تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

اختيارات شعرية لأبي الطيّب (2)

ـ[ساري عاشق الشعر]ــــــــ[03 - 12 - 2010, 08:44 م]ـ

بسم الله ..

أما بعد .. فهذه هي المجموعة الثانية من اختيارات شعرية لأبي الطيّب ..

فلنسر على بركة الله ..

هذه أبيات تجمع حكمة أبي الطيب ...

إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ ..... فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ

فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ ...... كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ

يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ ......... وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ

وَكُلُّ شَجاعَةٍ في المَرءِ تُغني ..... وَلا مِثلَ الشَجاعَةِ في الحَكيمِ

وَكَم مِن عائِبٍ قَولاً صَحيحاً ..... وَآفَتُهُ مِنَ الفَهمِ السَقيمِ

وأيضا من روائعه ..

أُغالِبُ فيكَ الشَوقَ وَالشَوقُ أَغلَبُ ..... وَأَعجَبُ مِن ذا الهَجرِ وَالوَصلُ أَعجَبُ

وَكَم لِظَلامِ اللَيلِ عِندَكَ مِن يَدٍ ............ تُخَبِّرُ أَنَّ المانَوِيَّةَ تَكذِبُ

وَيَومٍ كَلَيلِ العاشِقينَ كَمَنتُهُ ............. أُراقِبُ فيهِ الشَمسَ أَيّانَ تَغرُبُ

وَما الخَيلُ إِلّا كَالصَديقِ قَليلَةٌ ....... وَإِن كَثُرَت في عَينِ مَن لا يُجَرِّبُ

وَبي ما يَذودُ الشِعرَ عَنّي أَقُلُّهُ ....... وَلَكِنَّ قَلبي يا اِبنَةَ القَومِ قُلَّبُ

و هذه قصيدة تذكر بالمرحلة الإعدادية يصف فيها الحمّى .. :

وَزائِرَتي كَأَنَّ بِها حَياءً ... فَلَيسَ تَزورُ إِلّا في الظَلامِ

بَذَلتُ لَها المَطارِفَ وَالحَشايا ... فَعافَتها وَباتَت في عِظامي

يَضيقُ الجِلدُ عَن نَفسي وَعَنها ... فَتوسِعُهُ بِأَنواعِ السِقامِ

كَأَنَّ الصُبحَ يَطرُدُها فَتَجري ... مَدامِعُها بِأَربَعَةٍ سِجامِ

أُراقِبُ وَقتَها مِن غَيرِ شَوقٍ ... مُراقَبَةَ المَشوقِ المُستَهامِ

وَيَصدُقُ وَعدُها وَالصِدقُ شَرٌّ ... إِذا أَلقاكَ في الكُرَبِ العِظامِ

أَبِنتَ الدَهرِ عِندي كُلُّ بِنتٍ ... فَكَيفَ وَصَلتِ أَنتِ مِنَ الزِحامِ

جَرَحتِ مُجَرَّحاً لَم يَبقَ فيهِ ... مَكانٌ لِلسُيوفِ وَلا السِهامِ

وَلَم أَرَ في عُيوبِ الناسِ شَيئاً ... كَنَقصِ القادِرينَ عَلى التَمامِ

هذا أروع بيت شعر قرأته في حياتي ... فهو يحكي قصة الكسل والهمة الدنية وخاصة ممن يقدرون على التمام ...

وَفارَقتُ الحَبيبَ بِلا وَداعٍ ... وَوَدَّعتُ البِلادَ بِلا سَلامِ

يَقولُ لي الطَبيبُ أَكَلتَ شَيئاً ... وَداؤُكَ في شَرابِكَ وَالطَعامِ

فَإِن أَمرَض فَما مَرِضَ اِصطِباري ... وَإِن أُحمَم فَما حُمَّ اِعتِزامي

وَإِن أَسلَم فَما أَبقى وَلَكِن ... سَلِمتُ مِنَ الحِمامِ إِلى الحِمامِ

فَإِنَّ لِثالِثِ الحالَينِ مَعنىً ... سِوى مَعنى اِنتِباهِكَ وَالمَنامِ

تَمَتَّع مِن سُهادِ أَو رُقادٍ ... وَلا تَأمُل كَرىً تَحتَ الرِجامِ

وأيضاً

أرَكائِبَ الأحْبابِ إنّ الأدْمُعَا

تَطِسُ الخُدودَ كما تَطِسْنَ اليرْمَعا

فاعْرِفْنَ مَن حمَلَتْ عليكنّ النّوَى

وامشَينَ هَوْناً في الأزِمّةِ خُضَّعَا

قد كانَ يَمنَعني الحَياءُ منَ البُكَا

فاليَوْمَ يَمْنَعُهُ البُكا أنْ يَمْنَعَا

حتى كأنّ لكُلّ عَظْمٍ رَنّةً

في جِلْدِهِ ولكُلّ عِرْقٍ مَدْمَعَا

وكَفَى بمَن فَضَحَ الجَدايَةَ فاضِحاً

لمُحبّهِ وبمَصْرَعي ذا مَصْرَعَا

سَفَرَتْ وبَرْقَعَها الفِراقُ بصُفْرَةٍ

سَتَرَتْ مَحاجرَها ولم تَكُ بُرْقُعَا

فكأنّها والدّمْعُ يَقْطُرُ فَوْقَها

ذَهَبٌ بسِمْطَيْ لُؤلُؤٍ قد رُصّعَا

نَشَرَتْ ثَلاثَ ذَوائِبٍ من شَعْرِها

في لَيْلَةٍ فَأرَتْ لَيَاليَ أرْبَعَا

واستَقْبَلَتْ قَمَرَ السّماءِ بوَجْهِها

فأرَتْنيَ القَمَرَينِ في وقْتٍ مَعَا

رُدّي الوِصالَ سقَى طُلولَكِ عارِضٌ

لوْ كانَ وَصْلُكِ مِثْلَهُ ما أقْشَعَا

زَجِلٌ يُرِيكَ الجَوَّ ناراً والمَلا

كالبَحْرِ والتّلَعاتِ رَوْضاً مُمْرِعَا

كبَنَانِ عَبدِ الواحدِ الغَدِقِ الذي

أرْوَى وأمّنَ مَن يَشاءُ وأجْزَعَا

ألِفَ المُروءَةَ مُذْ نَشَا فَكَأنّهُ

سُقِيَ اللِّبَانَ بهَا صَبِيّاً مُرْضَعَا

نُظِمَتْ مَواهِبُهُ عَلَيْهِ تَمائِماً

فاعْتادَها فإذا سَقَطْنَ تَفَزّعَا

تَرَكَ الصّنائِعَ كالقَواطِعِ بارِقا

تٍ والمَعاليَ كالعَوالي شُرَّعَا

مُتَبَسّماً لعُفاتِهِ عَنْ واضِحٍ

تَغْشَى لَوامِعُهُ البُروقَ اللُّمّعَا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير