[الأرواح جنود مجندة]
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[24 - 01 - 08, 05:56 م]ـ
يقول الرسول (- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) "الأرواح جنود مجنّدة، ما تعارَف منها ائتَلفَ وما تناكر منها اختلف"رواه البخاري (3336) عن عائشة، ومسلم (2638) عن أبي هريرة. .من خلال هذا الحديث نعلم أن الإنسان ربما يطمئن أو يرتاح لشخص وهو لا يعرفه أصلاً، وربما يكون غريباً عنه وليس من أهل بلده.
وقد قال بعض أهل العلم إن سبب ذلك هو ما جرى من التعارف بين الأرواح في عالم الذر عندما خلق الله تعالى آدم فمسح على ظهره فأخرج منه نسمات بنيه وقال لهم: ألست بربكم؟ قالوا: بلى ... فما تعارف من الأرواح في تلك الفترة ائتلف، وما تناكر منها اختلف.
يقول الإمام ابن القيم في كتابه "نزهة المشتاقين": الداعي إلى الحب قد يراد به الشعور الذي تتعبه الإرادة والميل؛ فذلك قائم بالمحب. وقد يُراد به السبب الذي لأجله وُجدت المحبة وتعلقت به، وذلك قائم بالمحبوب. ونحن نريد بالداعي مجموع الأمرين وهو ما قام بالمحبوب من الصفات التي تدعو إلى محبته، وما قام بالمحب من الشعور بها، والموافقة التي بين المحب والمحبوب وهي الرابطة بينهما.
ففي مسند الإمام احمد وغيره في سبب حديث الارواح السابق ان امراة بمكة كانت تضحك الناس فجاءت إلى المدينة فنزلت على امرأة تضحك الناس فقال النبى الأرواح جنود مجندة الحديث.وقال ابن القيم وقد استقرت شريعته سبحانه ان حكم الشىء حكم مثله فلا تفرق شريعته بين متماثلين ابدا ولا تجمع بين مضادين ومن ظن خلاف ذلك فإما لقلة علمه بالشريعة. (الطب النبوي 208) الحديث. فمشاعر الارتياح والميل نحو شخص ما أو حتى النفور منه هي مشاعر تلقائية لا تعرف عند نشوئها التخطيط المسبق.
فالإسلام لم يطارد المحبّين ولم يطارد بواعث العشق والهوى في النفوس ولم يجنح لتجفيف منابع العاطفة، بل على العكس قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مخالفاً في ذلك الكثير من الأعراف الإجتماعية القديمة في عدم تزويج المحبّين خوفاً على سمعة الفتاة: "لم يُر للمتحابين مثل النكاح" أخرجه ابن ماجه والحاكم والبيهقي والطبراني وغيرهم .. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه .. والحديث حسن بمجموع طرقه .. وقد صحَّحه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الجامع.
يقصد به: الصافي وليس المراد بالحب هنا: حبّ الشهوة العارمة واللذة القوية والرغبة الجنسية العابرة .. فإنَّه حبّ كاذب سرعان ما يزول.
فجعل النهاية المأمولة لكلا الطرفين بالزواج الذي حضّ عليه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - متّبعاً في حديثه هذا طريقة غير مباشرة في التوصية على عدم الوقوف في وجه المتحابّين وعرقلة اجتماعهما على الخير.
كما أنّ الحب في الإسلام حبّا راقيا لا يضع معايير الشكل الخارجي في الحسبان فقط. فكان حديث - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن صفات الفتاة التي يعدّ الزواج والقرب منها ظفراً للمسلم فقال"تنكح المرأة لأربع، لحسبها ولجمالها ولمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" .. وبذات الوقت الذي تفهّم فيه الإسلام نفسيّة الإنسان وأقر له باحتمالية وجود ونشوء مشاعر الحبّ نحو الآخر إلاّ أنّه قد وضع لها من الضوابط ما يهذّبها ويسير بها نحو طريق الأمان فكان الزواج هو واحة المتحابّين الوحيدة في التشريع الإسلامي.
والحب قد يُولَد سريعا من نظرة عابرة، بل قد يولد بسماع الأذن دون مشاهدة، قال الإمام محمد بن داود في كتابه الزهرة: قد ذكرنا من أقاويل الشعراء في الهوى أنه يقع ابتداؤه من النظر والسماع، ثم نحن إن شاء الله ذاكرون ما في ذلك الأمر الذي أوقعه السماع والنظر؟ ولماذا وقع؟ وكيف إذ قد صح كونه عند العامة وخفي سببه عند الخاصة "عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف"؟ فإذا كان من ذلك الذي قد يصيب الإنسان من النظرة الأولى وبالمصادفة فيكون ضمن الحبّ الاضطراري والذي لم تتدخّل عزيمة الانسان في حدوثه وانشائه وهذا بفتاوى العديد من ائمتنا يدخل ضمن المصادفة ولا يحكم عليه بحلّ ولا حرمة.
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[24 - 01 - 08, 06:55 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[24 - 01 - 08, 07:43 م]ـ
وأنتم من أهل الجزاء أخي "أبوعبد اارحمن السبيعي.
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[26 - 01 - 08, 08:01 م]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[27 - 01 - 08, 04:29 م]ـ
وإياك أخي الكريم أبو أحمد الحلبي.
[email protected]
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[27 - 01 - 08, 05:28 م]ـ
من خلال هذا الحديث نعلم أن الإنسان ربما يطمئن أو يرتاح لشخص وهو لا يعرفه أصلاً، وربما يكون غريباً عنه وليس من أهل بلده.
صدقت وهذا والله ملاحظ
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[27 - 01 - 08, 06:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا على مروركم الطيب