[في رثاء وليد الأعظمي]
ـ[د. أبو أسامة السامرائي]ــــــــ[10 - 10 - 2010, 07:54 م]ـ
في رثاء شاعر الإسلام
وليد الأعظمي (رحمه الله)
أمير الأدباء
أخفي لواعج شوق زاد من كربي .... وأسكن القلب في صرح من اللهب
تفنى الملوك مدى الأزمان لاهية .... وسادة الفكر في الأكوان كالشهب
يسمو الهمام على الأفلاك في شمم .... وساسة القوم تعلي الزيف بالصخب
عذرا وليد إذا ما كنت راثيكم .... فما لمثلك إلا أنت في الكرب
نشأت ندا لأهل البغي قاطبة .... فكنت حقا أمير الشعر والأدب
وصغت من نسمة الأسحار أغنية .... ناخت لها الأذن الصماء في طرب
قد جئتك اليوم أبغي الوصل منتشيا .... فصدني من لهيب الهجر والحجب
هزهزت في قريض الوجد أندبه .... فأحجم الحرف يبكي أسطر الكتب
يسائل الشوق مني كل شاخصة .... فهمهم العجم والأسياد لم تجب
وعدت أبحث في الواشين علهم .... يدغدغ الصد منها أي ملتهب
وسقت خيلا على الأيام أرجفها .... فأجهض العزم منها غاية النصب
يا رافعا من نفيس القول رايتنا .... وعفت كل بغيض غير منتسب
سارت بشعركم الركبان حادية .... وبات مغنى ذوي الأقلام والخطب
لئن قلا منكم الأهلون شخصكم .... فطيفكم دام للأرواح كالضرب
أعلنتم يوم صمت الناس شدوكم .... فوق المنابر من تغريدك الرطب
شعاعكم في طريق البغي زوبعة .... غنت معاركها الأجيال في طرب
وكنت للجيل غيثا أينما نزلوا .... ألبست قفرهم ثوبا من القشب
وكنت للصيد في البيداء حاديهم .... فصرت تنعى مع الأطلال والكثب
علمتنا ننظم الأشعار مؤمنة .... فحزت أجرك أضعافا بلا تعب
يا حاملا دعوة الإسلام صادقة .... تبلى الجسوم وتبقى عالي الرتب
لا يخجل الموت فالآجال تحكمه .... وحسبه مدحك المختار والنجب
يا قبر هلا عرفت اليوم ضيفكمُ .... فارفق بأضلاعه المفناة بالنوب
وافتح له روضة الجنات ناضرة .... تسارع الحور والولدان بالطلب
من صارع الظلم بالتوحيد يعلنه .... سيفا يجز رقاب المكر والكذب
أفنى الحياة بدين الحق يشدو وقد .... شابت ليالي الأسى والقلب لم يشب
لا تنحني الهام فالمختار قائدها .... يبني رجال التقى بالمنهج العذب
غاياتنا في رضى الرحمن دائرة .... وفي هدى المصطفى نسمو على السحب
يرصع الكون منا كل داعية .... نجما علا سائر الأفلاك والنخب
يا دعوة النور ما هبت نسيمتكم .... إلا زها الروض في طيب وفي رغب
مدي ذراع الهدى فالصدق شيمتنا .... والصبر عدتنا والظن لم يخب
سينهض الجيل ما لانت عزيمتهم .... ويبزغ الفجر للإسلام والعرب
فإن مضى الأعظمي لله خالقه .... فكلنا لو صدقنا العهد للطلب
ـ[الباز]ــــــــ[12 - 10 - 2010, 04:05 ص]ـ
رحم الله أديبنا وليدا الأعظمي
نعم الأديب هو ونعم ما ترك لنا من نفائس العلم و الأدب
لو لم يكن من كتبه إلا 'السيف اليماني في نحر الأصفهاني' لكفاه ذلك علما و سموا ونفعا لأمته ..
نسأل الله أن يجزيه خير الجزاء وأن يجعل مثواه -برحمته- في الفردوس الأعلى والمسلمين جميعا آمين ..
أما القصيدة فهي من خرائد الأدب حملت عصارة قلب وعقل أديب وفيّ سامق
سعدت بالقراءة لك.
ولتسمح لي -رجاء- ببعض التساؤلات:
لا يخجل الموت فالآجال تحكمه .... وحسبه مدحك المختار والنجب
أحسست بارتباك أستاذنا الكريم أبا أسامة عند هذا البيت وقد يزول ارتباكي لو ضُبِط بالشكل ..
محاولتي المتواضعة لقراءته جعلتني أقول أن حقّ قافيته النصب وليس الجر إلا إن كان فيه حذف
لام الجر من كلمة 'المختار' ولست أعلم إن كان ذلك جائزا لضعف بضاعتي في النحو ..
وإن جاز فهل يسمح بمثله للمولدين؟؟.
أفنى الحياة بدين الحق يشدو وقد .... شابت ليالي الأسى والقلب لم يشب
لاحظت في هذا البيت استخدام العروض 'فاعلن' وذلك على حد علمي مما لا يجيزه العروضيون.
و الله أعلم
تحيتي وتقديري
ـ[د. أبو أسامة السامرائي]ــــــــ[14 - 10 - 2010, 10:04 ص]ـ
أخي الكريم الباز حفظك الله ورعاك ..
مداخلتك اسعدتني فهي تنم عنة خلق جم من ناقد بصير
كما تعلم اخي الفاضل لسنا معصومين والكمال لله وحده هذا من جهة
ومن جهة اخرى فنحن اخي الحبيب مما نعانيه في مجالات الحياة يدخل فيه مجال النت فالخطوط في أغلب الاوقات ثقيلة ومملة ولذلك تقل مداخلاتنا فلا تضمن أن في وقت الفراغ تجد خطك شغالا
وقد وقع خطأ في الكتابة قبل الذي قلت في البيت
وعدت أبحث في الواشين علهم .... يدغدغ الصد منها أي ملتهب
والصواب (منهم)
وقد حاولت اصلاحها ولم تسعفني الآله (النت)
واما البيت الذي ذكرت فلك مني كل شكر والصواب
لا يخجل الموت فالآجال تحكمه .... وحسبه المدح للمختار والنجب
وأما (يشدو وقد) فإنها تلقى بلا اشباع للواو
وبعد هذا كله لا أدعي أني شاعر بقدر ما هي محاولات للتعبير خوالج النفس فمنها ما يصيب ومنها ما يخيب فتقبلها من اخيك المحب
ودمت عزيزا