[نزاريات]
ـ[ديبو]ــــــــ[04 - 10 - 2010, 11:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
النصائحُ الذهبيَة .. في أدب الكتابة النفْطيَّة
لو شاءَتِ الأقدارُ أن تكونَ كاتباً
يجلسُ تحتَ جُبَّةِ الصَحَافةِ النَفْطِيَّهْ.
فهذه نََصَائحي إليكْ:
1 - أُدْخُل إلى مَدْرَسَةٍ تُعَلَِمُ الأُمِيَّهْ.
2 - أكْتُبْ بلا أصابعٍ .. وكُنْ بلا قَضيَّهْ.
3 - إِمْسَحْ حِذَاءَ الدولةِ العَليَّهْ.
4 - إشْطُبْ من القَامُوسِ كِلْمَةَ الحُريَّهْ.
5 - لا تتحدَثْ عن شُؤُون الفَقْرِ، والثورةِ،
في الشوارعِ الخَلْفِيَّهْ.
6 - لا تَنْتَقدْ أجهزةَ القَمْعِ، ولا تَضَعْ
أنْفَكَ في المسائلِ القوميَّهْ.
7 - كُنْ غامضاً .. في كلِّ ما تكتُبُ،
والزَمْ مبدأَ التقيَّهْ.
8 - خَصِّصْ عَمُودَكَ اليوميَّ للأزياءِ ..
والأزهارِ .. والفَضَائحِ الجنسيَّهْ.
9 - لا تتذكَّرْ أنبياءَ القُدْسِ .. أو تُرابَها ..
فإنَّها حكايَةٌ مَنْسِيَّهْ.
10 - لا تَرثِ بيرُوتَ التي ترمَّلَتْ
فالقتلُ فيها عادةٌ يوميَّهْ.
11 - لا تتعرَّضْ للسلاطين إذا تَعهَّروا ..
أو قَامَرُوا .. أو تَاجرُوا .. فهذه مسألةٌ شخصيَّهْ.
12 - ولا تَقُلْ لحاكمٍ: إِنَّ قِبَابَ قصرِه
مصنوعةٌ من جُثَثِ الرَعيَّهْ ...
الطابور
طَالبتُ ببعضِ الشمسِ،
فقالَ رجالُ الشُرْطةِ:
قِفْ ـ يا سيِّدُ ـ في الطابورْ
طَالبتُ ببعض الحِبرِ، لأكتُبَ إسمِي ..
قالوا: إن الحِبْرَ قليلٌ ...
فالزَم دَوْرَكَ في الطابورْ
طالبتُ بأيِّ كتابٍ أقرأُ فيه ..
فصَاحَ قميصٌ كاكيٌّ:
مَنْ كانَ يريدُ العِلْمَ ..
فإن عليه، قراءةَ منشورات الحزْبِ ..
وأحكامِ الدُستورْ ..
طالبتُ بإذنٍ حتى ألقى امْرأتي
فأجابوني: إن لقاء المرأةِ صَعْبٌ ..
وعلى العاشقِ،
أنْ لا ييأسَ من طُولِ الطابُورْ
طالبتُ بإذنٍ ..
حتى أُنْجِبَ ولداً ..
قال نقيبٌ، وهو يُقَهْقِهُ:
إنَّ النَسْلَ مُهِمٌّ جداً ..
فَلْتَْتَنْظِرْ، سنةً أخرى، في الطابُورْ
طالبتُ برؤية وجهِ اللهِ ..
فصاحَ وكيلٌ من وُكلاءِ اللهِ ..
(لماذا؟)
قلتُ: لأني إنْسانٌ مَقْهُورْ ..
فأشارَ إليَّ بإصْبعهِ
وفهمتُ بأن المقهورينَ
لهم أيضاً طابُورْ ...
أرجو أن ألقاكَ .. ولكنْ لا تترُكني
مثلَ كلاب الشارعِ، في الطابورْ
من يوم أتيتُ إلى الدنيا
وأنا مزروعٌ في الطابورْ
ساقاي تجمَّدَتَا في الثلجِ،
ونَفْسِي كالورقِ المنثورْ
منتظرٌ وطناً .. لا يأتي
وشواطئَ دافئةً .. وطُيُورْ ..
لا أدري .. كيف أقول الشعرَ
فحيثُ ذهبتُ يُلاحقني السَاطورْ ..
كلُّ الأوراق مُفخَّخَةٌ ..
كلُّ الأقلام مُفَخَّخَةٌ ..
كلُّ الأثداء مُفَخَّخَةٌ ...
وسريرُ الحُبِّ ..
يريدُ جوازَ مُرورْ ...
يا ربي:
وهذا الوطنُ القابعُ بين الماءِ .. وبين الماءِ ..
حزينٌ كالسيف المكْسورْ ..
فإذا ودَّعْنا كافُوراً ..
يأتينا .. أكثرُ من كافُورْ ..
يا ربي:
إنَّ الأُفقَ رماديٌّ
إنْ كُنْتَ تُريدُ مساعدَتي
يا ربي .. فاجعَلْني عُصْفُور ...
وأنا أشتاقُ لقَطْرةِ نُورْ
إنْ كُنْتَ تُريدُ مساعدَتي
يا ربي .. فاجعَلْني عُصْفُور ...
ـ[ديبو]ــــــــ[04 - 10 - 2010, 11:40 م]ـ
من مفكرة عاشق دمشقي
فرشت فوق ثراك الطاهر الهدبا .... فيا دمشق ... لماذا نبدأ العتبا؟
حبيبتي أنت ... فاستلقي كأغنيةٍ .... على ذراعي، ولا تستوضحي السببا
أنت النساء جميعاً .. ما من امرأةٍ ..... أحببت بعدك .. إلا خلتها كذبا
يا شام، إن جراحي لا ضفاف لها .... فمسحي عن جبيني الحزن والتعبا
وأرجعيني إلى أسوار مدرستي ...... وأرجعي الحبر والطبشور والكتبا
تلك الزواريب كم كنزٍ طمرت بها ..... وكم تركت عليها ذكريات صبا
وكم رسمت على جدرانها صوراً ..... وكم كسرت على أدراجها لعبا
أتيت من رحم الأحزان ... يا وطني .... أقبل الأرض والأبواب والشهبا
حبي هنا .. وحبيباتي ولدن هنا ..... فمن يعيد لي العمر الذي ذهبا؟
أنا قبيلة عشاقٍ بكاملها ..... ومن دموعي سقيت البحر والسحبا
فكل صفصافةٍ حولتها امرأةً .... و كل مئذنةٍ رصعتها ذهبا
هذي البساتين كانت بين أمتعتي .... لما ارتحلت عن الفيحاء مغتربا
فلا قميص من القمصان ألبسه .... إلا وجدت على خيطانه عنبا
كم مبحرٍ .. وهموم البر تسكنه .... وهاربٍ من قضاء الحب ما هربا
¥