[ما الكباد]
ـ[المعلم الفاضل]ــــــــ[10 - 10 - 2010, 02:14 م]ـ
في طيب جنات العريف ومائها .. في الفل، في الريحان، في الكباد
ما المقصود بكلمة الكباد؟؟؟!!
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[10 - 10 - 2010, 02:35 م]ـ
في طيب جنات العريف ومائها .. في الفل، في الريحان، في الكباد
ما المقصود بكلمة الكباد؟؟؟!!
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
محاولة للإجابة:
هو الأترج ولكن الشاميين يسمونه الكباد!
معلومات
http://www.albahethon.com/photo//k1/15-4bb47d8802ae5.JPG
هي فاكهة تنتمي إلى الجنس النباتي المسمّى علميًّا Citrus، ويشمل مجموعات فيها الكبّاد والليمون واليوسفي والبرتقال وغيرها ... ويعتقد الباحثون أنّ المنشأ الأصلي لها في الهند الصينية، وجنوبي الصين والهند والفيليبين، ومن هنالك انتقلت إلى سائر أنحاء العالم، وقد استطاعت أن تتأقلم في مواطنها الجديدة، وأن يتذوّفها الإنسان ويستأنسها، ويعمل على إكثارها وتحسين مواصفات ثمرها واستحداث الجديد، ما يؤكل ثمره ويُعصر ماؤه ويُركَّز، ويُستفاد من قشوره. أيضا.
وفي بلاد الشام يطلقون على هذه المجموعات اسم ”الحَمْضِيّات“، وفي العراق ”الليمونيّات“، وفي مصر ”الموالح“، وفي تونس ”القوارص“، وفي المغرب ”الحوامض“.
ويُشبه الكبادُ-الأُترجُّ شقيقَه البرتقالَ، إلاّ أنه أكبر حجمًا، ولونه أصفر ذهبيّ، وقشرته أبعد عن المَلاَسة، فهي خشنةٌ جَعْدة ذات تضاريس. ولم يُطلق أحدٌ من العرب على هذه الفاكهة اسم ”الكَبّاد“ إلاّ الشاميون. والاسم الشائع في كتب التراث: ”الأُتْرُجّ“ (من اللغة الفارسية)، وقد يُفَخِّمون: ”الطُرُنْج“ (في مصر والعراق)، وفي كتب اللغة: ”المُتْك“ (مفردها ”مُتْكة“، يقال إنها حيشيّة)، وتلطُّفًا أطلقوا عليها: ”التَّمْر الذهبيّ“ و”التفّاح المائي“. والاسم العلمي العالمي Citrus medica.
http://albahethon.com/photo/k1/16.JPG
اتّخاذه في حدائق البيوت:
اعتاد أهل الشام اتّخاذ شجره في حدائقهم المنزلية، لأسباب منها: طيبُ رائحته التي تعبَق في الربيع، وثمارُه التي يَعْقِِدون من قشورها المُربّى، وميزةٌ ثالثة: أنّ شجره لا يتعرّى، في خريفٍ أو شتاء، يبقى من ورقه -بعد التساقط- ما يكسو ويستر!
وآخر الميزات أنّ ثمر الكبّاد إنْ تُرِك ”على أُمّه“ فلم يُقطَف، بقي إلى موسم الإزهار التالي، وذلك قلّما يقع في دنيا النبات ... يقول العشّاب الإغريقيّ الشاميّ ”ديسقوريدس“ (من أهل القرن الأول الميلادي): «وتبقى ثمرتُهُ عليه جميعَ السنة»!
• أربع شجرات معَمَّرات:
هل أقول إنّ في بيتي من هذا الشجر ”الشامي“ أربعًا، تنشر، في أيام الربيع، العبقَ الدافئ الذي يدخلُ الصدور -وهل أقول إنه يحلو لي أن أُساهرها في عَتَمة الليل! - ويُمِدُّني، على مدى شهور متطاولة، بثمارٍ يَظلّ يستهديني منها الأصدقاء ... وأيضًا وأيضًا، تضمّ أشجارُها الأربع إلى صدرها طيور اليمام، التي تجد بين أغصانها موئلاً آمنًا، تبني فيه أعشاشًها، وتحتمي شتاءً في الظِلِّ الظليل، وتُسمِعني في سائر الفصول الهديلَ وأيّ هديل!
في الربيع تتفجّر شجراتي الأربع أزهارًا، وتنتهي الزهرةُ حين تَعْقِد ثمرًا -وما أكثر ما تعقد! - بأن تتساقط بَتَلاتُها حتى لتُغَطّي الأرض، فتراها أشبهَ بالسجّادة الحمراء تُربةً، يُوَشّيها نثيرُ البَتَلات بلونه الأبيض الناصع.
• ”ثُرَيّات“ مضيئة خلال لازَوَرْد الورق:
عندما تبدأ الثمارُ الخُضْر بالتحوُّل إلى ذهبيّة اللون -ويكون ذلك أوائل الشتاء- تبدأ أيضًا ”التواصي“: يلتمس الأصدقاء الحميمون أن ”أحسب حسابهم“.
وربّ صديق جاء يُشاركني ”القِطاف“، وعيناه إلى كبّادةٍ قريبة استحسنَها، يُشير عليّ بأن أبدأ القطاف بها، فأعتذر بأني أقطف الأبعدَ أولاً، ليطول تمتُّعي بالنظر إلى القريب الداني، فيما يُقَدَّر لي أن أحياه من أيام الصيف، في جلستي الوادعة قرب البِركة، فأراها أشبه بـ”ثُرَيّاتٍ“ مضيئة خلال لازَوَرْدِ الورق.
وذوو المعرفة من أصدقائي يسعون إليّ في أوائل الموسم غيرَ متريِّثين، وقد ”يتكبّدون“ المجيء قُبيل بدئه، أجل، قبل أن يستحكِم نُضْجُ الكباّدة، فيكون قشرها أكثر سماكةً، ما يجعلها أنسب لليَشْر، وأكثر تحمُّلاً للسلْق، وألذّ مذاقًا عند الأكل!
¥