[كفكف دموعك وانسحب يا عنترة - للشاعر: مصطفى]
ـ[ولادة الأندلسية]ــــــــ[07 - 10 - 2010, 09:28 م]ـ
تعجبني هذه القصيدة وكنت عزمت على المشاركة بها في المسابقة ولكن شرط المسابقة جعلني أعدل عن ذلك فقد آلمني أن أقتطع هذه القصيدة وأحببت أن أضعها كاملة، لأنها لامست مشاعري كأنما الشاعر نطق بلساني
كفكف دموعك وانسحب يا عنترة - للشاعر: مصطفى الجزار
كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترَه
فعيونُ عبلةَ أصبحَتْ مُستعمَرَه
لا ترجُ بسمةَ ثغرِها يوماً، فقدْ
سقطَت من العِقدِ الثمينِ الجوهرَه
قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ .. ليصفَحوا
واخفِضْ جَنَاحَ "الخِزْيِ" .. وارجُ المعذرَه
ولْتبتلع أبياتَ فخرِكَ صامتاً
فالشعرُ في عصرِ القنابلِ ثرثرَه
والسيفُ في وجهِ البنادقِ عاجزٌ
فقدَ الهُويّةَ والقُوى والسيطرَه
فاجمعْ مَفاخِرَكَ القديمةَ كلَّها
واجعلْ لها مِن قاعِ صدرِكَ مَقبرَه
وابعثْ لعبلةَ في العراقِ تأسُّفاً
وابعثْ لها في القدسِ قبلَ الغرغرَه
اكتبْ لها ما كنتَ تكتبُه لها
تحتَ الظلالِ، وفي الليالي المقمِرَه
:
"يا دارَ عبلةَ" بالعراقِ "تكلّمي"
هل أصبحَتْ جنّاتُ بابلَ مُقفِرَه؟
!
هل نَهْرُ عبلةَ تُستباحُ مِياهُهُ
وكلابُ أمريكا تُدنِّس كوثرَه؟
!
يا فارسَ البيداءِ .. صِرتَ فريسةً
عبداً ذليلاً أسوداً ما أحقرَه!!
متطرِّفاً .. متخلِّفاً .. ومخالِفاً
نَسَبوا لكَ الإرهابَ .. صِرتَ مُعسكَرَه
عَبْسٌ .. تخلّت عنكَ .. هذا دأبُهم
حُمُرٌ -لَعمرُكَ- كلُّها مستنفِرَه
في الجاهليةِ .. كنتَ وحدكَ قادراً
أن تهزِمَ الجيشَ العظيمَ وتأسِرَه
لن تستطيعَ الآنَ وحدكَ قهرَهُ
فالزحفُ موجٌ .. والقنابلُ ممطرَه
وحصانُكَ العَرَبيُّ ضاعَ صهيلُهُ
بينَ الدويِّ .. وبينَ صرخةِ مُجبَرَه
"هلاّ سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مالِكٍ"
كيفَ الصمودُ؟! وأينَ أينَ المقدِرَه؟
!
هذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ
متأهِّباتٍ .. والقذائفَ مُشهَرَه
"لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى"
ولَصاحَ في وجهِ القطيعِ وحذَّرَه
يا ويحَ عبسٍ .. أسلَمُوا أعداءَهم
مفتاحَ خيمتِهم، ومَدُّوا القنطرَه
فأتى العدوُّ مُسلَّحاً بشقاقِهم
ونفاقِهم، وأقام فيهم منبرَه
ذاقوا وَبَالَ ركوعِهم وخُنوعِهم
فالعيشُ مُرٌّ .. والهزائمُ مُنكَرَه
هذِي يدُ الأوطانِ تجزي أهلَها
مَن يقترفْ في حقّها شرّاً .. يَرَه
ضاعت عُبَيلةُ .. والنياقُ ... ودارُها
لم يبقَ شيءٌ بَعدَها كي نخسرَه
فدَعوا ضميرَ العُربِ يرقد ساكناً
في قبرِهِ .. وادْعوا لهُ .. بالمغفرَه
عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ .. وريشتي
لم تُبقِ دمعاً أو دماً في المِحبرَه
وعيونُ عبلةَ لا تزالُ دموعُها
تترقَّبُ الجِسْرَ البعيدَ .. لِتَعبُرَه
ـ[فتون]ــــــــ[07 - 10 - 2010, 11:00 م]ـ
كأنك تتحدثين عني ...
فعلا فكرت بأن أشارك بها لشدة إعجابي بها ولكنها أطول من المطلوب في المسابقة.
أحسنت الاختيار ...
ـ[الباز]ــــــــ[07 - 10 - 2010, 11:30 م]ـ
أحسنت الانتقاء أديبتنا الكريمة
قصيدة من الفرائد حازت قصب السبق و الذيوع بجدارة لجمالها
و صدقها وعذوبة مخارجها وألفاظها، وصاحبها شاعر كريم من الأفذاذ ..
بوركتِ و جزاك الله خيرا على النقل الرائع
ـ[الخلوفي]ــــــــ[08 - 10 - 2010, 01:14 ص]ـ
الله الله ما ابدعك يا اخت ولادة إذ اخترت هذه القصيدة الرائعة
قصيدة تلامس شغاف القلب وتحي واقعا مريرا
احسنت الاختيار فجزاك الله خيرا
ـ[ولادة الأندلسية]ــــــــ[09 - 10 - 2010, 01:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحسن الله إليك أستاذي الفاضل
وجعل الجنة مثواك
جزيل الشكر لك على المرور
هنا والتعليق
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[09 - 10 - 2010, 04:43 ص]ـ
رائع ما انتقيت أختي الغالية ولادة الأندلسية
لقد قراتها منذ زمن وأعجبت بها جداً .. سبحان الله كم هي معبرة ومنتقاة بكل دقة
وفقك الله وبارك فيك
ـ[ولادة الأندلسية]ــــــــ[09 - 10 - 2010, 12:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سلمك الله أخيتي الباحثة
كرم منك أن تمري من هنا وتسطري حروفك الرائعة
التي أسعدتني غاية السعادة
لك خالص المحبة والاحترام
ـ[حسنين سلمان مهدي]ــــــــ[10 - 10 - 2010, 09:04 م]ـ
قصيدة رائقة رائعة!
جميل جدًّا الاتكاء على ظِلال الأجداد الأفذاذ!
كنتُ قديمًا (قبل سقوط بغداد) قد استلهمت معلَّقة عنترة في قصيدة لي أقول في مطلعها:
المجدُ أعمقُ مِن فَضاءاتِ الدَّمِ
ورُؤايَ نَزفٌ لا يَليقُ بمَاْتَمي
والحزنُ أسرَجَ للنَّحيب غيومَه
فبأيِّ أحضانِ الصَّهيل سأرتَمي
إلى أن قلتُ في آخِرها:
كلُّ الدُّروبِ إلى الهروب تَؤُزُّني
(فَعِمِي صَباحًا دارَ عَبْلَةَ واسلَمي)!
لذلك أسعَدني كثيرًا أن توافق قريحتي في الاستلهام قريحة هذا الشاعر الفذِّ!
شكرًا جزيلاً لك ولَّادة!
ـ[ولادة الأندلسية]ــــــــ[11 - 10 - 2010, 03:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلا بك أخيتي الغالية فتون
رائع أن يكون بيننا توارد في الخواطر
أشكرك على المرور والتعليق
حيا الله شاعرنا الباز شرف لي مرورك
من هنا وتكرمك علي بالتعليق
¥