{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ ?لْقَوَاعِدَ مِنَ ?لْبَيْتِوَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّآ إِنَّكَ أَنتَ ?لسَّمِيعُ ?لْعَلِيمُ} - البقرة: 127
{وَاِذ يَمكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوالِيُثبِتُوكَ اَو يَقتُلُوكَ اَو يُخرِجُوكَ وَيَمكُرُونَ وَيَمكُرُ اللَّهُوَاللَّهُ خَيرُ المَاكِرِينَ} -الأنفال: 30
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ?لْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ?للَّهُ ?لَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ ?لصَّابِرِينَ} – آل عمران – 142
{وَجَآءُو?اأَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ} - يوسف: 16
{وَإِذْنَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُو?ءَ ?لْعَذَابِ يُذَبِّحُونَأَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلا?ءٌ مِّن رَّبِّكُمْعَظِيمٌ} – البقرة: 49
{ونري فرعون وهامان وجنودهما} (القصص:6)
قد تستشكل بعض المسائل النحوية المتقدمة على بعض الناس فيسألون عنها، أما التصدي لتفسير آيات القرآن من دون علم متقدم بهذه المسائل من لسان العرب فيدخل (مهما أحسنا الظن) في باب التدليس والتضليل وإثارة الشبهات والعياذ بالله.
يعرف المؤولون الباطنيون أنه لا مجال لقبول تأويلاتهم وتفسيراتهم بالرأي إلا من خلال التشكيك في التفاسير المعتبرة، واتهامها بالدس والحشو والثرثرة، وانتقادها بسبب احتوائها على قليل من الروايات الموضوعة التي لا يعتمد عليها في هدم أي شيء من أصول الدين.
إن التفسير الباطني والعشوائي والتفسير بالرأي تهدمه نصوص القرآن القطعية، والسنن القولية والعملية. وما نظن أن ينتج عن هذا الطعن المؤدب الواهي في تفاسير علماء الدين وعلماء اللغة الفطاحل إذا سمحنا به إلا فتح الباب لإسقاط الاستشهاد بهم، وإسقاط حجية كتب الفقه والتفسير والمعاجم، وإسقاط الفهم السوي للقرآن الكريم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ ولو أصاب) وهذا الحديث رواه الترمذي بألفاظ مختلفة منها: "فليتبوأ مقعده من النار". والمقصود من الحديث التحذير من تفسير القرآن بغير علم. قال ابن تيمية -رحمه الله-: فمن قال في القرآن برأيه، فقد تكلف ما لا علم له به، وسلك غير ما أُمِر به، فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر لكان قد أخطأ، لأنه لم يأتِ الأمر من بابه، كمن حكم بين الناس على جهل فهو في النار، وإن وافق حكمه الصواب. مجموع الفتاوى (13/ 371). والأصل في تفسير القرآن أن يفسر بالقرآن، أو بالحديث النبوي، ثم بأقوال الصحابة، وإن لم يجد في تفسير الصحابة، فقد رجع كثير من أئمة التفسير إلى أقوال التابعين كمجاهد وغيره، فمن خالف هذه الأصول فهو مخطئ وإن أصاب، وليس من التفسير بالرأي المجرد ما كان جارياً على قوانين العلوم العربية، والقواعد الأصلية والفرعية. والله أعلم.
يحزننا أن نرى بعض الناس يتصدون لتأويل القرآن الكريم بجرأة وجهل وإسراف في الكلام، مع أن هؤلاء لا يفتتن بهم إلا الجاهلون من أمثالهم، إذ إن الذين يفهمون العربية يسخرون من هوس هؤلاء ومن هلوساتهم ووسوساتهم! فالمدقق في هذه التأويلات يشعر بأن صاحبها لا يتقن العربية اتقانا تاما، وأنه كثير اللغو في اللغة، وأنه كثير الشطط التفسير.
إن التجرؤ على التأويل الباطني لآيات القرآن الكريم، والتجرؤ على نشر هذا التأويل المخالف يخفي خلفه ضعف نفس، واضطراب حدس، وكأن هذا الفهم قد فات الصحابة والتابعين وتابعيهم من العرب الخُلَّص ومواليهم، وكأن هذا الفهم قد فات جميع واضعي فنون هذه اللغة لضبط ألفاظها ومعانيها وفلسفتها وآدابها وأسرار بلاغتها، وجميع من فسر القرآن من السلف والخلف. لكن هذه الضلالة لن تتجاوز هذا الحد، وكلما ازدادت سيأتي عليها الرد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ ولو أصاب) وهذا الحديث رواه الترمذي بألفاظ مختلفة منها: "فليتبوأ مقعده من النار". والمقصود من الحديث التحذير من تفسير القرآن بغير علم. قال ابن تيمية -رحمه الله-: فمن قال في القرآن برأيه، فقد تكلف ما لا علم له به، وسلك غير ما أُمِر به، فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر لكان قد أخطأ، لأنه لم يأتِ الأمر من بابه، كمن حكم بين الناس على جهل فهو في النار، وإن وافق حكمه الصواب. مجموع الفتاوى (13/ 371).
والأصل في تفسير القرآن أن يفسر بالقرآن، أو بالحديث النبوي، ثم بأقوال الصحابة، وإن لم يجد في تفسير الصحابة، فقد رجع كثير من أئمة التفسير إلى أقوال التابعين كمجاهد وغيره، فمن خالف هذه الأصول فهو مخطئ وإن أصاب.
وأما (المِنْسَأَة) فهي العصا العظيمة التي تكون عادة مع الرعاة يضربون ويزجرون (ينسئون) بها الإبل والدواب ويسوقونها تقديما أو تأخيرا، وقد يهملون الهمز ويبدلونه إِبدالاً كلياً فيقولون: (مِنْساة). والعصى حين تكون معدة إعدادا خاصا للزجر والحث أو الضرب يقال لها (مِنْسَأَة) مع إمكانية استخدامها لغير ذلك، أما إذا لم تكن معدة خصيصا للزجر والحث أو الضرب فيقال لها (عصا). ومثلها الهراوة: العصا الضخمة، والجمع: هَراوَى مثل: مطايا، وهرِيّ على غير قياس، .... و هريته بالعصا: لغة في هروته.
و (المِنْسَأَة) اسم آلة مشتق للدلالة على الأداة التي يقع بها الحدث أو التي يفعل بها الفعل. يشتق غالباً من الفعل الثلاثي المتعدي، وقد يشتق من اللازم، من صيغه القياسية: مِفْعَل وِمفْعال وفَعَّالة وفاعِلَةٌ وفاعول ومِفْعَلة: ملعقة ومسطرة ومِطْرَقَة ومِنْسَأَة.
قال الشاعر
أَمِنْ أَجْلِ حَبْلٍ، لا أَباكَ، ضَرَبْتَه --- بِمِنْسَأَةٍ، قد جَرَّ حَبْلُك أَحْبُلا
وقال الشاعر:
إِذا دَبَبْتَ على المِنْسَاةِ مِنْ هَرَمٍ --- فَقَدْ تَباعَدَ عَنْكَ اللَّهْوُ والغَزَلُ
أدعو زملائي أصحاب الاختصاص في الفصيح إلى التدخل والتدقيق في كل ما جاء هذه التفسيرات الغريبة وتزويدنا بآرائهم السديدة.
والله أعلم، وبالله التوفيق.
منذر أبو هواش
¥