[(للمسابقة): ناقة طرفة:)]
ـ[ألف مقصورة!]ــــــــ[10 - 10 - 2010, 12:39 ص]ـ
بِسم مُنزل البيان .. على عربيّ اللّسان (هذه بسملة بداية، وليست لطرد الجن):)
ثم عطراً ينتشر تتغشاكم نفحاته هوَ السّلامُ البليغ
أما بعد ..
وعلى ذكرِ البداية، فأنا لا أجيد المقدّمات الاستهلالية، كونها تختنق في مِحراب الكَلِم _ حالَ إخراجها _ بِتأتأة ..
شأن كل البدايات، نجد أنفُسنا وقَد نَسينا مفاتيح الكلام
تماماً، كطفلٍ جَرّوه كي يأخُذ دوره في إذاعة المدرسة،
وقد وضعوا في يمينِه جِهازاً مكبراً للصّوت، وفي الجانبِ الأيسرِ من صدره موجات من الفزع،
ثم قالوا له: اصدح.
فأخذ يمسك الجهاز بكلتا يديه الطفلتين،
وبعينين تترسّم موقع أقدامه وحبل صوت مقطوع أخذ ينشد: تاء .. تاء .. تاء!!
فما كان منهم إلاّ أن أسرعوا إليه ضاحكين، وما كان رجعُ صدى الضحكاتِ عليهِ إلاّ: حسَرات
هُم لم يفعلوا ذلك درءاً للخوف، ولا لوضعِ حد بينه وبين عثراتِ الكلام
بل فقط، لأنه قد حانَ الوقتُ فعلاً لكي يكبر.
هو يشكرهم الآن، لكنه "ما زال" ينسى مفاتيح الكلام!
_ شَطحتُ قليلا .. !!
عذراً، لكنِ الحديث عن البدايات دائماً ما يكون ذا شُجون _
ثمّ إنّهُ
وبما أن تِهطالي هذا أوّل غيث مُشاركة، ارتأيتُ أن يكون الإقتضاب دليلاً يتسمّته.
_لكن يبدو أنه يسير عكس ذلك._
وقد حقّ عليّ القول: أنّ ما أَجرَأني _ الآن تحديداً _ على الولوجِ في صومعةِ الفصيح،
رغبة عارمة في تراشُقِ ورودِ الشّعر ِوالأدب مع سوامقِ القوم
غاسلة صُفرة المدى بِرحيقِ مُنافسة جُلّها انتفاع.
فهذا انتقائي ماثلاً أمامَ أعينكم ... اغمروه بِلُطفِ قراءة.
وهوَ من بديعِ وشمِ " الغُلام القتيل"
طَرفَة بن العبد
عمرو بن العبد البكري الوائلي
أبياتٌ في وصفِ الناقةِ التي كان يَمضي بها في أسفارِه.
أصّل فيها روح حياة الصّحراء والبداوة وشَظَفِها،
وهوَ في وصفِه هذا قد سابقَ بها إلى غايات،
أتى في سَبقه ببديعِ آيات،
فيها من فاتنِ الصّوغ واللّغةِ الطيّعة وأبّهةِ الوصفِ والرّصف
ما يخلِب العقول ويرميها في فُصول ٍ من الدّهشة ..
لا تَحتمِل صفحة خِتام!
فَيقول:
وإنّي لأمضي الهمّ، عند احتِضاره،
بعوجاء مرقالٍ تروحُ وتغتدي
أمونٍ كألواح الإرانِ نصَأْتُها
على لاحب كأنهُ ظهرُ بُرجد
جَماليّة ٍ وجْناءَ تَردي كأنّها
سَفَنَّجَة ٌ تَبري لأزعَرَ أربَدِ
تباري عتاقاً ناجيات وأتبعت
وَظيفاً وَظيفاً فَوق مَورٍ مُعبَّدِ
تربعت القفّين في الشول ترتعي
حدائق موليِّ الأسرَّة أغيد
تَريعُ إلى صَوْتِ المُهيبِ، وتَتّقي،
بِذي خُصَلٍ، رَوعاتِ أكلَفَ مُلبِدِ
كأن جناحي مضرحيٍّ تكنّفا
حِفافَيْهِ شُكّا في العَسِيبِ بمَسرَدِ
فَطَوراً به خَلْفَ الزّميلِ، وتارة ً
على حشف كالشنِّ ذاوٍ مجدّد
لها فَخِذانِ أُكْمِلَ النّحْضُ فيهما
كأنّهُما بابا مُنِيفٍ مُمَرَّدِ
وطَيُّ مَحالٍ كالحَنيّ خُلوفُهُ،
وأجرِنَة ٌ لُزّتْ بِدَأيٍ مُنَضَّدِ
كَأَنَّ كِناسَي ضالَةٍ يُكنِفانِها
وَأَطرَ قِسيٍّ تَحتَ صُلبٍ مُؤَيَّدِ
لَها مِرفَقانِ أَفتَلانِ كَأَنَّها
َتمُرُّ بِسَلمَي دالِجٍ مُتَشَدَّدِ
كقنطرة الرُّوميِّ أقسمَ ربها
لتكفننْ حتى تُشادَ بقرمد
صُهابِيّة ُ العُثْنُونِ مُوجَدَة ُ القَرَا
بعيدة ُ وخد الرِّجل موَّراة ُ اليد
جنوحٌ دقاقٌ عندلٌ ثم أُفرعَتْ
لها كتفاها في معالى ً مُصعَد
كأن عُلوبَ النّسع في دأياتها
مَوَارِدُ مِن خَلْقاءَ في ظَهرِ قَردَدِ
تَلاقَى، وأحياناً تَبينُ كأنّها
بَنائِقُ غُرٌّ في قميصٍ مُقَدَّدِ
وأتْلَعُ نَهّاضٌ إذا صَعّدَتْ به
كسُكان بوصيٍّ بدجلة َ مُصعِد
وجمجمة ٌ مثلُ العَلاة كأنَّما
وعى الملتقى منها إلى حرف مبرَد
وخدٌّ كقرطاس الشآمي ومشْفَرٌ
كسَبْتِ اليماني قدُّه لم يجرَّد
وعينان كالماويتين استكنَّتا
بكهْفَيْ حِجاجَيْ صخرة ٍ قَلْتِ مورد
طَحُورانِ عُوّارَ القذى، فتراهُما
كمكحولَتي مذعورة أُمِّ فرقد
وصادِقَتا سَمْعِ التوجُّسِ للسُّرى
لِهَجْسٍ خَفِيٍّ أو لصَوْتٍ مُندِّد
مُؤلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتقَ فِيهِما،
كسامعتيْ شاة بحوْمل مفرد
وَأرْوَعُ نَبّاضٌ أحَذُّ مُلَمْلَمٌ،
كمِرداة ِ صَخرٍ في صَفِيحٍ مُصَمَّدِ
وأعلمُ مخروتٌ من الأنف مارنٌ
عَتيقٌ مَتى تَرجُمْ به الأرض تَزدَدِ
وإنْ شئتُ لم تُرْقِلْ وإن شئتُ أرقَلتْ
مخافة َ مَلويٍّ من القدِّ مُحصد
وإن شِئتُ سامى واسِطَ الكورِ رأسُها
وعامت بضبعيها نجاءَ الخفيْدَ
على مثلِها أمضي إذا قال صاحبي
ألا لَيتَني أفديكَ منها وأفْتَدي
/
ومضة:
لم يكن هَيناً عليّ أن أجتزّ شيئاً منها .. معَ علِمي بطولها وتَجاوزِها الحد ّالمَشروط
والفَضلُ في هذا يعود: لقوةِ الاستِرسال الطّاغية على احتماليّة الاجتِزاز، والرّادِعة
لكلِ مَن تُسوّل لهُ نفسُه فِعل ما كنتُ أرنو لفعلهِ _ هداني الله وأصلحني _
الأمرُ الآن خرجَ مِن بينِ يديّ ..
فإن شئتُم إشراكها فهنيئاً لي ولها وإن لم ... !!
فسيكفيني منها _ في كلا الحالتين _ أن تكونَ ضوء نَفَاذ إليكم:)
خالص تقديري
¥