تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[واحة هند النزاري ..]

ـ[أحاول أن]ــــــــ[14 - 10 - 2010, 02:23 ص]ـ

.......

واحة للراحة مختارات للشاعرة السعودية: هند النزاري

هذه النافذة واحة مع الشاعرة، فلا سياج من ترجمة ولا أسوار من سيرة،

نخيل مشاعر .. وزلال شعر .. ليس إلا ..

أبدأ بآخر ما نشرت مقدَّما بتهيئتها المؤثرة

وقتا طيبا ..

قصيدة / هل من وردة

وجدتُها بين أوراقي، وكنت قد عايدت بها أبي في العيد الماضي، وكان مسافراً،وأذكر أنه فرح بها كثيراً، وطلب مني إعادتها على مسامعه مهاتفةً عدةمرات.

قرأتها اليوم ولكن بإحساس آخر؛ ذلك لأن أبي توفي في التاسع عشر من رمضانلهذا العام.

ويبدو أني أن وردتي كانت بطيئة هذه المرة، فسبقتها يد المنون.

يا صباح العيد هل من وردة

في زوايا روض هذا الكوكب

حلوة كالفجركالحب الذي

عاش في أكناف قلبي المتعب

تحمل الشوق على لأوائه

وتباري الشمس قبل المغرب

تنقش الآمال في أوراقها

عبقات من شذاها الطيب

تجمع الأنفاس من صدر الهوى

تركب الشوق الذي كم طار بي

ثم تلقي مابها من لوعتي

بين كفي ذلك الغالي أبي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عيدٌ ولكن!

في ليلةٍ قدسيةِ القسماتِ ليستْ كالليالْ

غنَّى الدجى للعيدِ إذ لاحتْ تباشيرُ الهلالْ

متوضئا بالنور يسكبُ في فم الكون الجمالْ

فانساقتْ الدنيا له تكسوه أثوابَ الجلالْ

وتناغمَ الأحياءُ والأشياءُ في أحلى احتفالْ

لكنني يا عيدُ رغمَ بهاكَ ألمسُ غربةً تكسو الوجوهْ

وأكاد أسمعُ من أنينِ قلوبهم ما خبؤوهْ

إذ أن أنسامَ الرضا أحيتْ من الآلامِ ما كانوا نسوهْ

وعلى زغاريدِ الأماني في رؤاكَ استرجعوهْ

ياعيدُ هل صوبْتَ وجْهكَ نحوَ أطفالِ العراقْ

نحو الثكالى الموجعاتِ شرقْنَ من دمعِ الفراقْ

هل زرْتَ أسرى الذلِّ في غيبِ السجونْ

هل عدْتَ مرضى اليتمِ خلفَ سياجِ قهرٍ يرزحونْ

يتأوهونَ ويجأرونْ

هل زرتَ غزةَ في أديمٍ من ظلامْ

والبردُ يقرسُ قلبَها المسجونَ والدنيا تغني للسلامْ

ضاعتْ ملامحُ صوتِها المبحوحِ في زخمِ الكلامْ

يا عيدُ جئتَ وأمَّتي مكلومةٌ تقتاتُ من خبزِ الهوانْ

قد صُدِّعتْ أركانُها وتجرَّعتْ غصصَ الزمانْ

والضعفُ يحني عودَها وتهزُّها ذكرى الأمانْ

يا عيدُ عُدْ إن عُدْتَ بالفجرِ الجديدْ

عُدْ باجتماعِ الشملِ بالنصرِ الأكيدْ

عُدْ بارتفاعِ الرايةِ الشماء تخفقُ من جديدْ

فالنصرُ للأحرارِ عيدٌ ليس مثلَ النصرِ عيدْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

لذة الآلام .. !

هيا لننكأ جرح كل قصيدة

ونهيم فوق كواكب الأحزان

ونعلم الدنيا بأن نعيمها

وجحيمها في الشعريستويان

لا فرق بين سعادة وتعاسة

هذا مزيج الحب في الإنسان

هبنا شغلنا بالنعيم يحفنا

فمتى سنعزف أجمل الألحان

ومتى سنلمس أي جرح نازف

إن لم نذقطعم الردى ونعاني

وبأي فن سوف نشدو للهوى

إن لم نجرع غصة الأشجان

وبأي قلب سوف نحتضن الأسى

ونمد للدنيا يد الإحسان

وبأي لون يزدهي إبداعنا

إن جف ينبوع العذاب القاني

يا حبذا الآلام تهدي لذة

والسعد يشرق من كُوى الأحزان

ـ[أحاول أن]ــــــــ[14 - 10 - 2010, 02:42 ص]ـ

التيه ...

يا ألف سؤال يرهقني

يا طيف غموض يرمقني

يا لغزاً يتحدى الأفهام يعيث بفكري يسرقني

يلقي بي في بحر المجهول وطوق الحيرة يخنقني

آلاف الأسئلة الحيرى تطرق أعماقي دون جواب

وتعود لتبحث عن سبب للصمت فتعييها الأسباب

لا هم لنفسي مذ عرفت عينيك سوى سبر الأبواب

أبوابٍ توغل بي في التيه تقود خطاي إلى أبواب

فأعود كأني لم أبدأ فسراب يقبع خلف سراب

هل لي بشعاع من أمل يومض في ليل متاهاتي

طيف المجهول يؤرقني كابوساً يغتال سباتي

يا لغزاً يهزأ من لغتي ويضيع هوية كلماتي

فالعجز يمزق خارطتي والحيرة تتبع بصماتي

وحقائب أسئلتي ملأى والتيه ختام محطاتي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ[أحاول أن]ــــــــ[14 - 10 - 2010, 02:45 ص]ـ

واسطة العقد عند هند:

دموع وأشياء أخرى!

وتمددت ذات الجمال على سرير الغاسلة

وتجمدت كل الملامح وارتخى الكتفان

يعتذران عن تلك الثنايا الناحلة

وتهيأت مثل الجميع

تقول إني راحلة

سكن الشحوب وزرقة الأموات في قسماتها

أين المساحيق التي ذابت على وجناتها

أين الأناقة والجمال يطل من لفتاتها

وحدائق الحسن المضيء تميس في ضحكاتها

رفقا بهذا الوجه والجيد الذي أودى به طوق الأجل

كم ماس تيهاً واشرأب

كم مال للدنيا بحب

كم هزه صوت الطرب

وانساق يحدوه الأمل

لا تخدشي ديباجة النحر اللميس الساحر

كم كان هذا النحر يزهوذات يوم بالنفيس الفاخر

يضفي على الألماس بعض بريقه

ويهز أرض الحسن هزاً كالعباب الساخر

ما لليد البيضاء في صمت تغادرها الخواتم والحلي

ما للطلاءالغض عن تلك الأظافر ينجلي

أين التفاصيل الصغيرة

والنقوش تفرعت فوق الإهاب المخملي

قد آن للجسد المنعم أن يوارى بالثرى

وكأنه ما مس ديباجا ومسكاً أذفرا

حتى ولا ماء الحياة بروضه يوماً سرى

هيا احضري الثوب الأخير لكي تواري مابقي

ولقد تعوّد كل غض ناعم

فترفَّقي

ولتستريه عن العيون العابرة

إن كشّفته يد المنون الغادرة

لا تحكمي شد الوثاق على العظام الواهنة

وترفقي وتلطفي

لاتجهدي تلك العروق الساكنة

هي لن تقاوم أي قيد

فاتركيها آمنة

حملوا الجميلة في ثباتٍ

بعد إحكام الكفن

ومضوا بهانحو البقيع

كأن شيئاً لم يكن

غابوا عن الأنظار في لمح البصرْ

وأتى على آثارهم جمع بئيس منكسرْ

فهنا رفاةٌ تنتظرْ

ودموع وجد تنحدرْ

وقلوب أحبابٍ وأهلٍ تنفطرْ

وهناك أقمشة وكافورٌ وسدرْ

قطنٌ حنوطٌ بعض عطرْ

أغراض غسل كاملة

وجميلة أخرى

تُزَجُّ على سرير الغاسلة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير