تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[لا تعودي!!!]

ـ[عصماء]ــــــــ[17 - 12 - 2010, 07:09 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من قصيدة لا تعودي ...

لا تعودي أحرقَ الشكُّ وجودي .. لا تعودي

اذهبي ماشئِت أنّى شئت في دنيا الخلود

واتركي النار التي أوقدتِها تقِضمُ عُودي

هي بردٌ وسلامٌ يتلظّى في برودي!! ..

فاسعدي في شِقوة الروح ... ولكن لا تعودي

* * *

أنت والأقدار! .. كم قاسيتُ منهنَّ ومنك!

هي تأتي بيقين خائن في إثرِ شَكِّ

ثم أنت الشك في إثر يقين لم يخنكِ

وأنا سائلُك الحيرانُ عنهن وعنكِ

فأجيبي واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي

* * *

اللّظَى زادي!! فهل ينفعني زادٌ مميتُ؟

اللّظَي روحُك؟ أم روحي سعيرٌ مستميتُ؟

كلَّما مّرت به النسمة من وجدي حَييتُ

أهي تحييني إذا مرت بناري أم تميتُ؟

خبرًّيني، واذهبي إن شئتِ،، لكن لا تعودي

ـ[عصماء]ــــــــ[17 - 12 - 2010, 07:25 م]ـ

أنا كالنار تغشاها من الموت رمادُ!

أحديثٌ منكِ يُحْييني أم الصمتُ المُعادُ؟

أم نسيمُ الحبّ؟ أم هجرُكِ؟ أم هذا الِبعادُ؟

أأنا حيٌّ ولا أدري أم الحيُّ الجمادُ؟

خبًّريني واذهبي إن شئت .. لكن لاتعودي

* * *

هذه الّريبةُ في روحيَ من سرّ حياتي

بَعثتْ وجَْدي فدبَّ الشوقُ منها في رُفاتي

فَجَّرَتْ أَغْمَض ما أخفيتُ في جَوْفِ صِفاتي

فإذا وَرْدُكِ نجوايَ وأشواكي شكاتي

اسمعيها، واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي

* * *

ماسمائي؟ هي إظلامٌ ورعدٌ وبُروقٌ

لا أرى نجمي ولا فيها غروبٌ أو شروقُ

صَخَبٌ يهدِمُ بُنْياني، ورعبٌ، وخُفوقُ

ووميضٌ هو في روحي حريقٌ وفتوقُ

اشهدي ثم اذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي

* * *

ثم ما أَرْضيَ؟ زلزالٌ، وجدبٌ وصُدوعُ

ظمأٌ يغتالُ آمالي، وأشواقٌ تَلوعُ

هذه الأوهام من حوليَ أطيافٌ تَروعُ

أينَ؟ لا أينَ .. ضلالٌ بل خِداعٌ بل هُلوعُ

أقبلي ثم اذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي

ـ[عصماء]ــــــــ[17 - 12 - 2010, 07:44 م]ـ

حَيرْتي فيكِ وفي نفسيَ من طولِ انتظاري

حَيرْة الذرّةِ في الرّيح بمجهولِ القفارِ

تشتكي للَّيل ما تلقاهُ من شمس النهارِ

لا كؤوسُ الغَيْث ِتسقيها ولا الموتُ يُواري

اذهبي ثم اذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي

* * *

أنا في العزلة لا آنِسُ إلا بارتيابي

الأفاعي الصُّمُّ والوحشُ الضواري من صِحابي

في دمي تشتفُّ أو تنهش روحي وإهابي

فتعالَيْ، واسألي كيف رأتني .. ؟ لاتَهابي

اسمعيها، واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي

* * *

كيف لا تأنسُ في الرّيبة بنتُ الُظلُماتِ؟

مُهْجتي .. أُمُّ الخصام المُرِّ مهدُ النَّزواتِ

خُلقَتْ لليأْس والبأس وطَيِّ الحسَراتِ

وارتكابِ الفرَحَ النَّشوان فوقَ العبراتِ

لا أبالي .. فاذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي

* * *

ما دمائي .. ؟ هي أشواقيَ من جرحي تفيضُ!

شُعَلٌ ذابتْ من اللذات أو وَجْدٌ غوَيضُ

ليتها تبقى كما تبقى الأماني لا تغيضُ

حَبّبَ الشكَّ إلى قلبيَ إيمانٌ بغَيضُ

أنتِ جرحي .. فاذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي

* * *

قد صحبتُ اللَّيلَ، والليلُ اكتئابٌ وارتياعُ

ظُلُمات الصمتِ لا ينفذُ فيهنَّ شُعاعُ

حسرةٌ تطوى على أخرى وَهَمٌّ وضَياعُ

وأحاديث لها في النفس هَدٌ ونِزاعُ

أَنْصتي ثم اذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي

* * *

قلتُ: يا نجميَ! هذا الليلُ فاسطَعْ وأَعِنّي

اِهْدِني .. هذي فلاةٌ ودليلٌ ضلّ عنيّ

كلُّ ما أَخشاه أو أرجوه قد أفلت منيّ

اهدني .. أولا .. لقد ضعتُ، فغِبْ يا نجمُ! إنّي

لا أبالي .. فاذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي

* * *

ـ[عصماء]ــــــــ[17 - 12 - 2010, 08:17 م]ـ

أنت يا نجميَ! كالذكرى عذابٌ وارتياحُ

ظَفَرٌ يخبو وقد ضّرم آمالي الطماحُ

لكما في النفس أضواءٌ تُدَمّيها الجراحُ

هكذا السعدُ إذا مالامَهُ نَحْسٌ مُتاحُ

أنتِ نجمي .. فاذهبي إن شئت .. لكن لا تعودي

* * *

ساعةٌ فرَّتْ إلى الذكرى .. إلى غيرِ مآبِ

تتجلّى كالخلود الغضّ في بَرْقِ الشَّبابِ

سعَّرَتْ للّراحلِ المُنْبتِّ هَمّي وطِلابي

فَهْي تختالُ لتُضْريني من خلفِ ِحجابِ

مزًّقيه، واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي

* * *

هَلَكَ الماضي .. ! أما تهِلكُ ذكراه فتفنى!!

أَهْوَ مالُ الحيّ في دنياه يحويهِ لِيغْنى؟!

أم ثمارُ العمر قد أنضجها الشوقُ لِتُجْنى؟!

أم هو الشُّح الذي لَوَّعَ أرواحاً وأضنى؟ َ

لستُ أدري ... فاذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي

* * *

هذه الساعاتُ تنسابُ كأَنْ لم تَكُنِ

هي كالحيات غابَتْ في كهوف الزمن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير