وإنني اليوم لأنظر بعين غير تلك التي كنت أنظر بها وأسمع بأذن غير تلك التي كنت أسمع بها وكل الأعمال والشعائر صبغت عندي بصبغة السماء فلا الآذان هو الآذان الذي كنت أعرفه ولا الوضوء هو الوضوء ولا الصلاة هي الصلاة ولا طعم الماء هو طعم الماء ولا تعظيم النعمة هو تعظيمها ولا الشعور بالأمان هو الشعور بالأمان ولا تقدير الصحة والعافية هو هو ولا الدعاء هو الدعاء.
كنت أنظر الدعاء “كمسدس ماء” واليوم أعلم أنه أشد وأمضى من أقوى قنبلة ذرية على وجه الأرض بل وفي تشبيهي هذا إنقاص للمعنى وسوء أدب مع خالق السماء والأرض. ولكني اجتهد في تقريب المعنى ما استطعت.
وأدركت ما في هذه الأمة من خير عظيم. أصدقاء أعرفهم وغيرهم لا أعرفهم ذهبوا للبحث عني بالقوارب طوال الليل والنهار. وأناس لا أعرفهم ولا يعرفونني هجروا مضاجعهم وقاموا الليل يدعون الله أن يحميني وأنا هناك في وسط البحر. فأبى الله إلا أن يكون أرحم من قلوب الرحماء من أمته وأن يكتب لهم الأجر ولي النجاة.
تذكرت قول الله تعالى (وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين* فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين) الأنبياء 87 - 88
وقد قال الله تعالى (وكذلك ننجي المؤمنين) ولم يقل سبحانه
(وكذلك ننجي المرسلين أو الأنبياء). ليؤكد سبحانه أنه سيكون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة من سينجيه الله بصور عجيبة وغريبة فيها كرامات كتلك التي أنجى الله بها نبيه يونس من بطن الحوت في جوف البحر.
(ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون) ” إبراهيم 25 (ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شي عليم) النور: 35 (تلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) العنكبوت 43
أما القرش فلا تسألوني عنه ولا عن الضربة التي أمر أن يوجهها إلي في تلك المنطقة بالذات “منطقة الكليتين فالأطباء يعلمون ما فوق الكلية” الغدة فوق الكلوية” المسئولة عن إفراز هرمونات الكاتاكولامينز “ Catecholamine” وما دورها في مثل هذه المواقف.
كل الذي أعرفه هو أن تلك الضربة التي أمر الله هذا القرش بها كانت بمثابة القوة التي أعانتني أن أواصل مسيرتي نحو تحقيق واجب الحفاظ على النفس والنجاة من الموت ولم يؤمر القرش بغير هذه الضربة مستجيباً لله الخالق الذي له الأمر من قبل ومن بعد (وكأين من أية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون * وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون).
أخوكم الدكتور حسام عبدالسلام جمعة
ـ[ام اماني]ــــــــ[21 - 10 - 2010, 10:23 م]ـ
أعتذر عن الاطالة وكثرة الاحداث في هذه القصة, إلا انني وجدتها قصة فيها من العبر والمواعظ ماجعلني انقلها لكم انتم اعضاء المنتدى لتشاركوني الاعجاب بها , طبعا ان اعجبتكم. تقبلوا احترامي
ـ[السراج]ــــــــ[24 - 10 - 2010, 06:09 ص]ـ
بارك الله فيك ..
لنا عودة ..
ـ[قرناس السعد]ــــــــ[19 - 12 - 2010, 09:53 م]ـ
القصة فيها عبر
ولابد لنا من الوقوف على بعضها:
1 - الدعاء عبادة وفضله على العبد عظيم فبه يعلم العبد أن ليس له إلا الله يجب دعوته
فكيف بدعوة المضطر.
2 - المحافظة على الصلاة حتى في المواقف الخطيرة والصعبة من أهم الطرق التي تنجي العبد في الدنيا قبل الآخرة.
3 - قال الله تعالى (وما يعلم جنود ربك إلا هو)
فسبحان الذي سخر الحوت ليونس حتى ينقله إلى الشاطيء فقد سخر له القرش والدلافين لحمايته وحراسته.
4 - صلاة الاستخارة
ومن طلب العون من الله لم يخب.
5 - الذكر الذي كان يلهج به قال تعالى (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
حيث قال الله تعالى (فلولا أنه كان من المسبحين * للبث في بطنه إلى يوم بعثون)
وهذه إشارة عظيمة على فضل التسبيح والذكر
6 - دعاء يونس وهو في بطن الحوت قال تعالى (وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين * فاستجبنا له فنجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين)
قاعدة عظيم وضعت هنا في هذا المقام أي من يلتزم هذا الدعاء عندما يقع في خطر محدق وهو مؤمن ينجيه الله.
أرجو أن أكون قد وفقت فإن كان ذلك من الله وحده وإن كانت الأخرى فمن نفسي والشيطان
سلمتم بهذه القصة الواقعية
فقد ذكرتني بقصة أخرى مشابهة وقد استخدم صاحبها نفس الأسلحة التي استخدمها الدكتور
وكذلك تلك القصة واقعية حيث عرضت على قناة المجد لأحد الناجين من غرق العبارة المصرية في البحر الأحمر