وصدقه على رتبة تناسب حال نبي من الأنبياء كانت رؤياه جزءا من نبوة ذلك النبي ولما كانت كمالاتهم متفاوتة كانت نسبة أجزاء منامات الصادقين متفاوتة على ما فصلناه قال وبهذا يندفع الاضطراب إن شاء الله) فتح الباري.
(3/ج) عن أبي هريرة رضي الله عنهقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خصلتان لا تجتمعان في منافق: حسن سمت، و لا فقه في الدين ". رواه الترمذي وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
ـ[ابو هبة]ــــــــ[03 - 06 - 07, 06:51 ص]ـ
(4) إعتناء السلف والعلماء بالتزام حسن السمت وذكر بعض من وصف منهم بذلك: ووصف كثيٌر جداً من السلف بحسن السمت, وهم أكثر من أن أحصي هنا وتجد أخبار هؤلاء مبثوثة في كتب الرجال والتأريخ. وممن وصف بحسن السمت من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود, وكان يقصده التابعون للإنتفاع بلقياه والاقتداء بهديه كما صحت بذلك الآثار. عن عبد الرحمن بن يزيد - رحمه الله - قال: «سألتُ حذيفةَ عن رجل قريب السَّمْتِ والهَدي والدَّلِّ من رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- حتى نأخذَ عنه؟ فقال: ما نعلم أحدا أقربَ سَمْتا وهَدْيا ودَلاّ بالنبيِّ -صلى الله عليه وسلم- من ابنِ أمِّ عبد، حتى يتوارى بجدار بيته، ولقد عَلِمَ المحفُوظُون من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-: أن ابن أم عبد أقربُهم إلى الله وسيلة» أخرجه البخاري.
وفي سير أعلام النبلاء: عن حارثة بن مضرب قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أهل الكوفة: إنني قد بعثت إليكم عمارا أميرا، وابن مسعود معلما ووزيرا، وهما من النجباء من أصحاب محمد، صلى الله عليه وسلم، من أهل بدر، فاسمعوا لهما واقتدوا بهما، وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي.
وفيه أيضاً: وروى المسعودي: عن سليمان بن مينا، عن نويفع مولى ابن مسعود، قال: كان عبد الله من أجود الناس ثوبا أبيض، وأطيب الناس ريحا. وفيه عن إبراهيم، عن علقمة قال: كان عبد الله يشبه النبي، صلى الله عليه وسلم، في هديه ودله وسمته، وكان علقمة يشبه بعبد الله اهـ. قلت:علقمة هو الامام، الحافظ، أبو شبل علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك النخعي، الكوفي, جاء في ترجمته رحمه الله: لازم ابن مسعود حتى رأس في العلم والعمل، وتفقه به العلماء، وبعد صيته. وكان يشبه بابن مسعود في هديه ودله وسمته.
ومنهم فاطمة رضي الله عنها بنت النبي صلى الله عليه وسلم فقد شابهت أباها في هديه وسمته بأبي هو وأمي: عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رضى الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشْبَهَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلاًّ - وَقَالَ الْحَسَنُ حَدِيثًا وَكَلاَمًا وَلَمْ يَذْكُرِ الْحَسَنُ السَّمْتَ وَالْهَدْىَ وَالدَّلَّ - بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ فَاطِمَةَ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهَا كَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا فَأَخَذَ بِيَدِهَا وَقَبَّلَهَا وَأَجْلَسَهَا فِى مَجْلِسِهِ وَكَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَامَتْ إِلَيْهِ فَأَخَذَتْ بِيَدِهِ فَقَبَّلَتْهُ وَأَجْلَسَتْهُ فِى مَجْلِسِهَا. أبوداود وصححه الألباني في المشكاة.
ومن غير الأصحاب كثر ٌ يضيق عن ذكرهم هذا الموضع.
ـ[ابو هبة]ــــــــ[03 - 06 - 07, 06:54 ص]ـ
(5) الحضُّ على الاعتناء بتحسين السمت و اجتناب ما يناقضه: قال ابن مفلح رحمه الله في الآداب الشرعية:
فصْلٌ (فِي تَعَلُّمِ الْأَدَبِ وَحُسْنِ السَّمْتِ وَالسِّيرَةِ وَالْمُعَاشَرَةِ وَالِاقْتِصَادِ).
وَيُسَنُّ أَنْ يُتَعَلَّمَ الْأَدَبُ وَالسَّمْتُ وَالْفَضْلُ وَالْحَيَاءُ وَحُسْنُ السِّيرَةِ شَرْعًا وَعُرْفًا (الآداب الشرعية).
وإن كان الأمر بتحسين السمت والحض على ذلك عاماً إلا أن طلاب العلم إلى ذلك أحوج والأمر في حقهم أوكد.
قال الخطيب البغدادي رحمه الله في الجامع لأخلاق الراوي:
(يجب على طالب الحديث أن يتجنب اللعب والعبث والتبذل في المجالس بالسخف، والضحك، والقهقهة، وكثرة التنادر، وإدمان المزاح والإكثار منه، فإنما يستجاز من المزاح يسيره ونادره وطريفه الذي لا يخرج عن حد الأدب وطريقة العلم، فأما متصله وفاحشه وسخيفه وما أوغر منه الصدور وجلب الشر؛ فإنه مذموم وكثرة المزاح والضحك يضع من القدر، ويزيل المروءة).
¥