تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[قصيدة رثاء جميلة]

ـ[السراج]ــــــــ[21 - 10 - 2010, 09:40 م]ـ

عثرتُ على تحفة من حروف صاغها الحزن العميق فجاءت بشكل رثاء ساق الكلمات الدفينة من مخابئها ثكلى استولت على إعجابي.

وحُقّ له أن يقودُها حزينة، تتلفّع بسوادٍ، فهي كـ (صاحِ هذا قبورنا) في (تشخيص) المرثي أو هيئته فمن رثاه أبو العلاء فقيها قاضياً، وهذه القصيدة – كذلك – يمّمتْ – وإن قصُرتْ أن تُشاكلها - تحملُ بكاءها على فقيه وقاضٍ!

سمعتها أولا نشيدا تنغّم بسواد التلحين في تشكيل واندماج مع وحدة الحرف الذي - أظنه - فضّل التأمل دون سائر الأجراس.فرغبتُ في كتابتها كما يقول أبي الطيب (أغربة عصما).

قصيدة ذرفها شاعر عماني معاصر بكاء على وفاة عالم وهب نفسه وعلمه للقضاء وخدمة للدين الإسلامي.فكانت (لحظة) الفراق مُرهقة لطلابه ومحبيه.

وهذه بعض أبيات القصيدة ..

قوافيّ سيلي حرقةً وبكاءَ ........... وصفّي حروفي في السطورِ رثاءَ

ونوحي لكي تُصغي السماءِ لبوحها .......... ففي الأرض أواهُ النجومِ أضاءَ

تعجبتُ من بدايتها، حيثُ يحثّ كلماته الباكية أن تستعد فالحزن أقبلَ، وعليها أن تأخذ مكانها في السطور، بل أن يرافقها صوتها المأسور بحزنه (نواحاً).

أما العديد من المكونات التي تفتقد الشيخ الذي عوّدها على وجوده، فتارةً يدعوها للصبر والجلَد وثانية يصورها هائمة بلغ الحزن مبلغها فكانت تنادي فقيدها، وثالثة يصور مشاهد بكاءها.

وصبرا ليالي الساجدين فإنه .......... مضى من يُجافي مضجعا وغطاءَ

تناديك يا من طاف في الأرض غيمةً .......... وفيض نداها يبهج الأرجاءَ

سعيدٌ، ومازال الغِراس ثماره .......... يضيء صوابا أو يصبُّ ضياءَ

رحلتَ وأملاك السماء تقدمت .......... تزفّك نورا صاعدا وضّاءَ

بكتك غصونُ الحب لما تركتها .......... حمامات ودّ رطّبته حداءَ

وبراعة الشاعر نتجتْ من الصور الجميلة التي ظهرت ملازمة لمتابعة الشيخ وحركته والتماس الجلوس معه فكانت قد ولّدت فكرةً نادرة لرجل نادر على شاكلة (الطوسي) في قصيدة أبي تمام، فهي الأرض تتزيّا برداء جميل، وهي تسقي (ثغورها) بصفاته الحميدة التي تجسدت ماءً.

هنيئا بك الأرض المنيرُ ترابها .......... تزيّتْ بمثواكِ الرضي رداء

هنيئاً لهذي الأرض تسقي ثغورها .......... من الزهد والإيمان والصبر ماءَ

****

فضاءٌ محياكَ البهي من التقى .......... تجلّى جمالا، هيبةً وحياءَ

تلألأ في العينين حسنُ حديثه .......... كلؤلؤ به الرطب البهي أفاءَ

كأن محيا الشيخ حيا بنوره .......... محيا صحابي لدينا تراءى

كحلم أبي بكر وإقدام خالد .......... وعلم ابن عباس سواءً سواءَ

****

ستذكركَ الأمجاد والعلم والهدى .......... بأنك أعليتَ العلوم لواءَ

وتذكرك الأنفاسُ في كل نبضة .......... بأنك قدّست القلوبَ نقاءَ

وتذكرك الدنيا بأنك كوكبٌ .......... جرى في ثراها فارتقى العلياءَ

فيا خاطب الدنيا تريدُ رضاءها .......... تمهل فما الدنيا تريد رضاءَ

فلا ترتضي إلا لمن سار دربها .......... وخلى عُرى الإسلام منه عَراءَ

فعش في حمى الرحمن تلق جنانه .......... وليس سوى الجنات كان بقاءَ

(وضعتُ نسخة صوتية في منتدى المواد الصوتية)

ـ[فتون]ــــــــ[24 - 10 - 2010, 06:59 ص]ـ

نص جميل ...

نفضت عنه الغبار وزينته بتعليقك ومن ثم أخرجته للنور ...

فبارك الله فيك أخي السراج

ـ[ام اماني]ــــــــ[24 - 10 - 2010, 02:18 م]ـ

بوركت أخي الكريم علي هذا الاختيار الرائع , والأروع هو ذاك التعليق الجميل التي جادت به قريحتك , فدمت سالما.

ـ[السراج]ــــــــ[24 - 10 - 2010, 10:11 م]ـ

نص جميل ...

نفضت عنه الغبار وزينته بتعليقك ومن ثم أخرجته للنور ...

فبارك الله فيك أخي السراج

بوركتِ أيتُها الأديبة ..

هو نصّ مازالت جوانبه تلمعُ من جِدته .. فليس قديماً ..

شكراً على حضورك الدائم ..

ـ[السراج]ــــــــ[24 - 10 - 2010, 10:12 م]ـ

بوركت أخي الكريم علي هذا الاختيار الرائع , والأروع هو ذاك التعليق الجميل التي جادت به قريحتك , فدمت سالما.

بوركَ فيكِ أم أماني ..

الرائع حضورك الكريم هُنا ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير