وَبَناتُ أَعوَجَ كُلُّ شَيءٍ يَجمَعُ
المَجدُ أَخسَرُ وَالمَكارِمُ صَفقَةً
مِن أَن يَعيشَ لَها الكَريمُ الأَروَعُ
وَالناسُ أَنزَلُ في زَمانِكَ مَنزِلاً
مِن أَن تُعايِشَهُم وَقَدرُكَ أَرفَعُ
بَرِّد حَشايَ إِنِ اِستَطَعتَ بِلَفظَةٍ
فَلَقَد تَضُرُّ إِذا تَشاءُ وَتَنفَعُ
ما كانَ مِنكَ إِلى خَليلٍ قَبلَها
ما يُستَرابُ بِهِ وَلا ما يوجِعُ
وَلَقَد أَراكَ وَما تُلِمُّ مُلِمَّةٌ
إِلّا نَفاها عَنكَ قَلبٌ أَصمَعُ
وَيَدٌ كَأَنَّ قِتالَها وَنَوالَها
فَرضٌ يَحِقُّ عَلَيكَ وَهوَ تَبَرُّعُ
يا مَن يُبَدِّلُ كُلَّ يَومٍ حُلَّةً
أَنّى رَضيتَ بِحُلَّةٍ لا تُنزَعُ
ما زِلتَ تَخلَعُها عَلى مَن شاءَها
حَتّى لَبِستَ اليَومَ مالا تَخلَعُ
ما زِلتَ تَدفَعُ كُلَّ أَمرٍ فادِحٍ
حَتّى أَتى الأَمرُ الَّذي لا يُدفَعُ
فَظَلِلتَ تَنظُرُ لا رِماحُكَ شُرَّعٌ
فيما عَراكَ وَلا سُيوفُكَ قُطَّعُ
بِأَبي الوَحيدُ وَجَيشُهُ مُتَكاثِرٌ
يَبكي وَمِن شَرِّ السِلاحِ الأَدمُعُ
وَإِذا حَصَلتَ مِنَ السِلاحِ عَلى البُكا
فَحَشاكَ رُعتَ بِهِ وَخَدَّكَ تَقرَعُ
وَصَلَت إِلَيكَ يَدٌ سَواءٌ عِندَها ال
بازي الأُشَيهِبُ وَالغُرابُ الأَبقَعُ
مَن لِلمَحافِلِ وَالجَحافِلِ وَالسُرى
فَقَدَت بِفَقدِكَ نَيِّراً لا يَطلَعُ
وَمَنِ اِتَّخَذتَ عَلى الضُيوفِ خَليفَةً
ضاعوا وَمِثلَكَ لا يَكادُ يُضَيِّعُ
قُبحاً لِوَجهِكَ يا زَمانُ فَإِنَّهُ
وَجهٌ لَهُ مِن كُلِّ قُبحٍ بُرقُعُ
أَيَموتُ مِثلُ أَبي شُجاعٍ فاتِكٌ
وَيَعيشُ حاسِدُهُ الخَصِيُّ الأَوكَعُ
أَيدٍ مُقَطَّعَةٌ حَوالي رَأسِهِ
وَقَفاً يَصيحُ بِها أَلا مَن يَصفَعُ
أَبقَيتَ أَكذَبَ كاذِبٍ أَبقَيتَهُ
وَأَخَذتَ أَصدَقَ مَن يَقولُ وَيَسمَعُ
وَتَرَكتَ أَنتَنَ ريحَةٍ مَذمومَةٍ
وَسَلَبتَ أَطيَبَ ريحَةٍ تَتَضَوَّعُ
فَاليَومَ قَرَّ لِكُلِّ وَحشٍ نافِرٍ
دَمُهُ وَكانَ كَأَنَّهُ يَتَطَلَّعُ
وَتَصالَحَت ثَمَرُ السِياطِ وَخَيلُهُ
وَأَوَت إِلَيها سوقُها وَالأَذرُعُ
وَعَفا الطِرادُ فَلا سِنانٌ راعِفٌ
فَوقَ القَناةِ وَلا حُسامٌ يَلمَعُ
وَلّى وَكُلُّ مُخالِمٍ وَمُنادِمٍ
بَعدَ اللزومِ مُشَيِّعٌ وَمُوَدِّعُ
مَن كانَ فيهِ لِكُلِّ قَومٍ مَلجَأً
وَلِسَيفِهِ في كُلِّ قَومٍ مَرتَعُ
إِن حَلَّ في فُرسٍ فَفيها رَبُّها
كِسرى تَذِلُّ لَهُ الرِقابُ وَتَخضَعُ
أَو حَلَّ في رومٍ فَفيها قَيصَرٌ
أَو حَلَّ في عُربٍ فَفيها تُبَّعُ
قَد كانَ أَسرَعَ فارِسٍ في طَعنَةٍ
فَرَساً وَلَكِنَّ المَنِيَّةَ أَسرَعُ
لا قَلَّبَت أَيدي الفَوارِسِ بَعدَهُ
رُمحاً وَلا حَمَلَت جَواداً أَربَعُ
و أيضاً ...
ما الشَوقُ مُقتَنِعاً مِنّي بِذا الكَمَدِ .. حَتّى أَكونَ بِلا قَلبٍ وَلا كَبِدِ
وَلا الدِيارُ الَّتي كانَ الحَبيبُ بِها ... تَشكو إِلَيَّ وَلا أَشكو إِلى أَحَدِ
مازالَ كُلُّ هَزيمِ الوَدقِ يُنحِلُها ... وَالسُقمُ يُنحِلُني حَتّى حَكَت جَسَدي
وَكُلَّما فاضَ دَمعي غاضَ مُصطَبَري ... كَأَنَّ ما سالَ مِن جَفنَيَّ مِن جَلَدي
فَأَينَ مِن زَفَراتي مَن كَلِفتُ بِهِ ... وَأَينَ مِنكَ اِبنَ يَحيى صَولَةُ الأَسَدِ
لَمّا وَزَنتُ بِكَ الدُنيا فَمِلتَ بِها ... وَبِالوَرى قَلَّ عِندي كَثرَةُ العَدَدِ
ما دارَ في خَلَدِ الأَيّامِ لي فَرَحٌ ... أَبا عُبادَةَ حَتّى دُرتَ في خَلَدي
مَلكٌ إِذا اِمتَلَأَت مالاً خَزائِنُهُ ... أَذاقَها طَعمَ ثُكلِ الأُمِّ لِلوَلَدِ
قَومٌ إِذا أَمطَرَت مَوتاً سُيوفُهُمُ .... حَسِبتَها سُحُباً جادَت عَلى بَلَدِ
وأيضاً ..
لِهَوى النُفوسِ سَريرَةٌ لا تُعلَمُ
عَرَضاً نَظَرتُ وَخِلتُ أَنّي أَسلَمُ
ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ
وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ
لا يَخدَعَنَّكَ مِن عَدُوٍّ دَمعُهُ
وَاِرحَم شَبابَكَ مِن عَدُوٍّ تَرحَمُ
لا يَسلَمُ الشَرَفُ الرَفيعُ مِنَ الأَذى
حَتّى يُراقَ عَلى جَوانِبِهِا الدَمُ
يُؤذي القَليلُ مِنَ اللِئامِ بِطَبعِه
ِ مَن لا يَقِلُّ كَما يَقِلّ ُوَيَلؤُمُ
الظُلمُ مِن شِيَمِ النُفوسِ فَإِن تَجِد
ذا عِفَّةٍ فَلِعِلَّةٍ لايَظلِمُ
وَمِنَ البَليَّةِ عَذلُ مَن لا يَرعَوي
عَن غَيِّهِ وَخِطابُ مَن لايَفهَمُ
وَمِنَ العَداوَةِ ما يَنالُكَ نَفعُه
ُ وَمِنَ الصَداقَةِ ما يَضُرّ ُوَ يُؤلِمُ
أَفعالُ مَن تَلِدُ الكِرامُ كَريمَةٌ
وَفَعالُ مَن تَلِدُ الأَعاجِمُ أَعجَمُ
أَلزَمتَ نَفسَكَ شَيئاً لَيسَ يَلزَمُها
أَن لا يُوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَمُ
هذا جزء من سلسلة سأتمّها قريباً إن شاء الله ..
أتمنّى أن تكونوا قد استمتعوا بهذه الأبيات ...
ـ[همبريالي]ــــــــ[25 - 11 - 2010, 08:53 م]ـ
بوركت أخي الكريم على هذا الانتقاء
هذا جزء من سلسلة سأتمّها قريباً إن شاء الله ..
أتمنّى أن تكونوا قد استمتعم بهذه الأبيات ...
¥