَ لأهلك ولأولادِك ولأصدقائك، ولمن يحتاجُ إليه مع اليقين لما تنقلُ، واخشَ الحسابَ عند الله - جلَّ وعلا -. لأن اللهَ - سبحانه وتعالى - يحاسبُ العالَِم إذا كَذَبَ في علمِه؛ لأنه يكذبُ على الشريعة، والكذبُ على الشريعة له أَثَرُهُ الفاسدُ. وهؤلاءِ هم علماءُ السوء، والعياذُ بالله تعالى.

? ? ? ? ?

(2)

سألَ سائلٌ فقال:

كيف أقاومُ الفتورَ وضعفَ الهمةِ في طلب العلم؟

فكانَ الجوابُ:

تقاومُ الفتورَ بالالتجاءِ إلى الله – جلَّ وعلا – أولاً، ثم تقرأُ وتسمعُ فضلَ العلمِ وأهلِه، ومنازلَ العلماء، وعظمَ أجْرِ أهل العلم، وعظمَ أجرِ طالبِ العلم، وأخلاقَ طالبِ العلم. وأخلاقَ الدعاةِ. وفضلَ الدعوة، وفضلَ نَقْلِ الخيرِ والهُدَى.

فتقرأ الآياتِ الواردةَ في ذلك، بل وتفسيرَ أهلِ العلمِ لها، والأحاديثَ في ذلك.

فَيَمُنُّ الله – عز وجل – عليك بالهمةِ العاليةِ في طلبِ العلم.

? ? ? ? ?

(3)

سألَ سائلٌ فقال:

طلبتُ العلمَ عدة سنواتٍ ومع ذلك لا تثبتُ لديَّ المعلوماتُ ولا أشعرُ بالفائدة، فبماذا تنصحونني؟ جزاكم الله خيرًا.

فكانَ الجوابُ:

لا تقلْ: لم أشعر بالفائدةِ، لأن طالبَ العلم في عبادةٍ.

والمقصودُ من طلب العلمِ رضاءُ اللهِ - جلَّ وعلا - على العبدِ.

وتعلمون الرجلَ الذي جاء تائبًا وقد " أتاهُ مَلَكُ الموتِ فاختصمتْ فيه ملائكةُ الرحمةِ وملائكةُ العذابِ، فقالت ملائكةُ الرحمة: جاء تائبًا مُقْبِلاً بقلبه إلى الله تعالى، وقالت ملائكةُ العذابِ: إنه لم يعملْ خيرًا قطُّ. فأتاهم مَلَكٌ في صورة آدَمِيٍّ فجعلوه بينهم – أي: حكمًا - فقال: قيسوا ما بين الأرضَيْنِ فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوا فوَجدوه أدنى إلى الأرضِ التي أراد، فقبضَتْهُ ملائكةُ الرحمة" ().

غُفر لهذا الرجلِ التائبِ؛ لأن حركته حُسبت له، فحركةُ طالب العلم في العلم عبادةٌ، كحركةِ التائبِ المهاجر إلى أرضِ الخير.

وطلبُ العلم خيرٌ لك من نوافل الصلاة، أو من بعض نوافل العبادات. ولابدّ من النية الصادقة .. ثم الفائدةُ متبعِّضَةٌ، وليس المقصودُ إما أن تكونَ عالمًا، وإما أن لا تكونَ طالبَ علمٍ أصلاً.

إنما المقصودُ من طلبك للعلم أن ترفعَ الجهلَ عن نفسِك، وأن تعبدَ اللهَ - جلَّ وعلا - بعباداتٍ صحيحةٍ، وأن تكون عقيدتُك صالحةً، وأن تُقْبِلَ على الله – جلَّ وعلا – وأنت سليمٌ من الشبهة، سليمٌ من حبِّ الشهرة.

قال الله - جلَّ وعلا -: ?يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ? إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ? ()

وقال – جل جلاله -: ?إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً? ().

ولو لم تنفعْ إلاَّ نفسَك وعيالَك لكان في هذا خيرٌ كبير.

? ? ? ? ?

(4)

سألَ سائلٌ فقال:

لن أستطيع أن أكون شيخًا ربانيًا؛ لأني لستُ على ذكاءٍ قويّ، أو غير ذلك من الأعذار، فبماذا تنصحونني؟.

فكانَ الجوابُ:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير