تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عزيز والجمع عزايز". أقول وهذا تعميم مخطئ الصواب ففي الشرق يستعملون ما نفى وجوده.

إن هذه الملاحظات لا تهدف إلى تقليل جهد الباحث فجهده مشكور، ولكنها تعلقت بتنبيه على أنه لا يجوز نفي أو إثبات بناء أو دلالة لفظة ما لم تكن عن تأن وصبر ودراسة، فلو سلمنا بأن هذه الألفاظ عربية أندلسية لحرمنا أهلنا من ربطهم باللسان الفصيح مباشرة دون واسطة، وهو ما يهدف إليه هذا البحث من خلال شهادة الرحالة العبدري والحشائشي التي مرتا أو من الألفاظ التي أعرضها بعد سطور دليلاً على فصاحة تلك الرقعة من البلاد الليبية وهي (برقة) الواقعة حدودها في كتب الجغرافية والرحلات من تاورغاء غرباً أو من تخوم طرابلس إلى قرابة الإسكندرية في رأي آخر.

وقد يلوح سؤال آخر وهو لماذا لا يستخدم المتخصصون والمثقفون هذه الألفاظ الفصحية في أبحاثهم وكتاباتهم؟ والجواب أن التزام العامة بها جعلها في مدار الألفاظ العامية البعيدة عن لغة الخاصة الذين يرون أنها لا تليق ذكراً في سياق الكلام الفصيح، وهذا الأمر عبر عنه أحد الباحثين بقوله: "وكأن الكلمة عندهم لا تكون فصيحة ولا يكتب لها أن تدخل في الكلام البليغ إلا إذا لم تصب بمصيبة الشيوع وكأن الشيوع في الكلمة يعنى استرذالها وهبوطها من مستوى رفيع" أو أن يكون من الخاصة من لا يعرف فصاحتها لاسيما أنها من الغريب.

وأشرع الآن في عرض بعض هذه الألفاظ المستعملة في لغتنا العامية مقرونة بما جاء في كتاب النهاية في غريب الحديث للإمام العلامة مجد الدين ابن الأثير وهو كتاب يعي قدره المتخصصون، فقد جمع فيه المؤلف ما سبق إليه، مضيفاً إليه اجتهاده وهو اجتهاد معظم عند أهل العلم وأنبه على أن هذه الألفاظ قد تكون مستعملة في مكان آخر وهو الذي نتمناه وندعو إليه حفاظاً على لغة القرآن الكريم وقد رتبتها على حروف المعجم ليسهل الرجوع إليها في كتاب النهاية.

1) بحح: في النهاية (فأخذت النبي صلى الله عليه وسلم بحة) ثم شرحه وقال (رجل أبح) وفي عامية برقة المعنى نفسه ومن عائلاتها عائلة الأبح.

2) برح: في العامية يقال (فلان برح بي أي املأ ذكري بالمكان، ويقال لم يشهر خبر الوفاة، مهنة: براح

يقول ابن الأثير (وحديث قتل أبى رافع اليهودي (برحت بنا امرأته بالصياح).

3) بش: في العامية فلان بشوش أي فرح ضحوك. قال ابن الأثير في المعنى نفسه: (ومنه حديث قيصر (وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشة القلوب) بشاشة اللقاء الفرح بالمرء والانبساط إليه والأنس به) وذكر حديث علي (إذا اجتمع المسلمان فتذاكرا غفر الله لأبشهما بصاحبه).

4) بشم: في العامية (يأكل حتى ينبشم) وفي هذا المعنى يذكر ابن الأثير: (وفي حديث بن جنوب (وقيل له إن ابنك لم ينم البارحة بشما، قال: لومات ماصليت عليه، البشم التخمة عن الدسم)

5) بط: قال ابن الأثير (فيه (أنه دخل على رجل به ورم فما برح به حتى بط) البطُّ شق الدمل والخراج ونحوهما.

6) بنة: مرادفه لكلمة رائحة طيبة أو خبيثة فى العامية وفي الحديث (إن للمدينة بنة) يقول ابن الأثير شارحاً: (البنة الريح الطيبة وقد تطلق على المكروهة والجمع بنان) ومن الليبية عائلة بنان من قبيلة الدرسة)

7) تفل: في العامية مرادف للبصاق وفي الحديث (فتفل فيه)

يقول ابن الأثير شارحاً: (التفل: نفخ معه أدنى بزاق، وهو أكثر من النفث وقد تكرر ذكره في الحديث).

8) تله: في العامية ضربة بقوة أو جذبه بقوة وفي الحديث (فجاء بناقة كوماء قتلها) يقول ابن الأثير (أي أناخها وأبركها).

9) توة: في العامية بمعنى الآن

يقول ابن الأثير: (وفي حديث الشعبي (فما مضت إلا توة حتى قام الأحنف من مجلسه) أي ساعة واحدة) ويلاحظ أنها في العامية مشددة الواو.

10) جبذ: في العامية (جبد) بالدال المعجمة (بمعنى السحب بقوة .. وجاء في النهاية (فجبذني رجل من خلفي)

11) جبانة: في العامية مرادف للمقبرة، وفي حديث الشفاعة (فلما كنا بظهر الجبان) يقول ابن الأثير شارحا (الجبان والجبانة: الصحراء وتسمى بها المقابر لأنها تكون في الصحراء تسمية للشيء بموضعه).

12) الحذف: في العامية بمعنى الرمي بالحجارة ونحوها.

يقول ابن الأثير: (وفي حديث عرفجة: (فتناول السيف فحذفه به) أى ضربه عن جانب، والحذف يستعمل في المرمى والضرب معاً).

13) حجل: في العامية بمعنى الرقص.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير