تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من أنعمَ النّظرَ في فصُوص الحِكَم أو أنعمَ التَّأمُّلَ لاَحَ لهُ العجبُ , فإنّ الذّكِيَّ إذا تأمَّل من ذلك الأقوالَ والنّظائرَ والأشباهَ فهو أحدُ رجُلين: إمَّا من الاتِّحاديّة في الباطن , وإمَّا من المؤمنين بالله الذين يعدُّون أنّ هذه النِّحلَة من أكفر الكُفر , نسألُ الله العفوَ , وأن يكتب الإيمانَ في قلوبنا , وأن يُثبّتنا بالقول الثّابت في الحياة الدُّنيا وفي الآخرة. فوالله لأن يعيشَ المسلمُ جاهلاً خلفَ البَقَرِ لا يعرفُ من العلم شيئاً سوى سُوَرٍ من القرآن يُصلِّي بها الصّلوات , ويُؤمنُ بالله وباليوم الآخِر , خيرٌ له بكثيرٍ من هذا العِرْفان وهذه الحقائق , ولو قرأ مائةَ كتابٍ أو عمل مائةَ خَلْوَةٍ ". (ميزان الاعتدال 660

10 - إن أحببت – يا عبدَ الله – الإنصاف

" إن أحببتَ- يا عبدالله –الإنصافَ فقفْ مع نصوص القرآن والسُّنن , ثمّ انظُر ما قاله الصّحابةُ والتّابعُون وأئمّة التّفسير في هذه الآيات , وما حكوهُ من مذاهب السّلف , فإمّا أن تنطقَ بِعِلْمٍ , وإمّا أن تسكُت بِحِلْمٍ. ودعِ المراءَ والجدالَ فإنّ المِراءَ في القرآن كفرٌ , كما نطق بذلك الحديثُ الصّحيحُ. وسترى أقوالَ الأئمّة في ذلك على طبقاتهم بعد سَرْدِ الأحاديث النّبويّة , جمعَ اللهُ قلوبَنا على التّقوى , ورزقنا الاجتنابَ عن الهوى. فإنّنا على أصلٍ صحيحٍ , وعِقْدٍ متينٍ , من أنّ الله تقدّس اسمُه لا مثلَ له , وأنّ إيماننا بما ثبتَ من نُعوته كإيماننا بذاته المقدّسة , إذ الصّفاتُ تابعةٌ للموصُوف , فنعقل وجودَ الباري , ونُميّز ذاتَه المقدّسةَ

عن الأشباه من غير أن نتعقّل الماهيّة , فكذلك القولُ في صفاته نؤمنُ بها , ونعقلُ وجودَها , ونعلمها في الجُملة من غير أن نتعقّلها أو نُشبّهها أو نكيّفها أو نمثّلها بصفات خَلْقِه , تعالى اللهُ عن ذلك علوّاً كبيراً " (العلوّ للعليّ الغفّار ص13

11 - نادى على نفسه أنا أبو اعْرِفُوني

" القُرّاءُ المجوِّدة فيهم تنطّعٌ وتحريرٌ زائدٌ يُؤدِّي إلى أنّ المُجَوِّدَ القارئَ يبقى مصروفَ الهِمَّة إلى مُراعاة الحروف والتّنطّعِ في تجويدها , بحيث يشغلُه ذلك عن تدبُّرمعاني كتاب الله تعالى , ويصرفُه عن الخشوع في التِّلاوة , ويخليه قويَّ النّفس , مُزْدَرياً بحُفّاظ كتاب الله تعالى , فينظرُ إليهم بعين المَقْتِ , وبأنّ المسلمين يَلْحَنُون , وبأنّ القرّاء لا يحفظُون إلاّ شواذَّ القراءة , فليت شِعْري أنتَ ماذا عَرَفْتَ وماذا علمتَ؟ فأمّا علمُك فغيرُ صالحٍ , وأمّا تلاوتُك فثقيلةٌ عَرِيَّةٌ عن الخشعة والحُزن والخوف , فاللهُ تعالى يُوفّقُك , ويُبَصِّرُك رُشْدَك , ويُوقظك منة مَرقَدَة الجهل والرّياء. وضدُّهم قُرّاءُ النَّغَم والتّمطيط , وهؤلاء مَنْ قرأَ منهم بِقَلْبٍ وخوفٍ قد يُنتَفَعُ به في الجُملة , فقد رأيتُ منهم مَنْ يقرأ صحيحاً ويُطْرِبُ ويُبْكي , ورأيتُ منهم مَنْ إذا قرأ قَسَّى القُلوبَ , وأبرمَ النّفوسَ , وبدّلَ الكلامَ , وأسوأُهم حالاً الجنائزيّةُ. وأمّا القراءةُ بالرّوايات وبالجَمْعِ فأبعدُ شيئٍ عن الخشُوع , وَأقدمُ شيئٍ على التّلاوة بما يُخْرِجُ من القصد , وشِعارُهم في تكثير وجوه حمزة , وتغليظِ تلك اللاّمات , وترقيقِ الرّاءات , اقرأْ يارجُل , واعْفِنا من التّغليظ والتّرقيق , وفرط الإمالة والمدود , ووقوف حمزة , فإلى كم هذا! وآخَرُ منهم إن حضرَ في خَتْمٍ أو تلا في محرابٍ جعل دَيْدَنَهُ إحضارَ غرائبِ الوجُوه , والسّكْت والتّهَوُّع بالتّسهيل , وأتى بكلِّ خلافٍ , ونادى على نفسِه: أنا أبو اعرفوني , فإنّي عارفٌ بالسَّبْعِ , أيْشٍ نَعْمَلُ بك؟ لا وصبّحك اللهُ بخيرٍ , إنّك حجرُ منجنيقٍ , ورصاصٌ على الأفئدة " (بيان زغل العلم والطّلب ص 4 - 5).

ـ[عبد القادر بن محي الدين]ــــــــ[15 - 07 - 08, 12:54 ص]ـ

12 - طلبُ العلمِ لمجاراة العلماء ومماراة السُّفهاء خطرٌ عظيمٌ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير