والمِعْصَمان فما يُرى لهما ...... مِنْ نَعْمَةٍ وبَضاضَةٍ نِدُّ
ولها بَنانٌ لو أرَدْت َ له ...... عَقْداً بِكَفِّكَ أمْكَنَ العَقْدُ
قد قُلْتُ لَمّا أَنْ كَلِفْتُ بها ....... واقْتادَني في حُبِّها الوَجْدُ
إنْ لم يَكُنْ وَصْلٌ لَدَيْكِ لنا ..... يَشْفي الصَّبابَةَ فَلْيَكُنْ وعْدُ
قد كان أوْرَقَ وصْلُكُم زَمَناً ...... فَذَوى الوِصالُ وأوْرَقَ الصَّدُّ
للَّهِ أشْواقٌ إذا نَزَحَتْ ....... دارٌ بِنا، ونَبا بِكُمْ بُعْدُ
إنْ تُتْهِمي فتِهامَةٌ وطَني ...... أوْ تُنْجِدي إنَّ الهوى نَجْدُ
وزَعَمْتِ أنَّكِ تُضْمِرينَ لنا ..... وُدَّاً فهلاّ يَنْفَعُ الوُدُّ
وإذا المُحِبُّ شكا الصُّدودَ ولم ...... يُعْطَفْ عَلَيْهِ فقَتْلُهُ عَمْدُ
ونَخُصُّها بالوُدِّ وهي على ....... ما لانُحِبُّ، وهكذا الوَجْدُ
أوَ ما تَرى طِمْرَيَّ بينهما ...... رَجُلٌ أَلَحَّ بِهَزْلِهِ سُهْدُ
فالسَّيفُ يَقْطَعُ وهْوَ ذو صَدَأٍ ..... والنَّصْلُ يَفْري الهامَ لاالغِمْدُ
لاتَنْفَعَنَّ السيفَ حِلْيَتُهُ ...... يومَ الجِلادِ إذا نَبا الحَدُّ
ولقد عَلِمْتِ بأنَّني رَجُلٌ ....... في الصالحاتِ أروحُ أو أغْدوا
بَرْدٌ على الأدْنى ومَرحَمَةٌ ..... وعلى المكارِهِ باسِلٌ جَلْدُ
مُتَجَلْبِبٌ ثَوْبَ العفافِ وقد ...... وَصَلَ الحبيبُ وأسْعَدَ السَّعْدُ
ومُجانبٌ فعلَ القبيحِ وقد ...... غَفَلَ الرقيبُ وأمْكَنَ الوِرْدُ
مَنَعَ المطامعَ أن تُثَلِّمَني ..... أنِّي لِمِعْوَلِها صَفَاً صَلْدُ
فأظلُّ حُرّاً من مَذَلَّتِها ...... والحُرُّ حين يُطيعُها عَبْدُ
آلَيْتُ أمدحُ مُقْرِفأً أبداً ..... يَبْقى المديحُ ويَنْفَدُ الرِّفْدُ
يهات يأبى ذاك لي سَلَفٌ ...... خَمَدوا ولم يَخْمَدْ لهم مَجْدُ
فالجَدُّ كِِنْدَةُ والبَنونَ همُ ..... فَزَكا البَنونَ وأنْجَبَ الجَدُّ
فلَئِنْ قَفَوْتُ جميلَ فِعْلِهِمُ ...... بِذَميمِ فِعْلي إنّني وَغْدُ
أجْمِلْ إذا حاولتَ في طَلَبٍ ...... فالجِدُّ يُغْني عنك لا الجَدُّ
وإذا صبَرْتَ لِجَهْدِ نازِلَةٍ ...... فكَأنَّما ما مَسَّكَ الجُهْد
لِيَكُنْ لديكَ لِسائلٍ فَرَجٌ ...... انْ لم يَكُنْ فَلْيَحْسُنِ الرَّدُّ
وطَريدِ ليلٍ ساقَهُ سَغَبٌ ....... وَهْناً إلَيَّ وقادَهُ بَرْدُ
أوْسَعْتُ جَهْدَ بَشاشَةٍ وقِرىً ...... وعلى الكريمِ لضَيْفِهِ جَهْدُ
فَتَصَرَّمَ المشْتى ومَرْبَعُهُ ...... رحْبٌ لديَّ وعَيْشُهُ رَغْدُ
ثمّ اغتَدى ورداؤهُ نِعَمٌ ....... أسْأرْتُها وردائيَ الحَمْدُ
ياليتَ شِعْري، بعد ذلكمُ ...... ومَحالُ كلِّ مُعَمَّرٍ لَحْدُ
أصَريعَ كَلْمٍ أم صَريعَ ضَنىً ..... أرْدى؟ فليسَ منَ الرّدى بُدُّ
أرجوكم مرة ثالثة ( ops مرجع .. ؟
ـ[أديب طيء]ــــــــ[19 - 10 - 2010, 11:34 م]ـ
قال ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 279 - 280):
( .... فأما القصيدة التي لا يعرف قائلها فيما ذكره أبو عبيدة والاصمعي والمبرد وغيرهم فهي قوله:
هل بالطلول لسائل رد * أم هل لها بتكلم عهد
وهي مطولة وفيها معان حسنة كثيرة) اهـ.
قال ابن خير الإشبيلي [502هـ-572هـ] كما في (فهرسة ابن خير الإشبيلي 1/ 361 - 362):
القصيدة اليتيمة من الكامل هل بالطلول لسائل رد
حدثني بها القاضي أبو بكر بن العربي رحمه الله قال حدثنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال أنشدنا جميع قصيدة الحسين بن محمد المنبجي ولقبه دوقلة القاضي أبو القاسم التنوخي قال أنشدناها أبو الحسن محمد بن عبيد الله بن محمد النصيبي الأزدي مؤدبي وأخبرني أن أبا عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد صاحب ثعلب أنشده عن أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب لدوقلة المنبجي
وأنشدنيها أبو الحسن علي بن محمد النحوي الحلبي المعروف بالوزاز عن أبي النضر الحلبي النحوي عن الزجاج عن محمد بن حبيب قال من غفل شعر ذي الرمة قوله هل بالطلول لسائل رد ذكرها وقرأها على أبي العباس أحمد بن محمد الموصلي الشافعي المعروف بالأخفش قال أنشدني جماعة عن أبي بكر بن دريد عن أبي حاتم السجستاني عن الأصمعي وأبي عبيدة قالا القصيدة اليتمية هل بالطلول لسائل رد
وأنشدنيها رجل من الكتاب يعرف بأبي الحسن السوراني كان يكاثر أبا الحسن النصيبي مؤدبي عن أبي محمد بن درستويه عن أبي العباس المبرد قال القصيدة التي لا يعرف قائلها وهي اليتيمة هل بالطلول لسائل رد
وفي الروايات ألفاظ وزيادة ونقصان أبيات منها وعرضتها تصحيحا على أبي القاسم عبيد الله بن محمد بن حزم الأسدي
وقال أبو الحسن علي بن الحسن الرازي سمعت أبا عبد الله بن خالويه ينشد هذه القصيدة فسألته لمن هي فقال تروى لسبعة عشر شاعرا اهـ
وذكر جامع تراجم شعراء الموسوعة الشعرية في ترجمة دوقلة المنبجي:
دوقلة المنبجي
الحسين بن محمد المنبجي، المعروف بدوقلة.
شاعر مغمور، تنسب إليه القصيدة المشهورة باليتيمة، ووقعت نسبتها إليه في فهرست ابن خير الأندلسي وهي القصيدة التي حلف أربعون من الشعراء على انتحالها ثم غلب عليها اثنان هما أبو الشيص والعكوك العباسيان، وتنسب في بعض المصادر إلى ذي الرمة، وشذ الآلوسي في بلوغ الأرب فجعلها من الشعر الجاهلي، وتابعه جرجي زيدان في مجلة الهلال (14 - 174)، وخلاصة القول أن القصيدة كانت معروفة منذ القرن الثالث الهجري عند علماء الشعر، وأول من ذهب أنها لدوقلة هو ثعلب المتوفى سنة 291هـ. اهـ[الموسوعة الشاملة].
(قلتُ): لم أجد القصيدة في مجالس ثعلب.
وقال ابن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب (2/ 407):
روى أبو القاسم منصور بن النعمان قال: أنشدنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن إسحق الحلبي قال: أنشدنا أبو سعيد النصيبي عن أبي الحسن علي بن سليمان الأخفش قال: أنشدت هذه القصيدة المعروفة باليتيمة، ولم تعرف لأحد فلذلك سميت اليتيمة، ثم أنشدتها للحسن بن حميد المنبجي وهي:
هل بالطول لسائل رد ... أم هل لها بتكلم عهد) اهـ
هذا ما استطعت بحثه وجلبه, أرجو أني قد أفدتكِ.
¥