تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لابن زيدون مدائح كثيرة في أبي الحزم بن جهور وأبي الوليد وفي المعتضد وابنه المعتمد، كما مدح بعض أفراد الطوائف، وله رثاء في أبي الحزم بن جهور وفي المعتضد وفي بعض أبناء الخاصة 00وهو يستهل مدائحه غالبا على طريقة القدماء وأمّا مراثيه فيبدأها بذكر فداحة المصاب أو بحكمة تتناول ذكر الدهر وغدره ولا نجد في مدح ابن زيدون ورثائه تجديدا فعليا، بل نراه يتناول المعاني الشائعة عند القدماء،كذكر الكرم والشجاعة والتقوى وسائر المعاني التي لم يبلغ بها شأو المشارقة 0 وفي تقليد القدامى عمد أحيانا إلى المبالغة المعنوية واللفظية وحتى إنه يغالي في بعض أقواله فيصل حد النفور 00 أما شعره في ولاّدة فهو من نوع الغزل الصادق، فيه تتجلى قوة عاطفة الشاعر وهي عاطفة تتأرجح بين الشكوى والعتاب والألم والذكرى والحنين والرجاء 0 ويبدو الشاعر في غزله ناقما على الوشاة حاقدا على الدهر 0 واللافت في غزل بن زيدون وفي شعره بعامة ميله إلى المبالغة التي هدف منها التأثير في السامع وتحريكه العواطف 0 وفي شعر ابن زيدون أبيات تدل على أنه لم يتخلص من رواسب القديم، والمعروف أنه عاش في بيئة تختلف عن تلك التي عاش فيها المشارقة، ومع ذلك ظل يقترض الصيغ والتعابير من الشرق القديم وقد لقب ابن زيدون ببحتري الغرب وذلك لسببين: ـ

السبب الأول ـ هو طول النفس، إذ جاءت أكثر قصائده في المديح والغزل طويلة0

السبب الثاني ـ هو ولع ابن زيدون بالزخارف الشعرية، إذ أكثر في الصنعة فجاءت أبياته كشعر البحتري غنية بالصور البيانية والمحسنات البديعية 0وإذا كان ابن زيدون قد أعجب بالمشارقة فذلك لا يعني التقليد التام ولا يعني أنه ضيع شخصيته، فله الكثير من المعاني الجديدة التي تجعله في طليعة الأندلسيين ومن كبار شعراء العربية 0

والآن نورد بعضا من شعره 00قال وهو في السجن يهجو أبا الحزم:ـ

قل للوزير، وقد قطعت بمدحه

زمني فكان السجن منه ثوابي

لا تخش في حقي بما أمضيته

من ذاك في، ولا توق عتابي

لم تخط في أمري الصواب موفقا

هذا جزاء الشاعر الكذاّب

ومن شعر الغزل:ـ

يا ظبية لطفت مني منازلها

فالقلب منهن والأحداق والكبد

حبي لك الناس طرا يشهدون به

وأنت شاهدة إن يثنهم حسد

لم يعزب الوصل فيما بيننا أبدا

لو كنت واجدة مثل الذي أجد

ومن شعره أيضا:ـ

ودع الصبر محب ودعك

ذائع من سره ما استودعك

يقرع السن على أن لم يكن

زاد في تلك الخطى إذ شيعك

يا أخا البدر سناء وسنا

حفظ الله زمانا أطلعك

إن يطل،بعدك ليلي،فلكم

بت أشكو قصر الليل معك

هذا هو ابن زيدون الذي عاش في تقلبات الأوضاع السياسية في الأندلس فشهد سقوط الدولة الأموية وقيام دويلات ملوك الطوائف،كما أنه عاش حياة ثقافية فقد انتشرت العلوم والآداب وكان الأمراء يتنافسون في تعزيزها، وأصبح الاهتمام بالمكتبات أمرا بارزا 0

ـ[الشّابّة المقدسيّة]ــــــــ[26 - 11 - 2010, 11:52 ص]ـ

جزاك الله خيرا

شعره رائع

خاصّة قصيدته النّونيّة

ـ[هدى عبد العزيز]ــــــــ[26 - 11 - 2010, 01:07 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي الكريم. وَقفتَ عندَ أهم ِملامح شعر وحياة ابن زيدون

بورك بك

تحيتي

ـ[يحيى عيسى الشبيلي]ــــــــ[27 - 11 - 2010, 10:26 م]ـ

موضوع جميل شكراً لك

ـ[فتى الحوراء]ــــــــ[29 - 11 - 2010, 12:24 ص]ـ

موضوع جميل

استمتعت بقرائته

شكرا لك

ـ[ولادة الأندلسية]ــــــــ[29 - 11 - 2010, 12:32 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أحسنت ياماجد، بورك فيك وزادك الله علما

دمت موفقا مسدد الخطى

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير