تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لماذا أراك عصي الدمع؟! للمسابقة]

ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[18 - 10 - 2010, 12:08 ص]ـ

.

حقاً هو الفارس الأمير الأسير العاشق .. أبو فراس الحمداني

كل هذه الصفات الرائعة تبدت في قصيدته الرائعة: أراك عصي الدمع

وتأبى الدمعة أن تنزل من عين العاشق الأسير لعزة نفسه وكبريائها رغم أن قلبه ينزف دماً وتتدفق قريحته السحّاحة التي لا تعرف حدوداً للعطاء فتمطر وابلاً من الحنين والعتب لأغلى الناس وأقربهم لقلبه الأمير سيف الدولة

فلم تنسه لوعة الأسر عزة نفسه فراح يزهو مفتخراً بمناقبه الجمة، فهو العاشق المخلص والفارس الذي لا يشق له غبار وهو القمر الذي لا بد أن يفتقده قومه في الليالي الظلماء، وهو الذي لا يهاب الموت مادام النهاية الطبيعية لكل البشر

والقصيدة تتفتق عن حزن دفين تشعر به في قرارة نفسك وكأنك صاحب اللوعة والأسى

فهو الفارس المغوار الذي ترجل عنوة عن ظهر جواده والحبيب الذي فقد الوطن والمحبوبة والأسير الذي فقد الحرية وهو الأمير ابن عم الأمير وصديقه الذي لم يأت لإنقاذه وتركه رهين المعتقل .. كل ذلك عبر عنه بعزة وإباء تلفت النظر وتأسر الألباب فقد استطاع المزج بين الحزن والكبرياء والشوق إلى الحرية والحبيب وكيف لا يحن الطائر الحبيس إلى فضائه الرحب؟!

نعم أنا مشتاق وعندي لوعة ... ولكن مثلي لايذاع له سر

حتى عتابه لابن عمه سيف الدولة جاء بأسلوب أشم ونفس أبية تعاف الذل والضيم كل ذلك يفوح منه أريج العاطفة الصادقة والفروسية العربية و الحنين إلى الوطن والحبيبة وإلى الحرية بشاعرية وجزالة وقوة تعبير ورصانة وتماسك في بنيان القصيدة من بحر الطويل ..

كانت هذه القصيدة مثار إعجابي منذ زمن طويل وحفظت أبياتها منذ صغري لما بينت من أسباب وأحببت أن تشاركوني إياها فأرجو الله أن أكون قد وفقت في اختياري وأن تنال إعجابكم كما نالت إعجابي ..

تعريف بسيط بالشاعر أبي فراس الحمداني:

320 - 357 هـ / 932/ 968م

ولد أبو فراس في الموصل من أسرة كريمة ونشأ في بلاط ابن عمه سيف الدولة، وحظي بثقافة واسعة وتعلم فنون الفروسية وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته ويقدمه على سائر قومه، حتى ولاه على منبج وحران وقد أسره الروم مرتين وطال به الأسر في المرة الثانية، وعرف ما كتبه في أسره بالروميات.

مقتطفات من القصيدة

أَراكَ عَصِيَّ الدَمعِ شيمَتُكَ الصَبرُ ******** أَما لِلهَوى نَهيٌ عَلَيكَ وَلا أَمرُ

نعم أنا مشتاق وعندي لوعةٌ ******** ولكن مثلي لايذاع له سرُ

معَلِّلَتي بِالوَصلِ وَالمَوتُ دونَهُ ******** إِذا مِتَّ ظَمآناً فَلا نَزَلَ القَطرُ

وَفَيتُ وَفي بَعضِ الوَفاءِ مَذَلَّةٌ ******** لِإِنسانَةٍ في الحَيِّ شيمَتُها الغَدرُ

وَقَلَّبتُ أَمري لا أَرى لِيَ راحَةً ******* إِذا البَينُ أَنساني أَلَحَّ بِيَ الهَجرُ

فَعُدتُ إِلى حُكمِ الزَمانِ وَحُكمِها ******* لَها الذَنبُ لاتُجزى بِهِ وَلِيَ العُذرُ

وَما حاجَتي بِالمالِ أَبغي وُفورَهُ ******* إِذا لَم أَفِر عِرضي فَلا وَفَرَ الوَفرُ

أَسِرتُ وَما صَحبي بِعُزلٍ لَدى الوَغى ******* وَلا فَرَسي مُهرٌ وَلا رَبُّهُ غَمرُ

وَقالَ أُصَيحابي الفِرارُ أَوِ الرَدى ******** فَقُلتُ هُما أَمرانِ أَحلاهُما مُرُّ

هُوَ المَوتُ فَاِختَر ماعَلا لَكَ ذِكرُهُ ******* فَلَم يَمُتِ الإِنسانُ ماحَيِيَ الذِكرُ

سَيَذكُرُني قَومي إِذا جَدَّ جِدُّهُم ****** وَفي اللَيلَةِ الظَلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ

وَإِن مُتُّ فَالإِنسان لابُدَّ مَيِّتٌ ****** وَإِن طالَتِ الأَيّامُ وَاِنفَسَحَ العُمرُ

وَنَحنُ أُناسٌ لا تَوَسُّطَ عِندَنا ******* لَنا الصَدرُ دونَ العالَمينَ أَوِ القَبرُ

تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا ****** وَمَن خَطَبَ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ

أَعَزُّ بَني الدُنيا وَأَعلى ذَوي العُلا ********* وَأَكرَمُ مَن فَوقَ التُرابِ وَلا فَخرُ

ـ[أبومحمدع]ــــــــ[18 - 10 - 2010, 12:39 ص]ـ

السلام عليكم.

والله إنه لموضوع هز في شيئا كثيرا تجاه أبي فراس.

عرضكِ وديباجتكِ أختنا (الباحثة) زادت القصيدة حسنا على حسنها فما أحسن ما قال (أبو فراس) وما أحكم ما قال:

الله الله على هذه الحكم:

وَما حاجَتي بِالمالِ أَبغي وُفورَهُ ******* إِذا لَم أَفِر عِرضي فَلا وَفَرَ الوَفرُ

هُوَ المَوتُ فَاِختَر ماعَلا لَكَ ذِكرُهُ ******* فَلَم يَمُتِ الإِنسانُ ماحَيِيَ الذِكرُ

تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا ****** وَمَن خَطَبَ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ

بوركتِ.

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[18 - 10 - 2010, 01:14 ص]ـ

.

أبو فراس غني عن التعريف والباحثة غنية عن التوضيح ..

اختيارك أختي الكريمة أستاذة الباحثة في منتهى التوفيق.

الأولى بإذن الله ..

دمت في حفظ الله ورعايته.

ـ[السراج]ــــــــ[18 - 10 - 2010, 06:38 ص]ـ

... فقد استطاع المزج بين الحزن والكبرياء والشوق إلى الحرية والحبيب وكيف لا يحن الطائر الحبيس إلى فضائه الرحب؟!

إنّكم لتحيّرون المحكّمين بهذه القصائد وهذه النوادر!

لقد اخترتم عيون الشعر العربي وأتبعتموها بكُحلٍ نافذَ الحُسن من تعليقاتكم وتوضيحاتكم البهية. فشكراً لكم على إثرائكم وعلى تغليف الجمال بالجمال.

شكراً أيتُها الباحثة .. كعادتكِ بارعة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير