[الأسماء المستعارة = محنة أزمة الثقة!]
ـ[حسنين سلمان مهدي]ــــــــ[19 - 11 - 2010, 09:42 م]ـ
اعتاد النقاد على مناقشة الظواهر الأدبية التي تفرش ظلالها على الواقع الأدبي الذي يعايشوه!
وظاهرة الكتابة بالأسماء المستعارة أحد أهم الظواهر في مجتمعاتنا الأدبية (الفصيح نموذجاً) اليوم ولا ريب!
إذا أردنا أن نختصر التحليل النقدي لها وأن نركِّز في تسجيل الدافع الرئيس وراء نشوئها فإننا لن نجد أفضل من أن نقول: إن هذه الظاهرة نتيجة طبيعية لأزمة الثقة التي تعصف بكل تفاصيل حياة مَن يعاني من أعراضها!!
أزمة ثقة بالمحيط بكل مكوناته: الحكومات (السلطة القانونية) أو الشعوب (السلطة الاجتماعية) أو العائلة (السلطة الانتمائية)!!
وقد يكون لكل من هذه الأزمات ما يبرر عدم تحمُّل الكاتب (المقنَّع) لضغوطه العنيفة، لكن ما يهمنا مناقشته ها هنا الكتابة بالأسماء المستعارة التي تولِّدها أزمة الثقة بالنفس (أخطر الأزمات على الإطلاق)!
هذه الأزمة (في ظني الظنين) هي الدافع الأكبر للكتابة المقنَّعة!
ذلك لأنني أعتقد أن الكاتب الجادَّ في كتاباته إنما يريد بها أن يؤمِّم وعيَه ويعمِّم تجربتَه الفكرية ويبسط أفياء أفكاره الخاصة على ضمائر متابعيه؛ فكيف يعقَل أن يؤثِّر في نفوس المتلقِّين مَن لا يستطيع أن يواجه شخصيتَه قبل الغير!
قد يكون كلامي قاسياً بعض الشيء (أعلم ذلك) لكنه ضروري جداً لعلاج هذه الظاهرة التي تحوَّلت لكثرتها إلى وباء ثقافي يمكن تسميته بـ (إنفلونزا القِناع)!!
لماذا يلجأ الكاتب الجميل الفكر الرشيق المنطق المتألق الأسلوب إلى تغطية هذا القوام الآسِر الفتَّان والقبيحون المشوَّهو الفكر والمنطق والضمير من حوله يتفاخرون كالطواويس بعوراتهم المتعددة المواهب؟!!
إنني أكتب هذه الكلمات لأوجِّه الدعوة إلى كل المتقنِّعين ليميطوا اللثام عن أسمائهم لتكون علاقاتنا ببعضنا البعض مبنية على ثقة متبادَلة لا يمكن توطيد أركانها بدون هذه المصارَحة البنائة؛ في سبيل وَحدة صفٍّ أدبية جمالية تتصدَّى لطوفان القبح والعراء الذي يهدِّد وجودنا الإنساني (لا الأدبي فقط) بأسره!!
تقبلوا تحياتي!