تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من أعداء الإسلام الحاقدين: لويس شيخو اليسوعي]

ـ[سلمان بن أبي بكر]ــــــــ[30 - 11 - 2010, 08:04 م]ـ

من أعداء الإسلام الحاقدين: لويس شيخو اليسوعي (1275هـ - 1346 هـ)

بقلم الدكتور عبد المحسن بن عبد العزيز العسكر

شهد العصر الحديث في نهضته الأدبية جماعة من النصارى العرب الذين اتجهت جهودهم إلى خدمة اللغة العربية، في مفرداتها وأدبها، وفي بعث جملة من دفائنها وكنوزها الخطية.

وهؤلاء القوم النصارى وإن كان الباعث لكثير منهم في تلك الأعمال قوميا محضا، إلا أنه وجد فيهم من كان همه الدعاية إلى نحلته، وإبراز نصوصها وآثارها ومآثرها،

زعموا، وأضافوا إلى ذلك سيئة أخرى، هي الطعن في الإسلام والغض من القرآن والقدح في شخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم،

ولم يقصر هؤلاء المتعصبون جهودهم على خدمة آثارهم النصرانية فحسب، ولا جعلوا عداءهم للإسلام ورجاله في كتب خاصة ألفوها استقلالا،

لا يقرؤها إلا من شاء من أبناء ملتهم،

ولكن أيديهم الآثمة امتدت إلى مصنفات العلماء المسلمين بدعوى طبعها ونشرها في الناس، فعبثت بها تلك الأيدي ومسختها وحرفتها، أقبح مسخ وتحريف عرفته القرون.

ويأتي في الطليعة من هؤلاء النصارى الأب لويس شيخو اليسوعي، وهو الذي أدير عليه الحوار اليوم، فمن هذا الرجل؟

وما موقفه من المسلمين وتراثهم؟

اسمه: رزق الله بن يوسف بن عبد المسيح بن يعقوب بن شيخو اليسوعي.

ولد في ماردين: بالجزيرة الفراتية عام 1275 هـ الموافق 1859 م وعزمت عليه نفسه الذهاب إلى لبنان يافعا للاتصال بأهل نحلته ومثافنتهم،

فدخل مدرسة الآباء اليوسوعيين في غزير، وأبحر إلى أوروبا ليزداد تعمقا في دينه ومعرفة بعلوم عصره، فالتحق بمدارس الرهبانية اليوسوعية،

ودرس هناك اللغات اليونانية واللاتينية والفرنسية، ثم قفل إلى لبنان منتظما في سلك الرهبانية سنة 1874م

وتمسى بـ "لويس" وانصرف إلى تعليم الآداب العربية في كلية القديس يوسف،

ثم أنشأ مجلة "المشرق " سنة 1898م، وطفق يكتب أكثر مقالاتها بقلمه مدة خمس وعشرين سنة، بهمة ونشاط،

وألف جمعا من الكتب التاريخية والأدبية واللغوية ونشر كثيرا من المخطوطات في هذه الفنون نفسها، وكانت وفاته في بيروت سنة 1346 هـ الموافقة 1927 م

وقد وصفه من رآه وهو كراتشكوفسكي الباحث الروسي بأنه آية في الصبر على البحث والقراءة ومداومة العمل الساعات الطويلة

(انظر مع المخطوطات العربية لكراتشكوفسكي 23)

ومن أشهر مؤلفاته المطبوعة:

1 - شعراء النصرانية في الجاهلية

2 - مجاني الأدب في حدائق العرب

3 - الآداب العربية في القرن التاسع عشر

4 - الأحكام العقلية في المدارس العلمية اللادينية

5 - أسباب الطرب في نوادر العرب

ومما نشره من الكتب العربية لغيره:

1 - الالفاظ الكتابية لعبد الرحمن بن عيس الهمداني

2 - فقه اللغة للثعالبي

3 - مقالات فلسفية لبعض فلاسفة العرب

(انظر معجم المطبوعات العربية والمعربة لسركيس 2/ 1166 والأعلام للزركلي 5/ 246)

تلك بعض مؤلفات شيخو ومنشوراته، وثمة أخرى غيرها، ولقد ظل الرجل سحابة عمره وفيا لدينه النصراني،

خادما لطائفته، مشيدا بهم يضع لهم المصنفات والمناهج الدراسية (انظر رواد النهضة الحديثة لمارون عبود 225 "المعاصرون لمحمد كرد علي" 318)

وأنشأ مكتبة ضخمة في دير الآباء اليوسوعين، أضحت مثابة لهم لا سيما بعد أن جمع لها نوادر المصنفات العربية،

وطاف من أجلها بلاد أوروبا والشرق، واستنسخ كثيرا من الفوائد مما ضمته خزائن الكتب هنا وهناك (معجم المطبوعات العربية 2/ 1167)

ولم يكن تعصبه لنصرانيته معتدلا ولا مستورا، بل كان تعصبا عاليا عنيفا مجاهرا به، مما جعل أبناء ملته يلومونه على ذلك ويعدونه من أخطائه. (رواد النهضة الحديثة 226)

ومن آثار تعصبه أنه جعل جمهور الشعراء الجاهليين نصارى، وصنع في ذلك كتابا ذا عدة أجزاء يجمع شعرهم وأخبارهم سماه "شعراء النصرانية في الجاهية"

و مضت الإشارة إليه, وهذه لا جرم مغالطة سافرة، إذ ليس الشعراء الجاهليون كلهم على دين واحد، ولقد خالف لويس شيخو في وجهته تلك جماعة من الأدباء والمؤرخين،

ولا غرو أن يكون فيهم نصارى معاصريه، لأن الحق قديم، والاعتراف به شرف وفضيلة،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير