[ظلمك التاريخ يا أبا فراس فهل يظلمك الحاضر ((قصائد))]
ـ[ساري عاشق الشعر]ــــــــ[25 - 12 - 2010, 11:34 م]ـ
بسم الله ..
لم أرَ من هو أصدق في شعره من أبي فراس الحمداني .. إليكم هذه القصائد ..
ومن عنده شيء يضيفه فلا يبخل علينا.
غَيرِي يُغَيّرُهُ الفَعَالُ الجَافي .... و يحولُ عنْ شيمِ الكريمِ الوافي
لا أرْتَضِي وُدّاً إذا هُوَ لمْ يَدُمْ .... عِندَ الجَفَاءِ وَقِلّة ِالإنْصَافِ
تعسَ الحريصُ وقلَّ ما يأتي بهِ .... عِوَضاً من الإلحَاحِ والإلحَافِ
إنَّ الغنيَّ هو الغنيُّ بنفسهِ .... وَلَو أنّهُ عارِي المَناكِبِ حَافِ
ما كلُّ ما فوقَ البسيطة ِكافياً .... فإذا قَنِعتَ فكُلّ شيءٍ كافِ
وَتَعافُ لي طَمَعَ الحَرِيصِ أُبُوّتي .... ومروءتي وفتوتي وعفافي
ما كثرة ُالخيلِ الجيادِ بزائدي .... شَرَفاً وَلاعَدَدُ السّوَامِ الضّافي
خَيْلي وَإنْ قَلّتْ كَثيرٌ نَفعُها .... بينَ الصوارمِ والقنا الرَّعافِ
و مكارمي عددُ النجومِ ومنزلي .... مأوَى الكِرَامِ وَمَنزِلُ الأضْيَافِ
لا أقتني لصروفِ دهري عدة ً .... حتى كأنَّ صروفهُ أحلافي
شِيَمٌ عُرِفتُ بهنّ مُذْ أنَا يَافِعٌ .... وَلَقَدْ عَرَفتُ بِمِثْلِهَا أسْلافي
وأيضاً
أَقولُ وَقَد ناحَت بِقُربي حَمامَةٌ: ... أَيا جارَتا هَل تَشعُرينَ بِحالي؟!
مَعاذَ الهَوى؛ ماذُقتِ طارِقَةَ النَوى .. وَلا خَطَرَتْ مِنكِ الهُمومُ بِبالِ
أَتَحمِلُ مَحزونَ الفُؤادِ قَوادِمٌ .. عَلى غُصُنٍ نائي المَسافَةِ عالِ؟!
أَيا جارَتا، ما أَنصَفَ الدَهرُ بَينَنا ... تَعالَي أُقاسِمكِ الهُمومَ تَعالَي
تَعالَي تَرَي روحاً لَدَيَّ ضَعيفَةً .... تَرَدَّدُ في جِسمٍ يُعَذِّبُ بالِِ
أَيَضحَكُ مَأسورٌ وَتَبكي طَليقَةٌ ... وَيَسكُتُ مَحزونٌ وَيَندِبُ سالِ؟!
لَقَد كُنتُ أَولى مِنكِ بِالدَمعِ مُقلَةً ... وَلَكِنَّ دَمعي في الحَوادِثِ غالِ!
ـ[بل الصدى]ــــــــ[26 - 12 - 2010, 12:56 ص]ـ
لا أرْتَضِي وُدّاً إذا هُوَ لمْ يَدُمْ .... عِندَ الجَفَاءِ وَقِلّةِ الإنْصَافِ
من الروائع حقا. .
ـ[فتون]ــــــــ[26 - 12 - 2010, 08:12 ص]ـ
موضوع جميل أخي ساري ...
ومن جميل شعر أبي فراس قوله:
الشعر ديوان العربْ، ** أبداً، وعنوان النسبْ
لم أعدُ فيه مفاخري ** ومديحَ آبائي النجبْ
ومقطعاتٍ ربما ** حليتُ منهنَ الكتبْ
لا في المديح ولا الهجا ** ءِ ولا المجونِ ولا اللعبْ
ـ[فتون]ــــــــ[26 - 12 - 2010, 08:25 ص]ـ
ويقول:
الدهر يومان: ذا ثبتٌ وذا زللُ، ... والعيش طعمان: ذا صابٌ وذا عسلُ
كذا الزمان؛ فما في نعمةٍ بطرُ ... للعارفين؛ ولا في نقمة فشلُ
سعادة المرء في السراء إن رجحت، ... والعدلُ أن يتساوى الهمُ والجدلُ
وما المهموم، وإن حاذرت ثابتة ... ولا السرور، وإن أمَّلتَ يتصل
فما الأسى لهموم، لابقاء لها، ... ومالسرور لنُعمى، سوف تنتقلُ
لكن في الناس مغروراً بنعمته، ... ما جاءهُ اليأسُ حتى جاءهُ الأجلُ
ـ[محد سمع صوتي]ــــــــ[26 - 12 - 2010, 11:03 ص]ـ
أولا أحب أن أشكر السيد محمد التويجري على هذا المنتدى الرائع والمفيد جدا , وأضم صوتي مع طارح الموضوع أن أبا فراس الحمداني قد ظلمه التاريخ كثيرا:)
ـ[ساري عاشق الشعر]ــــــــ[28 - 12 - 2010, 06:48 م]ـ
بل الصدى محد سمع صوتي .. شكرا لمروركما ..
وشكرا لك فتون إضافات رائعة .. و إغناءات جميلة ..
ولا ننسى أشهر ما قال ...
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر **** أما للهوى نهي عليك ولا أمرُ؟؟
بلى أنا مشتاق وعندي لوعة **** لكن مثلي لا يذاع له سرُ
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى **** وأذللت دمعا من خلائقه الكبرُ
تكاد تضيء النار بين جوانحي **** إذا هي أذكتها الصبابة والفكرُ
معللتي بالوصل والموت دونه **** إذا مت ظمآنا فلا نزل القطرُ
بدوت وأهلي حاضرون لأنني **** أرى دارا لست من أهلها قفرُ
وحاربت قومي في هواكِ وإنهم **** وإياي لولا حبكِ الماء والخمرُ
فإن كان كما قال الوشاة ولم يكن **** فقد يهدم الإيمان ما شيد الكفرُ
وفيت وفي بعض الوفاء مذلة **** لآنسة في الحي شيمتها الغدرُ
وقور وريعان الصبا يستفزها **** فتأرن أحيانا كما يأرن المهرُ
تسائلني من أنت وهي عليمة **** وهل بفتى مثلي على حاله نكرُ
فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى **** قتيلك قالت أيهم فهم كثرُ
فقلت لها لو شئت لم تتعنتي **** ولم تسألي عني وعندك بي خبرُ
فقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا **** فقلت معاذ الله بل أنتِ والدهرُ
فأيقنت أن لا عز بعدي لعاشق **** وأن يدي مما علقت به صفرُ
وقلبت أمري ولا أرى لي راحة **** إذا البين أنساني ألح بي الهجرُ
فعدت إلى حكم الزمان وحكمها **** لها الذنب لا تجزى به ولي العذرُ
كأني أنادي دون ميثاء ظبية **** على شرف ظمياء جللها الذعرُ
تجفل حينا ثم ترنو كأنها **** تنادي طلابا بالواد أعجزه الحضرُ
فلا تنكريني يا ابنة العم إنه **** ليعرف من أنكرته البدو والحضرُ
ولا تنكريني إنني غير منكر **** إذا زلت الأقدام واستنزل النصرُ
وإنني لنزال بكل مخوفة **** كثير إلى نزالها النظر الشزرُ
وإني لجرار لكل كتيبة **** معودة أن لا يخل بها النصرُ
فأظمأ حتى ترتوي البيض والقنا **** وأسغب حتى يشبع الذئب والنسرُ
ولا أصبح الحي الخلوف بغارة **** ولا الجيش ما لم تأته قبلي النذرُ
ويا رب دار لم تخفني منيعة **** طلعت عليها بالردى أنا والفجرُ
وحي رددت الخيل حتى ملكته **** هزيما وردتني البراقع والخمرُ
وساحبة الأذيال نحوي لقيتها **** فلم يلقها جافي اللقاء ولا وعرُ
وهبت لها ما حازه الجيش كله **** ورحت ولم يكشف لأبياتها سترُ
ولا راح يطغيني بأثوابه الغنى **** ولا بات يثنيني عن الكرم الفقرُ
وما حاجتي بالمال أبغي وفوره **** إذا لم أفر عرضي فلا وفر الوفرُ
أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى **** ولا فرسي مهر ولا ربه غمرُ