تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال: اِمْضِ، أخْزَاكَ اللهُ، فما رأيتُ قطُّ شرًّا منكَ " ().

هذا أثّر في " الشافعيِّ " – رحمه الله تعالى - حتى إنه كان يسأل إذا أتى له خادمه بطعام: ممن اشتريتَه؟، صِفْه لي. فيقول: صِفَتُه كذا وكذا. فقال: لن آكلَه، هذه أبشع صفة.

اذهبْ به، كلوه أنتم، أو ردُّوه.

فأثَّرت فيه مع أن ذلك غَلَطٌ.

وفي إيراد مثل هذه القصة فوائد:

1. ينبغي لك - أيُّها الطالبُ - أن تحرص على قراءة التراجم؛ لأنها تجمعُ العقولَ، وتطردُ المللَ والكسلَ، وهذا في طبيعة الإنسان.

فقراءةُ تراجم العلماء، وسِيَرِ الأولينَ تنشِّطُ الطالبَ وتجعلُه منسجمًا في العلمِ؛ لأن العلمَ منه مُلَحٌ، ومنه معقد وصعب.

لهذا كان " الزهريُّ " وغيرُه إذا انتهى الدرسُ، قال: " هاتوا لنا من أخبارِكم، هاتوا لنا من أشعارِنا، فإنَّ للقلب أحماضًا". أو كما قال.

2. عليك – أيُّها الطالبُ - أن تستفيدَ من العلماءِ القدامى، مع علمك أنهم غيرُ معصومين عن الخطأ.

فقد ترى في ترجمة العالم أشياءَ غريبةً؛ لأنهم بشرٌ واللهُ – جلَّ وعلا – جعلَ بقدرته وحكمته في بعض العلماء من صفاتِ الكمال؛ ليبقى الكمالُ والاقتداءُ بالنبي ?.

ولكن لا يصح أن تُنْزِلَ العالِمَ منْزلةَ النبيِّ ? بأن لا يخطئ أبدًا، ويكون فعلُه كفعلِ النبي ? تمامًا؛ وذلك لحكمةٍ من الله - جلَّ وعلا -، ولأمرٍ كونيٍّ فيه مصلحةٌ، وهي أن لا يُغاليَ الناسُ في مدحِ أحدٍ من العلماء فلا بدّ من هفوةٍ عندَه.

والكاملُ والمقتدى به هو العالِمُ الربانيُّ الذي يعلِّمُ الناسَ الخيرَ وينشرَ في الناس الهدى، ويعلِّمُهُم السنةَ.

أما الأشياءُ التي تكونُ في حياتِهِ بما يعابُ عليها فلا تلتفتْ إليها؛ لأنه ما من أحدٍ إلاّ وعنده ما يُعَابُ عليه.

لو قرأتَ ترجمة (مالكٍ) – رحمه الله - لوجدتَ فيها ما يُعَابُ عليه، وهكذا في ترجمة (أحمدَ) – رحمه الله – وهكذا في ترجمة (أبي حنيفة) – رحمه الله -، وهكذا في ترجمة (الشافعيِّ) – رحمه الله.

لكن الناسَ الآنَ مجمعون على الثناء على هؤلاء الأئمةِ الأربعةِ.

ولو نظرتَ في ترجمة الإمام أبي حنيفة – رحمه الله – لرأيت مَنْ كان في عصره يلعنُه لبعضِ المسائل.

لكن استقرَّ الأمرُ على الثناء عليه، وعلى أنه من العلماءِ المجتهدين في الفِقْهِ.

فإذا قرأتَ تراجمَ العلماءِ في الأزمنةِ جميعها وجدتَ أنهم لم يكونوا كاملينَ، بل لا بدَّ من نقصٍ، وهذا النقصُ لا تنسبْه إليهم فقط، بل هو ابتلاءٌ من الله - جلَّ وعلا - ليظهرَ كمال الكامِلِ، وتظهرَ نصيحةُ الناصِح، ولتتيقنَ أن الاقتداءَ التامَّ في الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – وعلى الخصوص نَبِيُّنا محمدٌ – صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه – فكلُّ واحدٍ من العلماءِ يقول: هكذا ظهرَ لي. والله أعلم.

وربما يقول ذلك وهو يخالف الكتابَ والسنةَ.

3. يحسنُ في دروس العلماء إيرادُ القصص الماتعة، لقطفِ الثمارِ الحسنةِ منها، وطرحِ الفوائد في التربية والتوجيه الحسن.

وذلك أوقع في القلب، وأكثرُ أثرًا في الإقبالِ على الله – جل جلاله – والرغبةِ بالعلمِ.

وفي هذا القدر كفايةٌ.

وأسألُ الله - جلَّ وعلا - أن يثيبَكم على حسنِ إنصاتِكم وعلى حضورِكم، وأن يباركَ فيكم، وأنْ ينفعنا وإيَّاكم بهذه الدروس نفعًا عظيمًا، وأن يجزل للجميع خيرَ الجزاءِ وأن يوفّقَ ولاة الأمرِ لما فيه رضاه، وأن يمنَّ عليهم بالهدى والتوفيقِ للصالحات، إنه سبحانه جواد كريم.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه.

? ? ? ? ?

الفِهرس

2 المقدمة ………………………………………………………

3 التنظيم المناسب …………… الركن الأول:

5 المُعلِّم ………………………… الركن الثاني:

9 المتعلِّم ……………………… الركن الثالث:

نصائح لطالب العلم ………………………

9 الإخلاص ……………………… النصيحة الأولى:

9 إعداد العدة ……………………… النصيحة الثانية:

10

الطالب الذي لا يستطيع حضور الدورات ……………………… النصيحة الثالثة:

10 تحضير الدروس …………… النصيحة الرابعة:

11 كتابة الفوائد من المُعلِّم ……………………… النصيحة الخامسة:

12 الرحمة بين الطلاب ……… النصيحة السادسة:

13 الخاتمة …………………….…………………….……………

14 الأسئلة والإجابات ………… ملحق:

15 السؤال الأول ………………

16 السؤال الثاني ………………

17 السؤال الثالث ………………

18 السؤال الرابع ………………

19 السؤال الخامس ……………

20 السؤال السادس ……………

25 الفِهرس ……………………………………………

? ? ? ? ?

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير