تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مُتَكَشّفاً لعُداتِهِ عَنْ سَطْوَةٍ

لوْ حَكّ مَنكِبُها السّماءَ لزَعزَعَا

الحَازِمَ اليَقِظَ الأغَرَّ العالِمَ الـ

ـفَطِنَ الألَدّ الأرْيَحيّ الأرْوَعَا

الكاتِبَ اللّبِقَ الخَطيبَ الواهِبَ الـ

ـنّدُسَ اللّبيب الهِبْرِزِيّ المِصْقَعَا

نَفْسٌ لها خُلْقُ الزّمانِ لأنّهُ

مُفني النّفُوسِ مُفَرِّقٌ ما جَمّعَا

ويَدٌ لهَا كَرَمُ الغَمَام لأنّهُ

يَسقي العِمارَةَ والمكانَ البَلقَعَا

أبَداً يُصَدّعُ شَعْبَ وَفْرٍ وافِرٍ

ويَلُمُّ شَعْبَ مكارِمٍ مُتَصَدّعَا

يَهْتَزّ للجَدْوَى اهْتِزازَ مُهَنّدٍ

يَوْمَ الرّجاءِ هَزَزْتَهُ يومَ الوَغى

يا مُغْنِياً أمَلَ الفَقيرِ لِقاؤهُ

ودُعاؤهُ بَعْدَ الصّلاةِ إذا دَعَا

أقْصِرْ ولَستَ بمُقْصِرٍ جُزْتَ المدى

وبلغتَ حيثُ النّجمُ تحتكَ فارْبَعَا

وحَلَلْتَ من شَرفِ الفَعالِ مَواضِعاً

لم يَحْلُلِ الثّقَلانِ مِنْها مَوْضِعَا

وحَوَيْتَ فَضْلَهُما وما طَمِعَ امرُؤٌ

فيهِ ولا طَمِعَ امرُؤٌ أنْ يَطْمَعَا

نَفَذَ القَضاءُ بمَا أرَدْتَ كأنّهُ

لكَ كُلّما أزْمَعْتَ أمراً أزمَعَا

وأطاعَكَ الدّهْرُ العَصِيُّ كأنّهُ

عَبْدٌ إذا نادَيْتَ لَبّى مُسْرِعَا

أكَلَتْ مَفاخِرُكَ المَفاخرَ وانْثَنَتْ

عن شأوِهنّ مَطيُّ وَصْفي ظُلَّعَا

وجَرَينَ جَرْيَ الشّمسِ في أفلاكِها

فقَطَعْنَ مَغرِبَها وجُزْنَ المَطْلِعَا

لوْ نِيطَتِ الدّنْيا بأُخْرَى مِثْلِها

لَعَمَمْنَهَا وخَشينَ أنْ لا تَقْنَعَا

فمَتى يُكَذَّبُ مُدّعٍ لكَ فَوْقَ ذا

والله يَشْهَدُ أنّ حَقّاً ما ادّعَى

ومتى يُؤدّي شَرْحَ حالِكَ ناطِقٌ

حَفِظَ القَليلَ النّزْرَ مِمّا ضَيّعَا

إنْ كانَ لا يُدْعَى الفَتى إلاّ كَذا

رَجُلاً فَسَمِّ النّاسَ طُرّاً إصْبَعَا

إنْ كانَ لا يَسْعَى لجُودٍ ماجِدٌ

إلاّ كَذا فالغَيْثُ أبخَلُ مَن سَعَى

قَدْ خَلّفَ العَبّاسُ غُرّتَكَ ابنَهُ

مَرْأًى لَنا وإلى القِيامَةِ مَسْمَعَا

و كيف ننسى قصيدته الشهيرة قصيدة الحدث الحمراء

على قدر أهل العزم تأتي العزائ

وتأتي على قدر الكرام المكارم

وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها

وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ

يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ

وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ

وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ

وَذَلِكَ مالا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ

يُفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمراً سِلاحُهُ

نُسورُ المَلا أَحداثُها وَالقَشاعِمُ

وَما ضَرَّها خَلقٌ بِغَيرِ مَخالِبٍ

وَقَد خُلِقَت أَسيافُهُ وَالقَوائِمُ

هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها

وَتَعلَمُ أَيُّ الساقِيَينِ الغَمائِمُ

سَقَتها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولِهِ

فَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ

بَناها فَأَعلى وَالقَنا تَقرَعُ القَنا

وَمَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ

وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فَأَصبَحَت

وَمِن جُثَثِ القَتلى عَلَيها تَمائِمُ

طَريدَةُ دَهرٍ ساقَه فَرَدَدتَها

عَلى الدينِ بِالخَطِّيِّ وَالدَهر راغِمُ

تُفيتُ اللَيالي كُلَّ شَيءٍ أَخَذتَهُ

وَهُنَّ لِما يَأخُذنَ مِنكَ غَوارِمُ

إِذا كانَ ما تَنويهِ فِعلاً مُضارِعاً

مَضى قَبلَ أَن تُلقى عَلَيهِ الجَوازِمُ

وَكَيفَ تُرَجّي الرومُ وَالروسُ هَدمَها

وَذا الطَعنُ آساسٌ لَها وَدَعائِمُ

وَقَد حاكَموها وَالمَنايا حَواكِمٌ

فَما ماتَ مَظلومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ

أَتوكَ يَجُرّونَ الحَديد َكأَنَّهُم

سَرَوا بِجِيادٍ ما لَهُنَّ قَوائم

إِذا بَرَقوا لَم تُعرَفِ البيضُ مِنهُمُ

ثِيابُهُمُ مِن مِثلِها وَالعَمائِمُ

خَميسٌ بِشَرقِ الأَرضِ وَالغَربِ زَحفُهُ

وَفي أُذُنِ الجَوزاءِ مِنهُ زَمازِمُ

تَجَمَّعَ فيهِ كُلُّ لِسنٍ وَأُمَّةٍ

فَما تُفهِمُ الحُدّاثَ إِلّا التَراجِمُ

فَلِلَّهِ وَقتٌ ذَوَّبَ الغِشَّ نارُهُ

فَلَم يَبقَ إِلّا صارِمٌ أَو ضُبارِمُ

تَقَطَّعَ مالا يَقطَعُ الدِرعَ وَالقَنا

وَفَرَّ مِنَ الأَبطالِ مَن لا يُصادِمُ

وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ

كَأَنَّكَ في جَفنِ الرَدى وَهوَ نائِمُ

تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً

وَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَغرُكَ باسِمُ

تَجاوَزتَ مِقدارَ الشَجاعَةِ وَالنُهى

إِلى قَولِ قَومٍ أَنتَ بِالغَيبِ عالِمُ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير